أخبار وتقاريرمقالاتومضات

مقال صحيفة “المدينة”: “الشيوعي الإسرائيلي” نصير الطغاة

منذ تأسيسه كان الحزب الشيوعي الإسرائيلي، بأعضائه العرب وطبعا اليهود، منسجما مع المشروع الصهيوني، فقاتل ضمن العصابات الصهيونية، ولعب عدد من أعضائه العرب دورا متواطئا على شعبنا باستجلاب الأسلحة من الخارج دعما للعصابات الصهيونية، وقَبِل قرار تقسيم فلسطين، ما يعني قبوله بالاستيطان والإحلال الصهيوني على الأرض الفلسطينية، ثمَّ بعد أن سقط ربيبه وولي نعمته الاتحاد السوفيتي، حاول هذا الحزب الإسرائيلي جدًّا أن “يُحسّن” من صورته أمام أبناء شعبنا، لكنه سرعان ما كان يعود إلى طبيعته المنسجمة مع تطلعات المشروع الصهيوني بإضعاف كل حراك حيّ للشعوب العربية على طريق التخلص من أنظمة العار التي جاءت بالانقلابات العسكرية، لأنّ التخلص من الطغاة يعني نهضة الأمة وتطلعها إلى حرية فلسطين.

لذلك هنأ الحزب الشيوعي الإسرائيلي من على صدر صحيفة “الاتحاد” الجيش المصري والمجرم عبد الفتاح السيسي، بانقلابه على الرئيس الشرعي المنتخب الشهيد محمد مرسي. ولذلك اتهم الحزب الشيوعي، مؤخرا، الشعب السوري وفصائله التي خرجت للذود عن كرامتها وحريتها ضد الطاغية بشار الفار، اتهمها هذا الحزب الإسرائيلي بالإرهاب!! والتكفير!!

بعض داعمي نظام آل الأسد البائد، من المضلَّلين والمغرَّر بهم، اعتقدوا واهمين أن هذا النظام “ممانع”، دون أن يلتفتوا إلى حقيقة أن الطغاة الظلمة لا يمكن أن يقفوا ضد أشباههم، وهنا نتحدث عن بعض فلول نظام الأسد عندنا، ولا نقصد منهم الحزب الشيوعي الإسرائيلي، فهو “من غير شر” لا يوجد في قاموسه شيء اسمه “الممانعة”، فتاريخه ينضح بكل أشكال الانخراط في الملعب الإسرائيلي حتى النخاع وما تحت النّخاع. ويكفي أن نعلم أن هذا الحزب الإسرائيلي بأعضائه العرب قد وافق في الخمسينيات على قانون تجنيد العرب في “جيش الدفاع الإسرائيلي”!! بل واستهجن رفض المؤسسة الإسرائيلية تجنيد الفتيات!

فما هي الأسباب التي تجعل هذا الحزب الإسرائيلي معاديا لتطلعات الشعوب العربية؟!

أولا، لأنه إسرائيلي جدّا. والمؤسسة الإسرائيليّة لا تريد في محيطها شعوبا تختار أنظمتها، لأنّ من شأن ذلك أن يثير هذه الشعوب ضد المشروع الصهيوني برمّته، ولأن بقاء أنظمة ديكتاتورية ضمن ما يسمى “دول الطوق”، يشكل طوقا حاميا للمشروع الصهيوني، وهذه سياسة إستراتيجية إسرائيلية يعلمها كل فلسطيني الهوية والهوى. ويكفي أن ننظر إلى الدور المتآمر والخانع لدول مثل مصر وسوريا حتى نعرف سرّ مناهضة الحزب الشيوعي الإسرائيلي لحراك الشعبين المصري والسوري.

أضف إلى ذلك، أن الحزب الشيوعي الإسرائيلي لا يؤمن من حيث المبدأ بالتعددية والتداول السلمي على السلطة!! فمنبته هكذا وأدبياته هكذا. إلى جانب ذلك، فإن الحزب الشيوعي الإسرائيلي لا يُخفي عداءه للحركات الإسلامية المناهضة للمشروع الإسرائيلي-الصهيوني، وربما من منطلقات طائفية، لذلك رأيناه يستنفر كل ذبابه الإلكتروني للهجوم على الثورة السورية الطاهرة، ويعمل على شيطنة الشعب السوري بوصف الثائرين بالإرهابيين أو المليشيات الإرهابية المستجلبة من الخارج، في حين يعتبر هذه الحزب الإسرائيلي “جيفارا” ثائرًا، علما أنه قدم من الأرجنتين بكتائبه المسلحة لمساندة ثوار كوبا بزعامة فيدل كاسترو. ولقد قال الشاعر: أحرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس؟ المهم ألا يكون الطير إسلاميّا.

نعلم أن الحزب الشيوعي الإسرائيلي يضم أعضاء وأنصارا لا يتفقون مع قيادتهم في مواقفها المناوئة للثورات العربية، وعلى هؤلاء أن يلفظوا هذه القيادة التي ثبت فشل مقارباتها دائما، وإلا فليتركوا هذا الطريق قبل أن يلفظهم شعبهم وأمتهم لفظ النواة.

فها هو السيسي حبيب تلك القيادة، والذي هنأته بالانقلاب بان وانكشفت أوراقه، وسلطة رام الله التي هللت لقدومها بانت سوءاتها وكارثيتها على شعبنا الفلسطيني، كما أن موقفها (قيادة الحزب الشيوعي الإسرائيلي) الداعم للمجرم بشار، تفضحه الفظائع التي ارتكبها هذا النظام بحق أبناء سوريا والتي يندى لها جبين الإنسانية.

إن تاريخ الحزب الشيوعي الإسرائيلي حافل بالمواقف المناهضة لحرية الشعوب، وإن زعموا غير ذلك، مليء بالخطايا والمخازي وإن أوهموا بسطاء العقول ببطولات ليس لها رصيد. ولعله يأتي اليوم الذي تنكشف فيه على الملأ كل التفاصيل التي ستصدم، أو ما تصدم، أولئك الذين صدقوه ووثقوا بطريقه وبقياداته….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى