أمهات جنود إسرائيليين يرفضن تأمين أبنائهن اقتحامات المستوطنين لنابلس
أعربت أمهات جنود إسرائيليين عن رفضهن الشديد لتأمين أبنائهن اقتحامات المستوطنين اليهود لـ”قبر يوسف” في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.
جاء ذلك في رسالة بعثتها أمهات الجنود، لرئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، وفق ما أفادت به صحيفة “معاريف” العبرية، مساء الأربعاء.
وأفادت الصحيفة، بأن الأمهات عبّرن عن استيائهن من هذه المهام، التي وصفنها بالخطيرة وغير الضرورية.
وأعربن عن قلقهن على سلامة أبنائهن خلال تأمين مثل هذه الاقتحامات.
وقالت الصحيفة: “تنظيمات أمهات جنود الجيش الإسرائيلي خرجت ضد قائد المنطقة الوسطى اللواء آفي بيلوت، الذي وافق وسيشارك في المسيرة إلى قبر يوسف في نابلس تحت حراسة مشددة من الجنود”.
ويدور الحديث عن مسيرة يجرى التجهيز لها لإحياء ذكرى عالم الآثار الإسرائيلي زئيف إيرليخ (70 عاما)، الذي قُتل في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في جنوب لبنان بعد انضمامه بشكل غير قانوني إلى قوات الجيش الإسرائيلي العاملة هناك، وفق الصحيفة.
وقالت الأمهات إن الجيش الإسرائيلي “يعرض حياة الجنود للخطر عبر تأمين المستوطنين في نابلس”.
وتابعن: “الأمر يتعلق بتأمين الجيش الإسرائيلي للمستوطنين في قلب نابلس، والمعنى هو أنه من أجل إحياء ذكرى إيرليخ، سيتم تسيير مسيرة مدنية وسيتعين على الجنود مرة أخرى المخاطرة بحياتهم دون داع”.
وخاطبن رئيس الأركان بالقول: “نتوقع منك ألا تدعم هذه المخاطرة بحياة أبنائنا ونطالب بإلغاء هذه المسيرة وما شابهها ومنع المخاطرة غير الضرورية بحياة جنود الجيش الإسرائيلي”.
وبحسب منظمات الأمهات فإن “تحويل أبنائنا إلى حراس أمن مسيرات ليس له أي غرض عملياتي، وهذه المهمات تخاطر بحياتهم دون جدوى”.
ويقول الإسرائيليون إن “قبر يوسف” موجود في الطرف الشرقي من نابلس الخاضعة للسيطرة الفلسطينية، ويعتبره اليهود مقاما مقدسا منذ احتلال إسرائيل الضفة الغربية عام 1967.
وحسب المعتقدات اليهودية، فإن رفات النبي يوسف بن يعقوب، أُحضرت من مصر ودُفنت في هذا المكان، لكن علماء آثار نفوا صحة هذه الرواية، قائلين إن عمر المقام لا يتجاوز بضعة قرون، وإنه ضريح لشيخ مسلم اسمه “يوسف دويكات”.
ومن المقرر، وفق دعوة وجهها مجلس “شومرون” الاستيطاني بالضفة الغربية المحتلة للمستوطنين، أن تنطلق المسيرة في 25 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وتمر على منطقة “تل بلاطة” الأثرية في نابلس.
والسبت، كتب يوري مسيغاف، الصحفي الإسرائيلي بصحيفة “هآرتس” العبرية، في منشور بحسابه على فيسبوك: “تخليداً لذكرى إيرليخ، سيتم إجراء جولة ليلية دينية – أثرية تحت حراسة الجيش الإسرائيلي في قلب نابلس، وسيتم تعريض حياة المزيد من الجنود للخطر من أجل ضرورة غير عملياتية”.