دخل دون موافقة رسميّة: مقتل مستوطن في الضفة الغربية كان يرافق الجيش الإسرائيلي جنوبيّ لبنان
قُتل مستوطن في الضفة الغربية المحتلّة، في اشتباكات مع مقاتلين في حزب الله، جنوبيّ لبنان، الأربعاء، إثر مرافقته قوات للجيش الإسرائيلي، بدون موافقة رسمية؛ كما قُتل جنديّ وأُصيب ضابط في الاشتباكات ذاتها التي قُتل فيها.
كما أُصيب رئيس مقرّ لواء “غولاني” في الاشتباكات ذاتها بجراح متوسطة الخطورة، بحسب ما كشفت صحيفة “هآرتس”، علما بأنه هو الذي أتاح للمستوطن الدخول إلى لبنان.
وأعلن مجلس استيطانيّ في الضفة الغربيّة، الأربعاء، أن القتيل كان يرافق الجيش الإسرائيلي جنوبيّ لبنان، في واقعة تُبرز الانتهاكات التي يُقدم عليها جنود إسرائيليون في لبنان، والتي لا يتمّ الكشف عنها في الغالب، إلا إذا أسفرت عن قتلى.
ولفتت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن المستوطن وهو من مستوطنة قرب رام الله، قُتل الأربعاء، حينما دخل إلى قلعة أثرية في إحدى قرى جنوب لبنان، اختبأ فيها مقاتلان من حزب الله، اشتبكا مع قوة الإسرائيلية، وأوقعا فيها قتيلين ومصابين.
شهد مقتل جندي آخر من كتيبة 13 التابعة للواء “غولاني”، قبل أيام.
وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن القتيل وهو جنديّ احتياط كذلك، قد دخل إلى جنوب لبنان مع قوات الاحتلال، “بواسطة صديقه الذي يشغل منصب قائد كتيبة في الاحتياط، وذلك دون الحصول على موافقة القيادات العسكرية، ودون مهامّ موكلَة إليه”.
في المقابل، لم يأتِ الجيش الإسرائيلي في بيانه الذي أعلن فيه عن مقتل جندي الاحتياط، على ذِكر أنه قد دخل لبنان، بدون موافقة، وبدون أن تُوكَل إليه أيّة مهام. وعدّه رسميًّا من قتلى الجيش.
ولفتت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أنه قد دخل منطقة عمليات لجيش الاحتلال في جنوب لبنان، وهو يرتدي الزيّ العسكريّ، بموافقة قائد لواء “غولاني”، بدون أن يكون القتيل في فترة خدمته الاحتياطية.
وشرع الجيش الإسرائيلي بالتحقيق في ملابسات الواقعة، “ليتبيّن أن القتيل قد دخل برفقة القوات إلى جنوب لبنان، بشكل مخالف للإجراءات، ومن دون حصوله على الموافقات المطلوبة”، وفق إذاعة الجيش.
وذكرت التقارير أنه من قُدامى المستوطنين في “عوفرا”، شمال شرق رام الله في الضفة الغربية، وقد أسّس مدرسة استيطانية زراعيّة في المستوطنة ذاتها.
المستوطن متورّط في اعتداءات على مواقع أثرية بالضفة بحماية جيش الاحتلال
وأظهر التحقيق الأولي للجيش الإسرائيليّ أن المستوطن، الذي وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بأنه “باحث أثري”، دخل إلى منطقة القتال بهدف فحص قلعة أثريّة كان الجيش يعتزم تحويلها إلى موقع للمراقبة، بحسب ما أوردت صحيفة “هآرتس” عبر موقعها الإلكترونيّ.
ولم يكن دخول المستوطن إلى لبنان المرة الأولى التي يدخل فيها إلى مناطق محتلّة، تحت حماية جيش الاحتلال؛ ففي عام 2012، برز اسمه في العناوين بعد أن تمّ الكشف عن قيامه بجولات في مواقع آثار في قرى فلسطينية، بحماية من الجيش الإسرائيليّ.
وحينها، أفادت منظمة “السلام الآن” بأن “تصرّفات الجيش مشينة، وتتناقض مع كافّة الإجراءات الصحيحة، وتعرّض حياة الجنود للخطر دون مبرر”.
وأضافت أنه “مرة أخرى، ينجح عدد قليل من المستوطنين المتطرّفين في جر الجيش إلى مهام سياسية، لحماية ومرافقة كل نزوة من نزوات المستوطنين”.