مؤسس قمة الويب يؤكد تمسكه بالتضامن مع الشعب الفلسطيني وغزة
يمكن اعتبار قمة الويب في لشبونة من أكبر وأقدم الأحداث التقنية التي ينتظرها المحررون التقنيون، فهي نبع القصص والأخبار، ولكن هذه القمة التقنية تعرضت لهزة مفاجئة العام الماضي بعد تنحي مؤسسها عن قيادتها، بسبب منشور تحدث فيه عن رأيه في الحرب على غزة.
بادي كوسغريف، المولود في 19 مارس/آذار 1983 في مقاطعة ويكلو، أيرلندا، هو رجل أعمال أيرلندي يُعرف بكونه المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمؤتمر ويب ساميت (Web Summit)، الذي يعد أحد أكبر المؤتمرات التقنية في العالم.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، استقال كوسغريف من منصب الرئيس التنفيذي لقمة الويب بعد ردود فعل واسعة على تعليقاته بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة، والتي انتقد فيها ضمنا إسرائيل في أعقاب عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتسببت تصريحاته في انسحاب شخصيات بارزة من المؤتمر.
وكان كوسغريف قد قال في منشور على منصة إكس (تويتر سابقا) متأثرا باستشهاد آلاف المدنيين في القصف الإسرائيلي على غزة “صدمت من خطاب وأفعال العديد من القادة والحكومات الغربية، باستثناء الحكومة الأيرلندية على وجه الخصوص التي فعلت الشيء الصحيح لمرة واحدة. جرائم الحرب هي جرائم حرب حتى عندما يرتكبها الحلفاء، ويجب أن يتم تسميتها بمسمياتها”.
وأدت هذه التصريحات إلى رد فعل عنيف من عدد من أصحاب رؤوس الأموال ومؤسسي التكنولوجيا، إذ أكد عدد من المدعوين البارزين والشركات الكبرى مقاطعة المؤتمر.
فقد قررت شركتا “غوغل” و”ميتا” عدم المشاركة في قمة الويب، التي تعد من أبرز المنتديات العالمية للتكنولوجيا، كما أعلن غاري تان، رئيس مجموعة “واي كومبينيتر” الحاضنة للشركات الناشئة، مقاطعة المؤتمر، فقال في تغريدة على منصة إكس (تويتر سابقا) “أرفض المشاركة في قمة الويب وألغي مشاركتي”، في حين قال سفير إسرائيل في البرتغال دور شابيرا حينها إن “عشرات الشركات ألغت حتى الآن حضورها”.
عاد كوسغريف في أبريل/نيسان 2024 إلى منصب الرئيس التنفيذي لـ”ويب ساميت”، وأدلى بتصريحات للإعلام بخصوص عودته رئيسيا لقمة الويب، وكيف شاهد حضور فلسطين في هذه القمة بعد الأزمة التي تعرض لها في قمة العام الماضي.
رحلة عبر الزمن
وفي سؤال حول تصريحاته بشأن ما يحدث في “غزة”، وإن كان يمكن أن يتراجع عنها، قال كوسغريف “لا أعتقد، ما قلته في ذلك الوقت كان ما آمنت به وهي لحد الآن موجودة ولم أقم بمسحها، وحاليا وبعد 14 شهرا يتبنى هذا الاعتقاد العديد في جميع أنحاء العالم. أعتقد أن الأشخاص يجب أن يتبعوا ما تمليه عليهم إنسانيتهم ليس ما تمليه عليهم شركاتهم”.
وأضاف: “نعم، ما قلته لم يكن موجها ضد جهة معينة، فقد كان من وجهة نظر إنسانية، إننا كبشر نعيش على هذا الكوكب يجب أن نخضع جميعا لنفس القانون الدولي الذي أوجدناه، والحقيقة الآن هذا ما يقوله العديد من الأشخاص وبحرية، والفرق الوحيد أنني عبرت عنه مبكرا”.