اعتقلا على خلفية عملهما في الإصلاح بين الناس.. تمديد اعتقال صالح لطفي وعدنان برغل من أم الفحم (فيديو)
طه اغبارية
مدّدت محكمة الصلح في مدينة عكا، اليوم الأحد، اعتقال رجليّ الإصلاح صالح لطفي وعدنان برغل من أم الفحم حتى يوم الاربعاء المقل، وذلك بعد اعتقالها فجر الأربعاء الماضي (13/11/2024)، بزعم ارتكابهما مخالفات تتعلق بعملهما في الإصلاح.
وقال المحامي عمر خمايسي، مدير مؤسسة “ميزان” -تواكب ملف المعتقليْن- بعد جلسة المحكمة، إن الشرطة طلبت تمديد اعتقال لطفي وبرغل مدة 12 يوما، لكنها بعد التداول والاستماع لطاقم الدفاع مددت اعتقالهما حتى يوم الأربعاء المقبل.
وأضاف إن الحديث يدور عن شبهات تنسبها الشرطة للشيخ صالح والحاج عدنان برغل تتعلق بأطراف خصومة ضمن صلب عملهما في الإصلاح.
وأشار خمايسي إلى أن “الشرطة تتعاطى مع الملف وفق ترجمة قانونية خاطئة ونحن ننظر إليه على اعتبار أننا نتحدث عن رجليّ إصلاح هدفهما التوفيق بين المتخاصمين وإصلاح ذات البيت بين الناس في ظل نزيف الدم الذي يعاني منه المجتمع العربي جراء العنف والجريمة. بالتالي فإن دور رجالات الإصلاح يساهم في مكافحة العنف مقابل تقاعس السلطات عن القيام بواجبها”.
وختم المحامي عمر خمايسي بالقول: “نأمل أن يطلق سراح الشيخ صالح والأخ عدنان في الأيام المقبلة، بعد أن تنتهي الشرطة من إجراءاتها وتحقيقاتها في الملف، فمكانهما الطبيعي هو بين الناس وفي إصلاح ذات البين وليس خلف القضبان، لا سيّما وأننا نعرف أن لجنة الإصلاح في أم الفحم حلّت مئات القضايا المستعصية بين متخاصمين في غضون سنة واحدة فقط”.
من جانبه، اعتبر محمد صالح لطفي -نجل الشيخ صالح- أن اعتقال والده والحاج عدنان برغل يأتي ضمن حملة استهداف لرموز الداخل ورجال الإصلاح، وقال “أمثال أبي والحاج عدنان وغيرهما من رجال الإصلاح يستحقون وسام شرف وتقدير لا أن تتم ملاحقتهما واعتقالهما. كلنا يقين أن هذه التهم باطلة وأنهما سيكونان بيننا قريبا”.
تفاصيل الاعتقال
وفجر الأربعاء الماضي (13/11/2024)، اقتحمت قوات كبيرة من الشرطة منزل الشيخ صالح لطفي مدير مكتب الإصلاح في ام الفحم، في حي “الخلايل”، ومنزل السيد عدنان برغل في حي “البراغلة” بأم الفحم، وعبثت في محتويات المنزلين بذريعة التفتيش.
عن حيثيات الاعتقال، قال محمد لطفي -نجل الشيخ صالح لطفي- لـ “موطني 48″، إنّ “قوات كبيرة من الشرطة والوحدات الخاصة وعناصر من جهاز الأمن العام (الشاباك) اقتحمت المنزل الساعة الثالثة فجرا. وخلال عملية اعتقال والدي تم إخراجي من المنزل واقتيادي إلى مكتب لجنة الإصلاح في المدينة، حيث تواجدت هناك قوات أخرى من الشرطة، واستولت على ملفات الإصلاح من المكتب”.
وتابع أن “والدي يجتهد ليلا ونهارا سعيا لحقن دماء المواطنين العرب، جراء النزاعات والخلافات التي على إثرها نعاني في مجتمعنا من العنف والجريمة، وإن اعتقاله والسيد عدنان برغل إنما هو أمر خطير، خاصة وأنهما رجلي إصلاح وخير”.
وذكر أحمد برغل، قريب المعتقل السيد عدنان برغل، في حديث معه، أن “اعتقال رجال إصلاح من المجتمع العربي يؤكد على نية الشرطة عدم رغبتها في حل جرائم العنف، خاصة وأن المعتقلين لطفي وبرغل من أبرز الناشطين في حل النزاعات والخلافات في المجتمع العربي”.
وختم برغل حديثه بالقول إنه “حاولنا في العائلة إعطاء دواء السكري الثابت لعمي عدنان حتى يتسنى له تناوله أثناء التحقيق، إلا أن الشرطة رفضت أن يأخذ الدواء معه، بل ولم تبلغنا عن مكان اعتقاله حيث يتم التحقيق معه”.
يشار إلى أنّ الشيخ صالح لطفي من قيادات العمل الإسلامي في الداخل الفلسطيني، وهو إلى جانب نشاطه الدعوي والبحثي، يعمل في مجال الإصلاح بين الناس منذ سنوات، وسبق ان تعرض للتضييق والملاحقة من قبل الشرطة الإسرائيلية.
وتعتبر لجنة الإصلاح في أم الفحم من أكثر اللجان الفاعلة في المجتمع العربي لرأب الصدع بين أطراف متنازعة وإصلاح ذات البين.
وتمكن مكتب الاصلاح الذي يترأسه صالح لطفي وفق البيانات المتوفرة، خلال عام واحد منذ 7/2023 حتى 7/2024، حل 280 خلافا ونزاعا في أم الفحم، بالإضافة إلى حل مئات النزاعات على صعيد الداخل الفلسطيني.
تنديد واسع
ولقي اعتقال لطفي وبرغل، استنكارا واسعا في المجتمع العربي، وصدرت بيانات منددة عن عدد من الفعاليات السياسية والشعبية. وقالت بلدية ام الفحم في بيان لها: “تستنكر وتشجب بلدية أم الفحم اعتقال رجال الإصلاح في المدينة الشيخ صالح لطفي – مركّز ومدير مكتب الإصلاح في المدينة، وعضو لجنة الإصلاح الحاج عدنان برغل، ثم تفتيش مكتب الإصلاح، من قبل القوات الخاصة، والتحقيق معهم بشبهات حول عملهم في لجنة الإصلاح، إننا نرفض هذا الأسلوب التعسّفي للتفتيش والاعتقال وفي ساعة متأخرة من الليل”.
وأكدت بلدية ام الفحم أنّ “هؤلاء أناسٌ مشهودٌ لهم بالسهر والتعب ومواصلة الليل بالنهار لإصلاح ذات البين وعمل الخير، استطاعوا حلّ وفكّ 280 خلافًا ونزاعًا خلال السنة الأخيرة فقط، في الوقت الذي لا نرى فيه هذه الشرطة وهذه القوات الخاصة تسخّر هذه الموارد وهذه الجهود لحلّ او فكّ جرائمَ القتل التي تعصف بمجتمعنا صباح مساء”.
كما أصدرت لجان إفشاء السلام القُطرية بيانا، أعربت فيه عن استنكارها “قيام الشرطة الاسرائيلية بمداهمة مكتب لجنة الإصلاح في ام الفحم واعتقال مديره الاستاذ صالح لطفي وعضو اللجنة الحاج عدنان برغل”.
وجاء في البيان: “نحن في لجان افشاء السلام القطرية نعتبر ان هذه المداهمة والاعتقال يهدف الى افشال جهود لجان الاصلاح التي تواصل الليل بالنهار من أجل اصلاح ذات البين في مجتمعنا ونزع فتيل وعوامل الجريمة والعنف”.
وتابع بيان لجان إفشاء السلام “تأتي هذه الاعتقالات بعد سلسة نجاحات مشرفة للجان الاصلاح في بلادنا حيث نجحت بحل أكثر من 1600 ملف نزاع وخصومة، من ضمنها 55 قضية دماء. وكذلك هي بصدد الاعلان قريبًا عن حل خمس قضايا كبيرة كلفت مجتمعنا دماء كثيرة في السنوات الاخيرة. إننا في لجان افشاء السلام نستنكر وندين هذه الملاحقة لأشخاص يواصلون الليل بالنهار لإنقاذ مجتمعنا من آفة العنف الذي بات يدق ناقوسه كل بيت وحارة وبلدة خاصةً في ظل تقاعس الشرطة والسلطات الرسمية في محاربة العنف والجريمة”.
وتحت عنوان “من المستفيد من اعتقال رجال الإصلاح في مدينة الفحم؟”، أصدرت هيئة الدعوة في أم الفحم، بيانا، قالت فيه: ” استفاقت مدينة أم الفحم صباح الأربعاء، على خبر اقتحام الشرطة الإسرائيلية والقوات الخاصة مكتب الإصلاح واعتقال مدير المكتب الأستاذ الشيخ صالح لطفي وعضو لجنة الإصلاح السيد عدنان برغل اغبارية. ومن المستهجن أن الاعتقالات تطال رجال الإصلاح الذين يواصلون الليل بالنهار لإصلاح ذات البين، والعمل على فض مئات النزاعات بين المتخاصمين سنويا في مدينة ام الفحم”.
وأضافت الهيئة “بينما يستشري العنف وتنشر مئات الاف قطع السلاح داخل مجتمعنا العربي وتستفحل الجريمة بأعداد مرعبة، وهي من الأكثر دموية على مستوى العالم، كل ذلك على عين المؤسسة الأمنية الاسرائيلية، دون أن يتم الكشف عن معظم هذه الجرائم، بينما يتم كشف نحو 70% من الجرائم في المجتمع اليهودي”.
وختم البيان بالقول “إن هيئة الدعوة في أم الفحم وهي تستنكر هذه الاعتداءات السلطوية الممنهجة لتهيب بكل أهل الإصلاح العاملين في مجتمعنا مواصلة جهودهم المباركة دون أن تعيقهم تهديدات الشرطة الإسرائيلية واعتقالاتها لرجال الإصلاح”.
كما أصدر حزب الوفاء والإصلاح فرع أم الفحم بيانًا، قالت فيه: “إنّ إقدام الأجهزة الأمنيّة للمؤسّسة الإسرائيليّة على اعتقال مدير مكتب الإصلاح في أمّ الفحم الشّيخ صالح لطفي، وعضو اللّجنة الحاج عدنان برغل، دليلٌ واضحٌ على سياسات السّلطات الإسرائيليّة غير الجديّة في مكافحة العنف الحاصل في مجتمعنا العربي”.
وأضاف البيان: “إنّنا في حزب الوفاء والإصلاح-فرع أمّ الفحم نُدين هذا الاعتقال الغاشم للشّيخ لطفي والحاج عدنان، ونرى فيه تعطيلًا لمسيرة لجنة الإصلاح النّاجحة في حلّ الخلافات بين النّاس، حيث تمكّنت اللّجنة من حلّ 280 قضيةً وخلافًا داخل المجتمع الفحماوي”.
وجاء في ختام البيان: “إنّ مجتمعنا العربي بحاجةٍ ماسّةٍ لمثل هذه اللّجان الفاعلة لإصلاح ذات البين في وقتٍ ارتفعت فيه وتيرة العنف، وليس اعتقال الأعضاء الفاعلين فيها، فهذا في حدّ ذاته يشجّع على تفشي آفّة العنف والجّريمة”.
من جانبه، قال “البيت الفحماوي” في بيان، إنه يستنكر ما قامت به الشرطة الاسرائيلية صبيحة الأربعاء، بمداهمة مكتب لجنة الإصلاح في ام الفحم، واعتقال مديره الشيخ صالح لطفي، وعضو اللجنة الحاج عدنان برغل.
وأضاف البيان أن “البيت الفحماوي يستغرب من هذا الاعتقال لرجال الاصلاح الذين يعملون ليلا نهارا لحل أزمات وملفات نزاع وخصومة في مدينة ام الفحم خاصة والمجتمع العربي عامة”.
وتساءل البيان “هل يُعقل ان يتم اعتقال رجالات الاصلاح خاصة بعد سلسة نجاحات من حل نزاعات وخصومات دموية!! إننا في البيت الفحماوي نستنكر وندين هذه الملاحقة لأخوة يواصلون الليل بالنهار لإنقاذ بلدنا الحبيبة ام الفحم من قهر العنف الذي بات يدق ناقوسه كل بيت وحارة وبلدة”.