إيهود باراك: السّنوار مات بطلا
طه اغبارية
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، إنّ يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مات بطلا وهو يقاتل بعصا ويلقي القنابل بيد واحدة، ساخرا من الدعاية الإسرائيلية التي قالت إن السنوار مات مثل “فأر”.
وارتقى السنوار في رفح جنوب قطاع غزة، بشكل عرضيّ في عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي، وجرى إعلان مقتل السنوار بتاريخ 17/10/2024.
جاءت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، ضمن حلقة “بودكاست” مع الصحفي الإسرائيلي نداف بيري.
وتطرق باراك إلى عملية طوفان الأقصى التي شنّتها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي (2023)، وقال إن الفشل الذريع الذي أدّى إلى طوفان الأقصى تسبب بانكشاف إسرائيل وإظهارها ضعيفة أمام أعدائها.
وأضاف أنَّ الردع الإسرائيلي في السنوات الماضية، جعل مصر قبل 40 عاما والأردن قبل 30 عاما، توقعان على اتفاقيات سلام مع إسرائيل لقناعتهم أنه لا يمكن التغلب عليها.
وأكمل أن عملية طوفان الأقصى، وما خلفته من قتلى وفوضى وإرباك في المشهد الإسرائيلي، أطلقت العنان لمخيلة الملايين في العالم العربي والإسلامي في أنه يمكن هزيمة إسرائيل من خلال تجنيد مليون شخص يحملون أدوات حادة وينطلقون معا باتجاه إسرائيل.
وفي حديثه عن المشاهد المصورة لاغتيال يحيى السنوار، قال باراك إن الرجل مات بطلًا، وليس كما يدّعون (الإعلام والجيش) في أنه مات مثل فأر، لم يمت كذلك، بل مات وهو يقاتل بعصا ويلقي القنابل بيد واحدة بيد واحدة، وسيُعرف هكذا في ذاكرة العالم”.
وحين استهجن الصحفي نداف بيري “إعجابه” (باراك) بالسنوار، ردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق قائلا “ممنوع التقليل من قدر الأعداء، هو قاتل وسادي وغير ذلك، ولكنه رجل يتمتع بكفاءة عالية بدون أدنى شك، ومتمسك بهدفه وخطير، ونجح بالتلاعب بنتنياهو بشكل منهجي وبطريقة ذكية على مدار سنوات، ما جعله (نتنياهو) غافلا”.
في سياق آخر من المقابلة، شن باراك هجوما على نتنياهو وفريقه الحكومي، متهما إياهم بجرّ البلاد إلى طريق لا رجعة منه، من خلال سعيهم لتحويل إسرائيل إلى دولة ديكتاتورية ومتعصبة دينيا ومنبوذة في العالم، هذا إلى جانب تهديدهم لاتفاقيات إبراهام واتفاقيات السلام. ودعا إلى التمرد على الحكومة وإسقاطها في الشارع، مشدّدا على أن “المكان الأكثر حرارة في الجحيم سيحفظ لأولئك الذين وقفوا من الجانب متفرجين في لحظة تاريخية كانت تقتضي الحسم”.
كما حذّر إيهود باراك من استمرار الحرب على غزة، مشيرا إلى أنَّ حركة حماس يمكنها مشاغلة إسرائيل لخمسين سنة قادمة، داعيا إلى الاكتفاء بما تحقق من تقويض لمقدرات الحركة العسكرية. على حد تعبيره.