ظاهرة رقعة “المسيح” تنتشر بين جنود الجيش الإسرائيلي
تجتاح في الآونة الأخيرة أوساط الجنود الإسرائيليين ظاهرة رقعة “المسيح”، وهي قطعة من القماش يقوم يمينيون بوضعها على أذرع الجنود.
ويوجد على الرقعة شعار تاج أسفله كلمة “مسيح” أو “المشيح” بالعبرية، لأن اليهود يعتقدون أن “المسيح من نسل الملك داوود”، ويعتبرونه “قائدا سياسيا وعسكريا قويا”.
والمسيح بحسب حاخامات الديانة اليهودية، ليس هو النبي عيسى (عليه السلام)، وإنما “شخصية مخلصة يعتقد أنها المخلص المستقبلي لليهود”.
وعرضت القناة 14 العبرية مقطع فيديو لأحد نشطاء اليمين وهو يشير إلى صندوق لم يتبق فيه إلا عدد قليل من الشارات قائلا: “هذا ما تبقى من 25 ألفا”.
وكشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي النقاب عن أن “رئيس الأركان هرتسي هاليفي أزال رقعة المسيح من ذراع جندي عشية عيد العرش اليهودي”.
وأضافت أنه (هليفي) “فعل ذلك عدة مرات في الفترة الماضية، بعد أن تجاهل القادة الميدانيون طوال العام الماضي الظاهرة التي ظلت تتوسع (بين الجنود)”.
وتابعت الإذاعة: “بعد أن أزال رئيس الأركان الرقعة وضعها في جيب كم الجندي وقال له: إذا كنت تريد، يمكنك وضعها في الداخل بالقرب من قلبك، ولكن على الزي العسكري الأشياء العسكرية فقط”.
وبحسب “القناة 14” الإسرائيلية فإن الحادثة وقعت في قرية عيتا الشعب جنوب لبنان.
وأضافت: “قبل نحو ستة أشهر نشر متحدث الجيش الإسرائيلي صورة لجنود في خان يونس (جنوب قطاع غزة) عندما كانت الرقعة على ذراع جندي تحمل شعار المسيح غير واضحة”.
خطوة هاليفي قادت إلى انتقادات ضده من قبل المنظمات الدينية في الجيش.
وقالت منظمة “توراة لهيما” على منصة إكس، اليوم الثلاثاء: “هل لدى أحد تفسير لماذا مر عام ولم يستقل هرتسي هاليفي حتى الآن؟ ولماذا يصر على التمسك بالكرسي والحصول على راتب مبالغ فيه”.
وأضافت في منشور آخر معلقة على إزالة الرقعة: “ربما هرتسي لا يريد الفوز”.
من جهتها، لفتت “القناة 7” اليمينية، اليوم الثلاثاء، إلى أنه “منذ حوالي نصف عام نشرنا أن جمعية حدوش للحرية الدينية والمساواة والمنتدى العلماني، غاضبة وتهاجم ارتداء شارة المسيح على زي الجيش الإسرائيلي”.
“وناشدت الجمعية رئيس أركان الجيش والمدعي العام العسكري ورئيس ضباط التعليم المطالبة بحظر ارتداء الشارة”، وفق القناة.
وأضافت: “وأعربوا عن معارضتهم للشارة لأنها تستغل حالة الحرب لأغراض الدين، واحتجوا على دخول رجال الدين إلى قواعد الجيش الإسرائيلي والأماكن التي يتجمع فيها الجنود بغرض الوعظ الديني”.
بدورها قالت صحيفة “معاريف”، اليوم الثلاثاء: “منذ بداية الحرب توسعت الظاهرة بشكل كبير، حيث يضيف الجنود أحيانا شارات عسكرية غير رسمية إلى زيهم الرسمي، وهذه قضية تثير الجدل والصعوبة”.
ويقول الحاخام إلحنان ميلر في مقطع فيديو منشور منذ عدة سنوات: “في اليهودية المسيح هو ملك وقائد سياسي وعسكري”.
ويضيف: “نحن لا نعلم من هو المسيح وننتظر هذه الفترة النهائية من التاريخ ولكننا نؤمن إنه يأتي من سلالة الملك داود”، وفق تعبيره.
ومنذ بداية الحرب على غزة ظهرت بشكل ملحوظ استخدامات لمقاطع من التوراة، بما في ذلك من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
كما نشر جنود عشرات مقاطع الفيديو من داخل غزة وهم يؤدون الصلوات أو يقيمون كنس في داخل منازل تم تهجير أصحابها الفلسطينيين.
وكان محللون إسرائيليون أشاروا في الأشهر الماضية إلى تغلغل أفكار اليمين الديني في أوساط الجيش الإسرائيلي.