صانع خطة الجنرالات: 4 أسباب تستوجب إنهاء حرب إسرائيل بغزة
حدّد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق غيؤرا آيلاند 4 أسباب قال إنها تستوجب إنهاء “الحرب في قطاع غزة”، مشيرا إلى أن استمرارها لمدة ستة أشهر أخرى أو سنة “لن يغير الواقع هناك”.
وآيلاند هو صانع “خطة الجنرالات” التي تقضي بإخلاء شمال قطاع غزة قسرا من الفلسطينيين، قبل حصاره ووضع المسلحين فيه تحت خيار الموت او الاستسلام.
ولم يتطرق آيلاند في مقاله، الثلاثاء، بصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إلى “خطة الجنرالات”، لكنه على غير موقفه الداعم لاستمرار الحرب حدد الأسباب التي تستوجب إنهائها.
وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري أعلن الجيش الإسرائيلي بدء اجتياح شمال القطاع؛ بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”، في ترجمة عملية لـ”خطة الجنرالات”.
بينما يقول الفلسطينيون يقول كثير من الفلسطينيين بغزة إن “خطة الجنرالات” التي تعمل إسرائيل على تنفيذها تستهدف احتلال المنطقة وتهجير سكانها في إطار التطهير العرقي لهم.
ويعرف التطهير العرقي بأنه محاولة خلق حيز جغرافي متجانس عرقيا بإخلائه من مجموعة عرقية معينة باستخدام القوة المسلحة، أو التخويف، أو الترحيل القسري، أو الاضطهاد، أو طمس الخصوصية الثقافية واللغوية والإثنية.
وقال آيلاند: “صحيح أنه قد يكون من الممكن محاولة تحسين شروط الصفقة، خاصة فيما يتعلق بعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل مختطف (إسرائيلي) حي، ولكن ليست هناك حاجة للإصرار على الهراء وخاصة ليس على (ممر) فيلادلفيا” بين قطاع غزة ومصر.
وأضاف: “إلى جانب الحاجة الماسة لإنقاذ المختطفين في الفرصة الأخيرة، هناك أربعة أسباب أخرى على الأقل تجعل هذه هي الخطوة الصحيحة”.
خسائر الجيش
وقال: “أولا، خسائرنا قبل ثلاثة عشر شهرا، كان الجمهور الإسرائيلي بأسره يبكي لعدة أيام على كل جندي يقتل. يبدو أننا فقدنا هذا”.
وأضاف: “أصبحت قلوبنا قاسية بسبب موت الجنود، أفضل أبنائنا بسبب الإصابات الخطيرة يفقدون أطرافهم، أو أبصارهم، ويدمر عالمهم”.
العبء على الجنود
وأردف: “ثانيا، العبء المجنون على الجنود، أولئك الذين هم في الخدمة النظامية، ولكن بشكل رئيسي جنود الاحتياط، الذين غالبا ما يكون وضعهم العائلي والاقتصادي معقدا”.
وتابع آيلاند: “سيبقى الحمل على المقاتلين مرتفعا على أي حال، لكن ينصح بتخفيفه قدر الإمكان”.
العبء الاقتصادي
والسبب الثالث وفق آيلاند فهو العبء الاقتصادي، مشيرا إلى أن “كل يوم من القتال يكلف حوالي نصف مليار شيكل (132 مليون دولار)”.
وتابع: “صحيح أن الجهد الرئيسي الآن في لبنان، لكن كل شيكل نهدره اليوم سنفتقده بشدة غدا”.
مطالبات دولية
وقال آيلاند: “رابعا: العالم كله يصرخ من أجل إنهاء الحرب في غزة”.
وأضاف: “هناك فهم أكبر في العالم لماذا تقاتل إسرائيل في لبنان، وحتى مباشرة ضد إيران، ولكن لا أحد يفهم ما نريد تحقيقه في غزة”.
واعتبر آيلاند إنه “إذا واصلنا القتال في غزة لمدة ستة أشهر أخرى، أو سنة، فلن يغير ذلك الواقع هناك، سيحدث شيئان فقط: سيموت جميع الرهائن وسيقتل المزيد من الجنود”.
واقع لن يتغير
وأردف: “الواقع بقطاع غزة لن يتغير، لأنه طالما دخلت كميات كبيرة من الإمدادات إلى هناك، وطالما أن حماس توزعها على السكان (..) سيكون لديها دائما مئات المسلحين الذين سيواصلون القتال، حتى لو لم يكن لديهم تسلسل قيادي فعال”.
وأضاف: “في الاتفاق مع حماس، يجب المطالبة فقط بعودة المختطفين، ولكن في مواجهة اللاعبين الآخرين، مع التركيز على الولايات المتحدة ومصر وقطر، يجب على المرء أن يصر على شيء آخر: لن تسمح إسرائيل بإعادة إعمار غزة إلا إذا تم تنفيذها بالتوازي مع شروعها بنزع السلاح”.
وتابع: “غزة مدمرة بالكامل، لن تتمكن حماس من إعادة بناء قوتها ما لم يكن هناك مشروع ضخم لإعادة الإعمار هناك، ولن نسمح بذلك دون آلية تدمر بشكل منهجي ما تبقى من البنية التحتية العسكرية”.
وأعرب عن اعتقاده: “بأنه قد تكون هناك خيبة أمل بين سكان غزة إلى حد التمرد ضد حماس، لكن هذا لن يحدث طالما استمرت الحرب وطالما أن قوات الجيش الإسرائيلي موجودة في قطاع غزة”.
واستدرك آيلاند مدعيا أنه “قد تحدث الثورة عندما يدرك السكان أنه بسبب حماس، تم منع إعادة إعمار قطاع غزة”.
وزعم أن “الحرب التي تهدف إلى إزالة التهديد أمر ضروري ويبرر التكاليف الباهظة التي تنطوي عليها، لقد أزيل التهديد الحقيقي”.
وتابع: “لا يمكن تأجيل عودة الرهائن، وإذا تصرفنا بشكل صحيح، فلن تتمكن حماس بعد الآن من بناء قوتها. لذلك، يجب أن نسعى جاهدين لإنهاء الحرب في غزة”.
لكن آيلاند قال: “للأسف، لا تتبع الحكومة الإسرائيلية هذا المنطق، ولا تجتمع حتى لمناقشة تهدف إلى الاختيار بين بديلين: استمرار الحرب في غزة حتى النصر النهائي، أو الاستعداد لإنهاء الحرب في غزة مقابل عودة جميع الرهائن”.