تساؤلات إسرائيلية.. لماذا تطلق إنذارات بعشرات المدن بسبب صاروخين؟
تسبب رصد الجيش الإسرائيلي لإطلاق صاروخين من لبنان، اليوم الثلاثاء، بتفعيل صفارات الإنذار في عشرات المدن والبلدات شمال البلاد.
وقال الجيش في بيان: “بخصوص الإنذارات التي تم تفعيلها في منطقة الشمال وحيفا تم اعتراض قذيفتيْن صاروخيتيْن أطلقتا من لبنان”.
وتكرر المشهد، الاثنين، فقد أدى إطلاق 3 صواريخ من لبنان إلى تفعيل صفارات الإنذار في 184 موقعا وسط وشمال البلاد ليعلن الجيش لاحقا “اعتراض صاروخين وسقوط ثالث بمنطقة مفتوحة”.
وعند إطلاق صفارات الإنذار يتعين على المواطنين التوجه إلى الملاجئ أو الغرف المحمية، لكن الإطلاق الواسع لصفارات الإنذار خلال اليوم والأمس أثار تساؤلات.
من جانبها، قالت القناة 14 العبرية، متسائلةً: “لماذا أدى إطلاق صاروخين من لبنان إلى تفعيل الكثير من الإنذارات؟”.
وأضافت: “دخلت قائمة طويلة من مدن وبلدات الشمال، من يوكنعام لحيفا ومن الخليج لقيساريا ومن الكرمل للأغوار إلى المناطق المحمية صباح الثلاثاء، بسبب قائمة طويلة من أجهزة الإنذار التي جرى تفعيلها بالعديد من المناطق”.
وأضافت: “بعبارة أخرى، تسبب صاروخان فقط أطلقا من لبنان في فرار عشرات الآلاف من المدنيين في الشمال إلى المناطق المحمية، في ذروة استعداداتهم اليومية للتوجه إلى العمل أو المدرسة”.
وفسرت القناة بأن “هذا يحدث بعد تحقيق أدى إلى تغيير في السياسة الدفاعية للقوات الجوية”.
وقالت: “جاء تحقيق سلاح الجو الإسرائيلي عقب انفجار طائرة مسيرة انتحارية تابعة لحزب الله بقاعدة تدريب لواء غولاني، وهو انفجار مميت أسفر عن مقتل أربعة جنود غولاني وإصابة عشرات الجنود”.
وأضافت: “استخلص سلاح الجو الإسرائيلي من التحقيق درسا فوريا: من الآن فصاعدا، سيتم تفعيل العديد من التحذيرات في المناطق التي يتم فيها إطلاق الصواريخ أو الطائرات بدون طيار، حتى لا تتعرض لمخاطر غير ضرورية”.
وتابعت القناة: “وهذا يعني أنه خلال الأيام القليلة المقبلة، قد يتم تفعيل الإنذارات على نطاق واسع في أجزاء كثيرة من البلاد”.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية وجهت الاثنين، اللوم إلى الجبهة الداخلية بالجيش الإسرائيلي إثر عدم تفعيل صفارات الإنذار في المنطقة التي فقد فيها أثر المسيرة التي تفجرت لاحقا في قاعدة للجيش الإسرائيلي.
وأكدت وسائل الإعلام على أن الجنود فوجئوا بالمسيرة وهي تنفجر وسط قاعة الطعام التي تواجدوا فيها دون دوي صفارات الإنذار.
وكان “حزب الله” أطلق الأحد، مسيرة من لبنان أصابت قاعدة تدريب للواء غولاني، الوحدة الخاصة للمشاة بالجيش الإسرائيلي، ما أدى إلى مقتل 4 جنود وإصابة 7 بجروح “حرجة”، حسب الجيش، بينما أفاد جهاز الإسعاف (نجمة داود الحمراء) بوجود 61 جريحا.
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي وسعت إسرائيل نطاق الإبادة الجماعية التي ترتكبها في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لتشمل لبنان بشن غارات جوية طالت العاصمة بيروت، بالإضافة إلى عمليات توغل بري في الجنوب.
ويرد “حزب الله” يوميا بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، وتفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.