الإعصار ميلتون يجتاح سواحل فلوريدا
بدأ الإعصار ميلتون “الخطر للغاية” باجتياح سواحل ولاية فلوريدا جنوب الولايات المتحدة، مصحوبا برياح عاتية وأمطار غزيرة وفيضانات فجائية، لتبدأ بذلك ليلة طويلة وبالغة القسوة على سكّان منطقة ضربها قبل أسبوعين فقط إعصار مدمر آخر.
وقال المركز الوطني للأعاصير، في نشرة أصدرها فجر اليوم الخميس، إنّ ميلتون وصل إلى اليابسة بقوة إعصار “خطر للغاية” من الفئة الثالثة على سلّم من 5 فئات تصاعدية.
وأضاف المركز أنّ “البيانات تشير إلى أنّ عين الإعصار ميلتون وصلت إلى اليابسة بالقرب من سييستا كي بمقاطعة ساراسوتا” المكتظة بالسكّان والواقعة على الساحل الغربي لولاية فلوريدا، مصحوبا برياح تصل سرعتها إلى 205 كيلومترات في الساعة، محذّرا من احتمال أن ترتفع أمواج البحر إلى 4 أمتار.
وكان الإعصار ميلتون قد وصل إلى فئة 5 عندما كان يتحرك نحو فلوريدا من خليج المكسيك، لكن تم تخفيضه إلى الفئة 4 قبل أن ينخفض إلى المستوى 3 قبل أن يصل إلى اليابسة.
وقبيل وصول عين الإعصار إلى سواحل فلوريدا قال حاكم الولاية رون دي سانتيس خلال مؤتمر صحفي “حسنا، لقد وصلت العاصفة. حان الوقت للجميع للاحتماء”.
وقال دي سانتيس قبيل وصول الإعصار إلى اليابسة إنّ الأوان فات وأصبح من الخطر للغاية إجلاء أيّ شخص، داعيا بالتالي الناس إلى ملازمة أماكنهم والصمود في وجه العاصفة أينما كانوا.
وقال الحاكم “ابقوا في الداخل وابتعدوا عن الطرق. مياه الفيضانات والأمواج المرتفعة خطرة للغاية”.
حياة أو موت
ووصف وزير الأمن الداخلي الأميركي، أليخاندرو مايوركاس، الوضع بأنه “مسألة حياة أو موت”.
وبحسب المركز الوطني للأعاصير فإنّ الإعصار “البالغ الخطورة” تسبّب في سائر المناطق الواقعة وسط شبه جزيرة فلوريدا بزوابع مهدّدة للحياة ورياح عاتية وفيضانات فجائية.
وحذّر المركز من أمواج مدّ وجزر يتوقع أن تغمر ساحل الخليج المكتظ بالسكان في غرب فلوريدا وسط مخاوف من حدوث دمار هائل واحتمال سقوط قتلى.
ومن المتوقع أن يضرب الإعصار ميلتون لاحقا المناطق الداخلية وصولا إلى المحيط الأطلسي. ويعبر مسار الإعصار مدينة أورلاندو السياحية.
وفي المدن الواقعة على طول الساحل الغربي لولاية فلوريدا، عصفت الرياح بشدّة وهطلت الأمطار بغزارة بينما احتمى الناس الخائفون في أي مأوى توفر لهم.
وفي مدينة ساراسوتا القريبة من سييستا كي، تسبّبت الزوابع بتطاير ألواح الزجاج من المباني الواقعة على الواجهة البحرية، في حين كانت الشوارع مهجورة.
وكانت الرياح عاتية لدرجة أن الأشجار انحنت بالكامل تقريبا إذ بدت بالكاد قادرة على تحمّل شدّة هذه الزوابع.
وأغلقت المتاجر أبوابها التي تمّ تدعيمها بأكياس من الرمل. وبسبب الإعصار، أغلق مطارا تامبا وساراسوتا حتى إشعار آخر.
وتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن يصبح هذا الإعصار أحد أخطر العواصف في تاريخ الولاية.
وتسبب الإعصار في تأجيل الرئيس جو بايدن رحلته إلى ألمانيا وأنغولا، والتي كان من المقرر أن تبدأ اليوم الخميس.
ووصل الإعصار ميلتون بعد أسبوعين فقط من الإعصار المدمّر هيلين الذي ضرب فلوريدا وولايات أخرى في جنوب شرق البلاد وخلف دمارا جسيما وخسائر بشرية فادحة.