اعتقلوا على خلفية هبة الكرامة: إسقاط تهمة الإرهاب عن آسي حوراني وإدانة صالح مجيد ومحمد حماد من عكا
أسقطت المحكمة المركزية في حيفا، اليوم الأربعاء، تهمة الإرهاب عن آسي حوراني (52 عاما) وأدانت المعتقلين صالح مجيد (30 عاما) ومحمد حماد (26 عاما) من مدينة عكا، على خلفية أحداث هبة الكرامة في أيار/ مايو 2021 احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على غزة، واقتحام المسجد الأقصى، ومحاولات تهجير سكان حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، واعتداءات المستوطنين على مواطنين عرب في البلاد.
وكان حوراني قد سلّم نفسه للشرطة، يوم 27 كانون الأول/ ديسمبر 2022، وبقي رهن الاعتقال لغاية 29 أيار/ مايو 2023، ليتم تحويله للحبس المنزلي والإبعاد عن مدينة عكا. وتضمنت لائحة الاتهام التي قدمتها النيابة العامة ضد حوراني إلى المحكمة المركزية في حيفا، يوم 18 كانون الثاني/ يناير 2023، تهم “محاولة قتل مواطن يهودي في عكا، تحطيم كاميرات مراقبة، إشعال حرائق، رشق حجارة في عكا”، وذلك خلال أحداث هبة الكرامة في أيار/ مايو 2021.
وأعرب آسي حوراني، اليوم الأربعاء، عن فرحته “المنقوصة” بسبب إدانة الشابين المعتقلين حماد ومجيد. وقال إنه “على الرغم من شعوري بالرضا بفضل الله وبإصرار وجهد المحامي الموكل بالدفاع عني ماهر تلحمي لإثبات براءتي، إلا أن فرحتي تبقى منقوصة بسبب قرار المحكمة القاضي بإدانة المعتقلين صالح مجيد ومحمد حماد من عكا”.
وأضاف أنه “عانيت قرابة العامين بسبب محاولة جهاز الأمن العام (الشاباك) تلفيق تهم باطلة ضدي، إذ تعرضت للتعذيب والتنكيل الشديد على يد محققي الشاباك الذين حاولوا بشتى السبل الضغط عليّ للاعتراف بجرائم لم أرتكبها. صمدت أمام هذا التعذيب الذي لا يمكنني وصفه، وللأسف فغالبية معتقلي هبة الكرامة انهارت قواهم أمام شدة التنكيل بهم على يد محققي الشاباك، مما أسفر عن إدلائهم باعترافات باطلة تسببت بسجنهم لسنوات عديدة. حصلت على البراءة، بعد صبر ومشقة، وتعرضي لإشكالات صحية بسبب التعذيب والتنكيل خلال فترة النصف عام التي قضيتها في المعتقل، قبل قرار المحكمة تحويلي للحبس المنزلي، كذلك حُرمت من إقامة حفل زفاف لابني كما يليق، وتم إبعادي وتعرضي لحبس منزلي مع وضع قيد إلكتروني حول قدمي. لم يكن سهلا أمام المحامي ماهر تلحمي مواجهة لائحة الاتهام وعدم إدانتي، ولكنه آمن ببراءتي وبذل كل جهده ليثبت ذلك”.
وقال المحامي ماهر تلحمي في حديث معه إن “ملف موكلي آسي حوراني يعد من ملفات هبة الكرامة الصعبة، نتحدث عن لائحة اتهام نسبت لموكلي شملت تهمة الإرهاب والمشاركة في اعتداء ومحاولة قتل المواطن اليهودي، مور غناشفيلي، خلال أحداث هبة الكرامة 2021، حيث يواجه عدد من أسرى هبة الكرامة السجن لسنوات طويلة بسبب هذه التهمة”.
وأضاف تلحمي أن “المحكمة شطبت، اليوم، تهمتين بارزتين والأصعب من لائحة الاتهام ضد موكلي حوراني، محاولة قتل مواطن يهودي، وتهمة الإرهاب، كادتا أن تتسببا بسجنه لسنوات عديدة، أما ما بقي من اتهامات في لائحة الاتهام فهي بسيطة جدا وقد عملت على مواجهة الأدلة التي قدمتها النيابة أمام القاضي لإثبات عدم صحتها على الرغم من أنها كانت أدلة دامغة وقطعية في المحكمة. كذلك عدم انكسار موكلي أمام التحقيقات القاسية والضغوطات التي تعرض لها خلال فترة تحقيق جهاز الشاباك معه في التهم الباطلة ضده كان عاملاً داعماً في موقف الدفاع”.
وكانت الشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك) قد اعتقلا محمد حماد في 19 تموز/ يوليو 2022، بعملية اقتحام لمنزله. وقدمت النيابة العامة إلى المحكمة المركزية في حيفا لائحة اتهام ضده، يوم 15 آب/ أغسطس 2022، نسبت إليه “ارتكاب عمل إرهابي، وإصابة خطيرة، وأعمال شغب، وجرائم أخرى في شهر أيار/ مايو 2021”.
وكان الشاباك قد أعلن، يوم 7 أيلول/ سبتمبر 2022، عن اعتقال صالح مجيد من عكا ضمن حملة اعتقالات في المدينة، طالت ستة شبان آخرين على خلفية هبة الكرامة، إذ فرض في حينه أمر حظر نشر جارف على الاعتقال. ونسبت النيابة للشاب تهمة أساسية ضمن لائحة الاتهام، وهي “الاعتداء على اليهودي مور غناشفيلي” في عكا، خلال أحداث هبة الكرامة عام 2021.