أيتام غزة بين مرارة النزوح والفقد والخوف
بصوت خافت جدا يكاد لا يُسمع، يتمتم الطفل عبيدة الأسطل بجملة “أنا يتيم، ما حدا مدور علينا”، وأتبعتها والدته معلقة “فقدت زوجي في بداية الحرب، وبيتنا تدمر، لم يعد لنا مكان نأوي إليه، ولا يوجد حتى مساعدات لتُشترى لنا من قبل الجمعيات المعنية بالأيتام في غزة”.
وتضيف أم عبيدة التي تعيش في مخيمات النازحين بمدينة خان يونس جنوب القطاع، أن أولادها الأربعة لا يوجد عندهم ملابس، وأنهم يعيشون جميعا في خيمة مهترئة لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء. و”جاي علينا شتا، مش عارفين شو راح نعمل بدون شوادر ولا نايلون”.
أما نسرين عايش فتقول “قبل الحرب كان هناك من يتفقد أولادي الأيتام ويساعدهم، أما اليوم وفي هذه الظروف فتُقدم لنا المساعدات نادرا”.
من جهتها، تقول عضو مجلس إدارة معهد الأمل لرعاية الأيتام نجلاء الغلايني، إن الطفل اليتيم يحتاج لمكان آمن، ويوجد هناك الكثير من الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم بالكامل، ومنهم من رأى مشاهد مروعة، خلال القصف أو طيلة الحرب عموما.
وتوضح “منهم من شاهد والده دون رأس، ومنهم من رأى أمه تعدم أمام عينيه، ومنهم من فقد إخوته جملة واحدة، وبالتالي هم يحتاجون لرعاية نفسية قبل المادية، وهذا غير متوفر في ظل حرب الإبادة المستمرة”.
وتضيف الغلايني أنه كان هناك مقترح من قبل معهد رعاية الأيتام قبل الحرب أن تقوم دولة مجاورة باحتضان هؤلاء الأطفال الأيتام، لكن إغلاق معبر رفح حال دون تنفيذ ذلك.
وتضيف أن “الطفل اليتيم في غزة ليس كباقي أطفال العالم اليتامى، فهو يحتاج لغذاء ودواء وكساء، ويحتاج لأجواء نفسية مريحة”.
كما تحدثت عن ارتفاع أعداد الأيتام، حيث أعلنت منظمة “يونيسيف” أن عدد الأطفال الأيتام في غزة وصل لنحو 17 ألفا، لكن هذه الإحصائية كانت قبل 3 شهور، في إشارة إلى أن العدد أصبح أكبر من ذلك بفعل الحرب المستمرة على قطاع غزة.
المصدر: الجزيرة