“خاوية على عروشها”.. بلدة يارون نموذج للإبادة الإسرائيلية في لبنان
بثت وسائل إعلام عبرية، مشاهد تظهر دمارا هائلا لحق ببلدة يارون في قضاء بنت جبيل جنوبي لبنان جراء التوغل الإسرائيلي، ترافق ذلك مع أعمال تجريف جعلتها تشبه مناطق عدة في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية تشنها تل أبيب منذ عام كامل.
ويظهر المقطع المصور البلدة اللبنانية وقد تحولت إلى مدينة أشباح بعدما خلت من سكانها تماما، ودخلت القوات الإسرائيلية إليها.
كما يظهر في المقطع منازل مدمرة ودبابات إسرائيلية منتشرة في بعض أحيائها، بالإضافة إلى أعمال تجريف لبعض الشوارع، وتدمير ممنهج للبنية التحتية.
هذا المشهد يعكس حال كثير من البلدات اللبنانية الحدودية، والتي تعرضت لقصف غير مسبوق أدى إلى دمار كبير في أبنيتها السكنية، وتحولت إلى قرى خالية من السكان ومدمرة بالكامل، من بينها عيتا الشعب وبليدا وعيترون والعديسة وكفركلا.
9 آلاف اعتداء إسرائيلي
بدورها، نقلت صحيفة “الأنباء” اللبنانية (محلية) عن مصادر لم تسمها، تخوفها من تمدّد سيناريو غزة إلى لبنان، معتبرة أن “ما يحصل يومياً من استهدافات وغارات مدمرة لمناطق معينة، ومنع الدفاع المدني والصليب الأحمر من الوصول إلى الاماكن التي تعرضت للقصف لإخلاء المصابين، هو أمر مخيف جداً ينذر بكارثة إنسانية”.
وبحسب وحدة إدارة الكوارث التابعة للحكومة اللبنانية، الاثنين، فإن إجمالي الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان بلغ منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أكثر من 9 آلاف و200 اعتداء، تركّزت بمعظمها في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية.
وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان وبدء قواته بالتوغل برياً في بعض القرى الحدودية، تظهر المشاهد المصورة التي تناقلتها وسائل إعلام إسرائيلية أن إبادة جماعية أخرى تلوح في الأفق بلبنان بعد غزة.
والأربعاءالماضي، أعلن “حزب الله” في بيان، تفجير عبوة ناسفة بقوة إسرائيلية حاولت التسلل إلى بلدة يارون جنوب لبنان و”إيقاع أفرادها بين قتيل وجريح”.
تحذيرات لبنانية
وقبل أسبوع، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء توغله البري في جنوب لبنان، ما أدى إلى نشوب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي “حزب الله” الذي أعلن أكثر من مرة تصديه لمحاولات التوغل، موقعا قتلى وجرحى في صفوف الجنود الإسرائيليين.
فيما دخلت القوات الإسرائيلية المتوغلة إلى بلدة يارون السبت، مخلفة أضرارا جسيمة في البنية التحتية، وحالات نزوح واسعة النطاق لأهالي البلدة.
ويدعي مسؤولون إسرائيليون أن العملية البرية في جنوب لبنان لن تستغرق أكثر من أسابيع وتهدف لإقامة “منطقة أمنية عازلة”، بينما تحذر السلطات اللبنانية من “انتهاك سيادة البلاد ووجود نوايا احتلالية إسرائيلية”.
وفي 20 سبتمبر / أيلول الماضي، قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي خلال جلسة وزارية، إن “استهداف المناطق السكنية يثبت مجددا أن إسرائيل لا تقيم وزنا لأي اعتبار إنساني وقانوني وأخلاقي، بل هي ماضية في ما يشبه الإبادة الجماعية”.
وفي 27 من الشهر نفسه، قال ميقاتي خلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن “على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته في ردع العدو الإسرائيلي ووقف طغيانه وحرب الإبادة التي يشنها على لبنان”.
ومنذ 23 سبتمبر، تشن إسرائيل حربا على لبنان، عبر غارات جوية غير مسبوقة كثافة ودموية استهدفت حتى العاصمة بيروت، بالإضافة إلى توغل بري بدأته في الجنوب، متجاهلة التحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
ووفق الأرقام الرسمية، قتلت إسرائيل 2083 شخصا وأصابت 9869 منذ بداية القصف المتبادل مع “حزب الله” في 8 أكتوبر 2023، بينهم 1251 قتيلا و3618 جريحا، منهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وأكثر من 1.2 مليون نازح، منذ 23 سبتمبر وحتى عصر الاثنين.