رعايا أجانب يسارعون بمغادرة لبنان مع احتدام العدوان الإسرائيلي
كثفت دول غربية خطط الطوارئ لإجلاء رعاياها من لبنان بعد احتدام العدوان الإسرائيلي على لبنان، ومحاولة قواتها التوغل البري في عدد من بلدات الجنوب، فضلا عن استمرار قصف العاصمة بيروت.
واستقل عشرات اليونانيين والقبارصة اليونانيين طائرة عسكرية يونانية في مطار بيروت، وكان كثيرون من الركاب أطفالا يتشبثون بدمى وحقائب مدرسية، في حين كانت الطائرة تغادر المدينة التي كان يتصاعد منها الدخان.
وقال أحد الركاب ويدعى جيورجوس بعد الهبوط “كنا محاصرين، لم يكن هناك وسيلة أخرى للمغادرة لعدم توافر مقاعد على طائرات الشرق الأوسط، وأقرب رحلة يمكن استقلالها كانت بعد عشرة أيام”، مضيفا “الوضع يسوء كل يوم، ولا نعلم ما سيحدث غدا”.
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية بأن 37 شخصا قتلوا وأصيب 151 آخرون جراء الغارات الإسرائيلية خلال أمس الخميس على مناطق جنوب وشرق وجبل لبنان، في حين صد مقاتلون من حزب الله العديد من محاولات التوغل البرية الإسرائيلية في بلدات حدودية، وأوقعوا العديد من القتلى والجرحى من خلال تفجير عبوات ناسفة في القوات المتوغلة.
وسعى مغتربون في لبنان جاهدين لمغادرة البلاد، ووضعت الحكومات من الصين إلى أوروبا خططا لإخراج مواطنيها.
وضاق كثير من الناس بالحياة في لبنان هذا الأسبوع بعد أن حث جيش الاحتلال سكان أكثر من 20 بلدة في الجنوب على إخلاء منازلهم على الفور، وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض إن نحو ألفي شخص لاقوا حتفهم منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 حتى الآن من بينهم 127 طفلا.
وقالت الطالبة كليا ريتا بارساميان (21 عاما) التي كانت تدرس إدارة الضيافة في لبنان على مدى عامين، بعد وقت قصير من وصولها إلى لارنكا “كانت الأوضاع صعبة جدا وصادمة جدا، ولم أعش شيئا كهذا من قبل”.
في ميناء تاشوجو في مرسين بجنوبي تركيا، قالت جريتشن، وهي أميركية عاشت في بيروت 5 سنوات، إنها وصلت على متن عبارة تجارية اعتيادية لأن الرحلات الجوية في بيروت ألغيت في الأيام القليلة الماضية.
وقالت “كنا نسمع باستمرار دوي المدفعية والقصف، كان هذا لا يطاق، أردت المغادرة على الفور وكفى”.
إنقاذ العالقين
وعلى صعيد متصل، حثت جريتشن ويتمر حاكمة ولاية ميشيغان الحكومة الأميركية على بذل المزيد من الجهد لإنقاذ الأميركيين العالقين في لبنان وسط الهجوم العسكري الإسرائيلي على البلاد.
وقالت ويتمر، في رسالة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، “نسمع بالفعل تقارير عن وفيات مؤكدة ونخشى أن يكون هناك المزيد، لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي بينما يعاني ناخبونا وأسرهم”.
وقُتل أميركي من ديربورن بولاية ميشيغان يدعى كامل أحمد جواد في غارة جوية إسرائيلية في لبنان يوم الثلاثاء الماضي.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية للصحفيين إن واشنطن تقدم للمواطنين الأميركيين “أكبر عدد ممكن من الخيارات لمغادرة” لبنان، مضيفا “نعمل مع شركات الطيران لحجز مقاعد للمواطنين الأميركيين. كما نعمل على زيادة القدرة التجارية من خلال تنظيم رحلات إضافية”.
وأوضح أن أكثر من 250 أميركيا وأفراد أسرهم استقلوا مثل هذه الرحلات حتى الآن، في حين سجل نحو 7 آلاف مواطن أميركي في لبنان أنفسهم لدى الحكومة الأميركية لتلقي معلومات عن مغادرة البلاد، رغم أنهم لم يطلبوا جميعا المساعدة للمغادرة.