العراق يرفع مستوى جاهزيته العسكرية مع تصاعد احتمالات تعرضه لعدوان إسرائيلي
قضى العراقيون ليلة طويلة وسط حالة ترقب تصاعدت فيها توقعات تعرّض بلادهم لضربات إسرائيلية على إثر الهجوم الصاروخي الذي نفذته إيران ليلة أمس على إسرائيل بنحو 200 صاروخ باليستي، وتبني الفصائل العراقية (المقاومة الإسلامية) سلسلة هجمات جديدة داخل البلاد بواسطة صواريخ كروز، فيما اتخذت السلطات العراقية إجراءات أمنية مشددة مع دخول الأمن العراقي حالة الإنذار (ج). وشهدت بغداد والبصرة والأنبار ومدن عراقية مختلفة كانت أجواؤها مساراً للصواريخ الإيرانية، احتفالات عفوية بالهجوم الصاروخي الإيراني، بينما تجمّع العديد من المواطنين وجمهور الفصائل في مناطق عدة للاحتفال، ورددت شعارات وهتافات مؤيدة للهجوم الإيراني.
الاحتفالات مستمرة في ساحة التحرير الان بمناسبة الرد الايراني pic.twitter.com/mpP10JM9MH
— حسن الكعبي | H𝕒𝕤𝕤𝕒n A𝕝𝕜𝕒𝕒𝕓i (@HassanAlkaaei) October 1, 2024
وأصدرت فصائل عراقية، مساء الثلاثاء، تهديداً شديد اللهجة ضد المصالح والقواعد الأميركية في العراق والمنطقة، محذرة من أن تلك الأهداف ستكون في مرمى نيرانها إذا تدخلت واشنطن في أي اعتداء يستهدف إيران، وذلك بالتزامن مع الهجوم الصاروخي على إسرائيل. وعلى إثر ذلك، أعلنت وزارة الداخلية العراقية، دخول القطعات الأمنية حالة الإنذار (ج)، وهو أعلى أنواع الإنذار الأمني في العراق، (الحالة القصوى) على إثر تصاعد التوترات في المنطقة.
وأجرى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ليل أمس زيارة مفاجئة لمقر قيادة العمليات المشتركة، ووجه برفع الجاهزية الأمنية لضبط الأمن في أرجاء البلاد. ووفقاً لبيان لمكتبه الإعلامي، فإن “السوداني التقى عدداً من القيادات الأمنية العليا، واطلع على الوضع الأمني في مختلف قواطع المسؤولية العسكرية، وسير تنفيذ الخطط الأمنية والتحديات التي تواجه الأجهزة والتشكيلات العسكرية بمختلف صنوفها، ومستوى الجهوزية، لدرء أي مخاطر وكل ما من شأنه أن يعكّر صفو الأمن والاستقرار”، مشدداً على “جميع القادة الأمنيين ببذل أقصى الجهود اللازمة لضبط الأمن في جميع أرجاء البلاد”.
وأكد “مواصلة تعزيز قدرات القوات الأمنية، وتطوير آليات التدريب التي تساهم في رفع مستوى الجهوزية أمام المخاطر التي قد تهدد البلد، في ظل بدء تنفيذ الإعلان المشترك مع الولايات المتحدة والخاص بإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق خلال عام”. من جهته، قال ضابط عراقي رفيع في قيادة العمليات المشتركة لبغداد، إنه “كُثِّف الانتشار الأمني في العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى، تحسباً لأي هجمات تتعرض لها البلاد”، مبيناً أن “حالة الإنذار جاءت بتوجيه من الجهات العليا، وأن الانتشار الأمني يأتي أيضاً لمنع أي هجمات قد تتعرض لها المصالح الأميركية في البلاد من قبل الفصائل المسلحة”.
وفي الثالث والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي، أكد اجتماع لفصائل “المقاومة الإسلامية”، في العراق، “الدخول في المعركة مباشرةً إلى جانب حزب الله والمقاومة في لبنان ضد أي اجتياح بري محتمل من العدو الصهيوني”.