الخليل: جنود إسرائيليون يتحرشون جنسيا بالنساء في الحواجز العسكرية
يتعمد جنود إسرائيليون عند الحواجز العسكرية في مدينة الخليل التحرش بنساء وشابات فلسطينيات، ويقوم الجنود بتصويرهن والحديث حول مظهرهن الخارجي، وتفتيش هواتفهن المحمولة وقول كلمات فظة، وفقا لشهاداتهم في تقرير نشرته صحيفة “هآرتس” اليوم، الخميس.
وأفادت شابة فلسطينية من الخليل بأن جنديا إسرائيليا تحرش بها جنسيا عند حاجز عسكري، عندما خلع بنطاله أمامها، قبل أسبوعين، لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عقّب للصحيفة بأن الجيش فتح عملية تقصي حقائق في أعقاب شكوى ولم يقرر ما إذا كانت الشرطة العسكرية ستفتح تحقيقا.
وكانت الشابة تعبر حاجز “تمار” في حي تل الرميدة في الخليل، وقالت إنه “عندما أوشكت على الخروج من الحاجز أوقفني جندي وقال لي ’دعيني أرى محفظتك’، وبعد ذلك أنزل الجندي بنطاله وسرواله الداخلي جزئيا وقال لي ’هل ترغبين؟ تعالي وانظري’. ومن شدة صدمتي، خرجت من الحاجز ولم أعلم ماذا يحدث، وشعرت كأن أحدا صفعني. وعندما عدت إلى البيت انهرت ولم أعد أعلم ماذا سأفعل”.
وفي مساء اليوم نفسه، أبلغت الشابة أحد سكان الحي، يدعى بسام أبو عيشة، الذي أبلغ مديرية التنسيق والارتباط الفلسطينية، وبعد ذلك حضر مسؤول في وحدة “الإدارة المدنية” للاحتلال وضابط إسرائيلي، وأخذا الشابة إلى الحاجز، وتعرفت على الجندي المتحرش ودلّتهما عليه.
وفي اليوم التالي اتصل الضابط في “الإدارة المدنية” للاحتلال، شادي شوباش، الذي وصفته الصحيفة أنه مسؤول عن البؤرة الاستيطانية في الخليل، وطلب أن يلتقيا عند مفترق طرق قريب من الحي.
وأفاد أبو عيشة أنه عندما وصل إلى مكان اللقاء مع شوباش كان هناك ثمانية جنود آخرين الذين طوقوه، “وبدأ يهددني، ’من أنت وماذا تفعل هنا، هذا ليس عملك، أنا الحكومة هنا’. وقال إن قصة الشابة كاذبة ’ولا تتدخل وأنت تصنعون قصصا وأفلاما. وسوف ترون وجهي الثاني’”.
وأقرت “الإدارة المدنية” أن محادثة جرت بين الاثنين لكنها نفت أنها شملت تهديدات أو تشكيكا برواية الشابة.
ونقلت الصحيفة عن أربع نساء من حي تل الرميدة قولهن أن رواية الشابة خطيرة جدا، لكنها تجسد أجواء عامة تسمح بتحرشات وإذلال نساء يعبرن في الحواجز، وأفدن بأنه طرأ تدهور على المعاملة تجاههن منذ بداية الحرب على غزة، وأنه تفاقم الوضع في الأسابيع الأخيرة.
وقالت طالبة مدرسة ثانوية في الحي، إنه عندما كانت تعبر مع شقيقتها من حاجز “تمار”، قبل أسبوعين، لم يسمح الجندي لها بالمرور، واتصل مع زميله بمحادثة فيديو، “وبدأ يقول له أننا جميلات قم التقط صورا لنا وقال لزميله ’أنظر إلى جمالهن’. وقال كلمات وسخة. وبعد نصف ساعة سمح لنا بالمرور”.
وأضافت الفتاة أنه في يوم آخر أمرها جندي بأن يفتش عن صور في هاتفها المحمول، فيما كان يمسك يدها، قرب حاجز “الشرطي” في الخليل. وأفادت بأن “الجندي أمسك يدي وقال لي أن أفتح الهاتف. وقلت له إن هذه صوري الشخصية، ولماذا أفتحها؟”.
وتابعت الفتاة التي ترتدي حجابا أنها تظهر في بعض صورها الشخصية بدون الحجاب، “والجندي رأى كل شيء. ومر عليها صورة تلو الأخرى. وطوال ربع ساعة كان يمسك يدي وينظر في هاتفي”. وفي حالة أخرى، قال لها جندي “سأنتظرك في المرة القادمة، أيتها الجميلة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن تفتيش الجنود عن صور نساء في هواتفهن أثناء عبورهن من حواجز عسكرية يتكرر، إلى جانب حظر يفرضه الجنود على السكان بعدم تصويرهم. وفي بداية الحرب على غزة تم سجن أحد سكان تل الرميدة لمدة أسبوع لأنه التقط صورة لجندي، ومنذئذ أصبح السكان يخافون ويمتنعون عن توثيق ممارسات الجنود.
وقالت امرأة من الخليل إن هذه التحرشات أصبحت ظاهرة: “أدخل إلى الحاجز والجندي يرسل لي قبلة. وعندما أوشك على الخروج يغلق الأبواب كي أعود إلى الوراء، وعندما أحاول الخروج ثانية يغلق الأبواب مرة أخرى”.
وأضافت أنه “عندما تدخلين إلى الحاجز يقول الجنود لك كلمات ليس جميلة مثل ’زانية’ وشتائم أخرى. ويكررونها باستمرار ويقومون بحركات بأيديهم، ويقولون ذلك في مكبر الصوت أيضا”.
وأضافت أن “الحديث ليس عن جندي واحد، وأحيانا يقول أحدهم: أعطيني رقم هاتفك. والفتيات يدأن يخفن الذهاب لوحدهن. وعندما أذهب إلى العمل أفحص إذا كان هناك أحد آخر في الحاجز، وإذا تواجد أحد فإنني أعبر وإذا لم يكن هناك أحدا لا أعبر”.
وأفدن نساء بأنه منذ بداية الحرب أصبح يتعين عليهن الخضوع لجهاز كشف المعادن، وأنه عندما يصدر الجهاز صوتا يطالبهن الجنود بهلع قسم من ملابسهن، رغم حقيقة أنهن متدينات ومحتشمات.