وفاة المفكر الإسلامي محمد أحمد الراشد
نعت مؤسسات وأحزاب ماليزية المفكر العراقي عبد المنعم صالح العلي العزي المعروف باسمه الحركي محمد أحمد الراشد.
وتوفي الراشد صباح اليوم الثلاثاء في ماليزيا، حيث يقيم، عن عمر ناهز 86 عاما، ومن المقرر تشييع جثمانه ظهرا بالتوقيت المحلي.
وعرف الراحل بأنه أحد كبار مفكري الحركة الإسلامية المعاصرة، وترك العديد من المؤلفات في الفكر والتربية والسياسة، وتعرض للسجن والاغتراب القسري.
وتركزت آخر كتابات الراشد على القضية الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ووصف المفكر العراقي الراحل معركة طوفان الأقصى بأنها “اندفاعية واعية ومدروسة تبتعد عن التهور والنزوات”.
نبذة عن حياته
هو الداعية عبد المنعم صالح العلي العزي، وكنيته “أبو عمار” وشهرته محمد أحمد الراشد.
ولد عبد المنعم صالح العلي العزي في حي الأعظمية في مدينة بغداد في 11 جمادى الآخرة 1357ه، الموافق الثامن من شهر يوليو عام 1938 من عشيرة بني عز.
دراسته، ومراحل تعليمه:
درس الابتدائية في مدرسة تطبيقات دار المعلمين، وهي أرقى مدرسة في العراق.
درس الراشد في كلية الحقوق في جامعة بغداد فتلقى فيها أصول الفقه والمواريث ومسائل الطلاق، وأبواباً من المعاملات عبر الفقه المقارن، مما أدى إلى توسيع مداركه في العلوم الشرعية، وتخرج فيها عام 1962م.
أعماله، ومسؤولياته:
عمل محمد أحمد الراشد محامياً، ثم عمل صحافياً، ثم تفرغ للكتابة في العمل الدعوي.
وبدأ اهتمام الراشد ووعيه السياسي، وهو في الثانية عشرة من عمره، حين كان في المدرسة المتوسطة، حيث كانت القضية الفلسطينية في ذروة الاهتمام، إضافة إلى اندلاع المظاهرات المطالبة بإسقاط معاهدة (بورت سمورث)، كما بدأت المطابع بإنتاج كتب عن تاريخ الحرب العالمية الثانية وقصص رومل وغيره، فتضاعف اهتمام الراشد بالقضايا السياسية، وهو ما أدى إلى انخراطه في صفوف العمل الدعوي في هذه المرحلة، وكانت بداية تماس الشيخ بالإخوان المسلمين، وهو في الثالثة عشرة من عمره.
انضم عمليًا لجماعة الإخوان المسلمين في شهر مايو 1953.
وكان يسمع خطب وتوجيهات كبار الإخوان كالشيخ الصواف قائد الإخوان في العراق، وقصائد شاعر الدعوة وليد الأعظمي، وحين بدأ نجم جمال عبد الناصر، بدأ التضييق والحصار على الدعاة في مصر، ومن ثم حوصرت الدعوة في العالم العربي معنوياً، يقول الراشد: وحوصرنا معنوياً حصاراً شديداً بحيث أصابنا شيء من الانعزال، وهذه العزلة قد تكون سلبية، ولكن من ناحية أخرى فيها إيجابية أنها تترك لك مجالاً للتعلم والجدّ، ثم توجهت التوجه العلمي بإرشاد من أساتذتنا ونقبائنا في الجماعة، وكنا نحرص على بقية العلماء السلفيين في العراق والتتلمذ عليهم، وهم قلة لأن العلماء في العراق يغلب عليهم التقليد والتصوف أحياناً، ولأن التوجه العام للإخوان في العراق هو توجه سلفي، فقد وجهونا إلى التتلمذ على العلماء السلفيين.
ومع مطلع عام 1971م اضطر الراشد للاختفاء داخل العراق بسبب الظروف الأمنية، ومع مطلع عام 1972م هاجر إلى الكويت فعمل محرراً في مجلة المجتمع التي تصدرها جمعية الإصلاح، وكتب فيها سلسلة مقالاته في ( إحياء فقه الدعوة)، ثم انتقل إلى الإمارات وقدم للشباب والدعاة سلسلة من الدروس والدورات، ثم انتقل للعيش في ماليزيا وأندونيسيا والسودان فسويسرا، وفي كل بلد من البلدان كان ينشر العلم الشرعي وفقه الدعوة بين الدعاة، وتوّج الراشد نشاطاته السياسية والدعوية الممتدة على مدى نصف قرن تقريباً بتأسيس مجلس شورى أهل السنة والجماعة في العراق، وهو المجلس الذي يرمي إلى توحيد كلمة أهل السنة في العراق في مرحلة التحول السياسي، وتفرغ على العمل مع الحزب الإسلامي العراقي والتنظير له، وبعد الاحتلال الأميركي للعراق، قدم الراشد مجموعة من الدراسات والكتب التي ترصد الحالة الراهنة للعراق وتبشر بعودة الأمل مثل: صحوة العراق، وعودة الفجر، ورؤى تخطيطية ، ورمزيات حمساوية، وبوارق العراق، ومعاً نحمي العراق.
خروج الشيخ من العراق:
ثم خرج الشيخ من العراق إلى الكويت، بسبب اضطرار أمني، حيث انشغل في الكويت بالعمل كمحرر في مجلة المجتمع التي تصدرها جمعية الإصلاح، فكتب فيها سلسلة مقالات إحياء فقه الدعوة.
ثم انتقل إلى الإمارات، وعقد دورات كثيرة فيها ودروسًا، واستفاد منه دعاتها وشبابها.
إبداعاته، ومطالعته:
قدم الراشد على مدى عمره المديد العديد من الكتب والرسائل التي ينمّ أسلوبها وطريقة إخراجها عن فنان وأديب تذوق الأدب، واطلع على أمهات الكتب، وصهر محتواها بأسلوب أدبي رشيق، لا تلمح فيه إلا شخصاً قد درس التاريخ ووعاه، وتستطيع أن تلمح البلاغة الأدبية والصياغة الفنية في جميع مؤلفاته، بدءاً من سلسلة إحياء فقه الدعوة حتى سلسلة استراتيجيات الحركة الحيوية.
المؤلفات:
وللشيخ الراشد عدد من المؤلفات، مثل:
أ- في علوم الدعوة:
1- المنطلق.
2- العوائق.
3- الرقائق.
4- صناعة الحياة.
5- المسار.
6- رسائل العين.
7- منهجية التربية الدعوية.
ب- في العلوم الشرعية:
7-دفاع عن أبي هريرة.
8- أقباس من مناقب أبي هريرة (وهو مختصر الدفاع).
9- تهذيب مدارج السالكين.
10- تهذيب العقيدة الطحاوية.
11- الفقه اللاهب، وهو تهذيب لكتاب الغياثي – للجويني.
12- أصول الإفتاء والاجتهاد التطبيقي ( أربعة أجزاء).
13- صراطنا المستقيم، وهي أول رسالة من سلسلة مواعظ داعية، وهي سلسلة جديدة تمزج الموعظة بفقه الدعوة.
14-آفاق الجمال، وهي الرسالة الثانية من سلسلة مواعظ داعية.