مفاوضات غزة: توتر حتى الغليان بين نتنياهو وفريق التفاوض الإسرائيلي
تتواصل الخلافات الداخلية في الجانب الإسرائيلي بشأن الجولة الجديدة من مفاوضات غزة الرامية لإبرام صفقة بين حركة حماس وتل أبيب، يوم غد الخميس، فيما يواصل مسؤولون إسرائيليون تأكيدهم أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يعرقل الصفقة، فيما نفى الأخير ذلك أمس، زاعماً عدم إضافته شروطاً جديدة تهدد التوصل لاتفاق.
وذكرت القناة 12 العبرية، ليل الثلاثاء – الأربعاء، أن ثمة نقاشاً ساخناً وعاصفاً يدور بين رئيس الحكومة وفريق التفاوض الإسرائيلي على خلفية شروط إسرائيل للصفقة، مضيفة أنه “نظراً للاقتراب من اتخاذ قرارات حاسمة، وصل التوتر بين الطرفين إلى نقطة الغليان”.
وعلى الرغم من أن الدول الوسيطة وجهات أمنية إسرائيلية سبق أن أوضحت أن هذه المفاوضات قد تشكّل الفرصة الأخيرة للتوصل إلى صفقة وإعادة أكبر عدد من المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة على قيد الحياة، إلا أن الجدل حول التفويض بين نتنياهو ورؤساء فريق التفاوض الإسرائيلي ما زال مستمراً، وسط تساؤلات حول نطاق التفويض الذي سيمنحه نتنياهو للفريق قبل توجهه إلى “اللقاء الحاسم”.
وذكرت القناة أنه سيتم تحديد نطاق التفويض خلال مناقشة مع رئيس الوزراء قبل سفر الفريق، “ويمكن التقدير أن الطرفين على عتبة مناقشة مثيرة بشكل خاص”.
وبعد التقرير الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز حول الشروط الجديدة التي أضافها نتنياهو إلى المفاوضات، مقابل نفيه الأمر، يقول مسؤولون في فريق المفاوضات الإسرائيلي إن “ادعاء نتنياهو صحيح لفظاً، ولكن ليس جوهرياً وعملياً”.
ونقلت القناة العبرية عن مسؤول سياسي لم تسمه قوله إن “رئيس الحكومة متمسك بالشروط التي طرحها، والتي تشمل آلية مراقبة انتقال مسلحين إلى شمال قطاع غزة”. وتُعتبر هذه نقطة حاسمة، ذلك أن جميع رؤساء المؤسسة الأمنية أوضحوا أنه لا توجد في الوقت الراهن آلية تسمح بذلك.
ويبدو أن الفريق المفاوض لن يعرف إلا في المناقشة المرتقبة مع نتنياهو ما إذا كان ذلك تكتيكاً مدروساً من قبل رئيس الحكومة أم موقفاً مبدئياً لن يتنازل عنه.
وقال مسؤولون في فريق المفاوضات الإسرائيلي، لم تسمّهم القناة، إن عدم توسيع التفويض يعني أن لا فائدة تُرجى من سفرهم، والتلاعب بأعصاب عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.
من جانبها، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الأربعاء، أن مسؤولين مرتبطين بفريق المفاوضات الإسرائيلي، لم تسمّهم، قالوا في محادثات مع نتنياهو وبحضوره، وفي محادثات مع صحافيين في الآونة الاخيرة، إن نتنياهو طرح شروطاً جديدة لتعطيل المفاوضات وإفشال الصفقة التي يخشى أن تتحقق، فيما تهديدات اليمين المتطرف في حكومته أمام عينيه، وسلامة الائتلاف هي الأولوية القصوى بالنسبة له قبل حياة المختطفين بكثير. ومن جانبه، نفى نتنياهو هذه المزاعم مراراً وتكراراً.
في سياق متصل، شهد الأسبوع الماضي جلسة عاصفة وجه فيها رؤساء المؤسسة الأمنية اتهامات خطيرة لنتنياهو. وقال رئيس الشاباك رونين بار خلالها: “أشعر بأن رئيس الوزراء لا يريد المقترح المطروح”، وطلب منه أن يخبره عما إذا كانت هذه هي نيته.
من جهته، قال اللواء نيتسان ألون: “نحن عند نقطة الصفر”، مضيفاً أن نتنياهو يعلم جيداً أن المعايير التي أضافها لن يتم قبولها ولن تقود إلى صفقة.
ومرة أخرى، تحدث مسؤولون أمنيون كبار في نهاية ذلك اللقاء العاصف عن أن “نتنياهو لا يريد التوصل إلى صفقة في الوقت الراهن”، وأنه يستمر في عناده رغم أنهم أوضحوا له أن المؤسسة الأمنية تعرف كيفية التعامل مع تداعيات الصفقة. وادعى المسؤولون، وفق وسائل إعلام عبرية، أن نتنياهو “تخلى عن المختطفين”.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أمس الثلاثاء، إن نتنياهو أضاف شروطاً جديدة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، عكس ما كان يدعيه طيلة الأسابيع الماضية بأنه لا يحاول وضع عراقيل أمام الاتفاق من خلال تبني مواقف متشددة خلال المفاوضات.
وذكرت الصحيفة أن نتنياهو ألقى بشكل ممنهج اللوم على حركة حماس زاعماً أنها تعرقل المفاوضات، رغم أن كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية اتهموه بتأخير التوصل لصفقة.
في الأثناء، زعم نتنياهو من خلال بيان أصدره مكتبه عدم إضافة شروط تتعلق بمقترح الصفقة مع حركة حماس.
وجاء في البيان: “الادعاء بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أضاف طلبات جديدة إلى مقترح 27 مايو (أيار)، هو ادعاء كاذب. مسودة 27 يوليو (تموز)، لا تشمل شروطاً جديدة ولا تتعارض مع مقترح 27 مايو. حماس هي التي طالبت بـ29 تغييراً، وهو ما عارضه رئيس الوزراء”.