أخبار رئيسيةعرب ودوليومضات

شكاوى ضد شخصيات ألمانية متهمة بدعم الإبادة في غزة.. من هم؟

يحرض العديد من الشخصيات في ألمانيا على الشعب الفلسطيني ممن يدعمون إسرائيل في حربها على قطاع غزة، مستفيدين من تواطؤ الحكومة الألمانية مع نظيرتها الإسرائيلية ومن توجه سياسي وإعلامي منحاز تماما للجانب الإسرائيلي، مقابل شيطنة كل من ينتقد إسرائيل وسياساتها تجاه الفلسطينيين والمسارعة إلى وصمه بمعاداتها، وهي تهمة ترادف في السياق الألماني “معاداة السامية”.

حركة “فلسطين بتحكي” وجمعية “الصوت اليهودي لسلام عادل في الشرق الأوسط” بدأتا حملة شكاوى ضد “داعمي الإبادة الجماعية”، وهم مجموعة من المحرضين على الفلسطينيين والذين خلت لهم الساحة بشكل شبه تام وأضحى عدد منهم ضيفا متكررا على الإعلام الألماني، ومنه الحكومي.

وقالت “فلسطين بتحكي” في بيان إن عددا من وسائل الإعلام والسياسيين في الغرب طبّعوا مع تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم، وبالتالي التقليل من حجم معاناتهم وموتهم في ظل 75 عاما من الاحتلال والفصل العنصري الإسرائيلي. وتضيف “في السياق الألماني، ينشر الإعلام خطابا عنصريا ضد الفلسطينيين، ومن ذلك دعم الإبادة الجماعية”.

وفي هذا التقرير نتعرف على عدد من هؤلاء الذين رفعت شكاوى بحقهم، أو تخطط المنظمتان لمقاضاتهم وفق بنود قانونية تتعلق بـ”التحريض على الكراهية” و”مكافأة الجرائم والموافقة عليها” و”الدعوة العامة للإبادة الجماعية”، وكلهم وردت أسماؤهم في الفيديو الذي عممته “فلسطين بتحكي”.

توبياس هوخ
يعرف توبياس هوخ نفسه بأنه صحفي، ويضيف في مختصر سيرته على موقع إكس أنه مهتم بحقوق الإنسان، رغم أن عددا من تدويناته تحرض بشكل واضح على الفلسطينيين، كما يعلن من حين لآخر عن رفع دعاوى ضد متعاطفين مع غزة.

نشر مقالا هذا العام على مواقع داعمة لإسرائيل، ومما جاء فيه “إذا كان هناك شيء اسمه العقاب الجماعي عن الجرائم، فهذا ينطبق كذلك على سكان غزة. هذه هي الحقيقة المرة”، متهما المدنيين في قطاع غزة بدعم عناصر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في معرفة الطريق نحو مستوطنات غلاف غزة، وارتكاب “جرائم الحرب”.

كما شكك هوخ الذي عرف كذلك بنشاطه السياسي ضمن الحزب الديمقراطي الحر، في أرقام الضحايا من غزة، واعتمد على منصة “أونيست ريبورتينغ”، المتخصصة في الدفاع عن إسرائيل، لاتهام حماس بتزييف أعداد القتلى، لكن متتبعين ردوا عليه بأن “تايمز أوف إسرائيل” نفسها نشرت خبرا يعترف فيه الجيش الإسرائيلي بدقة أرقام وزارة الصحة في غزة.

وفي رد على الشكوى ضده، دعا هوخ وزيرة الداخلية إلى التحرك و”حظر” حركة “فلسطين بتحكي”، متهما هذه الأخيرة بأنها “دعاية لحماس” وأنها “مجموعة كراهية”.

فولكر بيك
يرأس فولكر بيك جمعية الصداقة الألمانية الإسرائيلية، أحد أكبر اللوبيات الداعمة للاحتلال. رفع قبل أسابيع دعوى على اللاعب المغربي نصير مزواري لمجرد دعواته لنصرة الفلسطينيين. ووصل به التحريض لدرجة أنه طالب بربط المساعدات الإنسانية المقدمة لسكان غزة بإطلاق سراح المحتجزين للضغط على حماس.

وسبب له غلاف مجلة “تسايت”، المتضمن صورة شابة فلسطينية مع الكوفية، صداعا كبيرا لدرجة أنه نشر صورة أخرى مشابهة لأدولف هتلر بدلا من صورة الشابة، حتى إنه يشبه هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بالمحرقة ضد اليهود، وهو التشبيه الذي جلب عليه انتقادات كبيرة، إذ يعاقب عليه القانون الألماني في بند “التقليل من شأن المحرقة”، مما دفعه لحذفه بسرعة.

ويقوم بيك بحملات كبيرة ضد الفلسطينيين وداعميهم، ويشيطن مظاهراتهم ويُظهرها بأنها خارج القانون، كما يحرض على طرد أعضاء من حزب الخضر إذا ما تضامنوا مع غزة. وكان سببا في إلغاء صلاة سلام في ميونخ لكونها تضم ممثلين عن الإسلام، ويمارس ضغطا على وسائل الإعلام الألمانية إذا أظهرت بعض التوازن في تغطية الحرب.

ورد بيك على الشكوى ضده بالقول إنها “تفاهة” و”لا وجود لإبادة في غزة”، وإنه ليس داعما لأي إبادة، مضيفا في تصريح لرويترز أنه قرر بدوره مقاضاة من اشتكوه بتهمة “التشهير”، وأن “كثرة الشكاوى ضده لا تعني أنها ستقود إلى التحقيق معه”.

جان فلايشهاور
صحفي ألماني معروف، اشتغل لحوالي 3 عقود مع مجلة “دير شبيغل”، وحاليا يكتب لموقع “فوكوس”. أكدت “فلسطين بتحكي” أنها رفعت الدعوى بحقه. وفلايشهاور معروف بآرائه اليمينية الداعمة لإسرائيل والمناهضة لكل ما هو فلسطيني لدرجة أنه كتب ردا على تضامن غريتا تونبرغ مع غزة أن عبارة “أتضامن مع غزة = أتضامن مع حماس”.

في أعقاب المظاهرات المنددة بالحرب على غزة، كتب مقالا أثار جدلا واسعا تحت عنوان “اليهود أم العرب العدوانيون؟.. علينا أن نقرر من نريد أن نحتفظ به”، جاء فيه أن المتظاهرين، الذين قال إنهم معجبون بحماس، يهددون اليهود، رغم غياب مؤشرات حقيقية تربط بين المظاهرات وتهديد اليهود باستثناء حوادث جد معزولة ندّد بها الكثير من المتظاهرين أنفسهم. وفي آخر مقالاته، وصف الأمم المتحدة بأكبر داعمة للإرهاب لأسباب منها رفض تصنيفها حماس حركة إرهابية.

أحمد منصور
اشتهر منصور -يرجع أصله لعرب 48- بدوره الكبير في فصل صحفيين فلسطينيين وعرب من مؤسسة دويتشه فيله، ووقف شراكات مع وسائل إعلام فلسطينية، وتزعم ما سميت بالخبرة المستقلة للتحقيق في مزاعم معاداة السامية، وهي الخبرة التي فندها الخبير الألماني الإسرائيلي موشيه زيمارمان، الذي قال لوسائل إعلام إن جل الحالات الواردة في تقرير منصور لا وجود فيها لمعاداة السامية.

لم تعلن الحركة بعد مقاضاته، لكنه ظهر في الفيديو الإعلاني للدعوى القضائية. وهو ضيف متكرر في الإعلام الألماني الداعم لإسرائيل، حيث يقدم نفسه خبيرا في الجماعات الإسلامية، لكن شكوكا كبيرة تحوم حول هذه الخبرة المزعومة، إذ اعتبرت مبادرة “بريدج” من جامعة جورج تاون في ورقة تحقق في سيرته أنه يدعي معرفة الإسلام الراديكالي من أجل كسب اليمينيين المناهضين للمسلمين.

كما نشر عنه الصحفي الاستقصائي جيمس جاكسون تحقيقا دام لأشهر، شكّك في حقيقة مساره الأكاديمي والمهني، وأعلن منصور توجّهه للقضاء بعد انتشار التحقيق على مدى واسع.

قال منصور مؤخرا “إذا أظهرت إسرائيل الضعف ولم تتمكن من تحقيق أهدافها المعلنة بنجاح، وهي تدمير غزة، فسيتم افتراسها”، وبعد انتقادات كبيرة له، حاول التراجع قائلا إنه كان يعني تدمير حماس.

وفي دعم منه لاستمرار العدوان، كتب على موقع إكس أنه لا مانع من هدنة إنسانية، لكن إنهاء الحرب دون تدمير حماس سيؤدي إلى نجاح الإسلام السياسي المتطرف، مما يعني “إرهابا أكثر بحق اليهود”.

المصدر: الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى