الذكاء الاصطناعي لخدمة الدعاية الإسرائيلية
استغلت إسرائيل مواقع التواصل للترويج للادعاءات حول عدوانها على قطاع غزّة، مستعينةً بصور مفبركة مولّدة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
ونشر موقع التحقق من الأخبار والمعلومات “مسبار” تقريراً حول نتائج تدقيقه في الصورة المفبركة باستخدام الذكاء الاصطناعي، راصداً ادعاءات حسابات إسرائيلية.
وكشف “مسبار” فبركة الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي من خلال ملاحظة إخفاقات التقنيات التوليدية، من قبيل تشوهات شكل اليد والأصابع وعناصر خلفية الصورة، وتداخل العناصر المتقاربة بطريقة يصعب تمييز حدودها في الصورة، وعدم التناسب بين أجزاء الجسم المختلفة، بالإضافة إلى لمعان بشرة الأشخاص في الصور.
أمثلة على الفبركة باستخدام الذكاء الاصطناعي
رصد “مسبار” ترويج حسابات داعمة للدعاية الإسرائيلية صورة ادعت أنها تظهر نفق أسلحة اكتشفته قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عملياتها البرية على غزة. لكن بعد تدقيق الموقع وجد أدلة عدة على فبركتها باستخدام الذكاء الاصطناعي، مثل انحناء الأسلحة في الزوايا الداخلية وزوائد في بعض البنادق.
ونشرت حسابات إسرائيلية على منصة إكس صورة ادّعت أنّها توثق للتوغل الإسرائيلي في شوارع قطاع غزة في ديسمبر/كانون الأول، لكن تدقيق “مسبار” انتهى أيضاً إلى علامات تدل على أن الصورة مولَّدة بمساعدة الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل تشابه الدخان الذي يخرج من المنازل، ورسم العلم الإسرائيلي على دبّابة، وتشوهات في المنازل وانعكاس الظل.
وانتشرت في مواقع التواصل في ديسمبر صورة ادّعت أنها لجنود من جيش الاحتلال في قطاع غزة يحتفلون بعيد يهودي أمام مبنى على شكل شمعدان، لكن تدقيق “مسبار” قاده إلى أنها صورة ولّدها الذكاء الاصطناعي أيضاً، إذ لا رؤوس للجنود، ولا دخان من ألسنة النار.
الذكاء الاصطناعي في خدمة الاحتلال
يدخل تزييف الحقيقة بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي التوليدي ضمن حرب المعلومات التي تخوضها إسرائيل بالموازاة مع حرب الإبادة في غزّة، منذ اللحظة الأولى في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وانتشرت منذ ذلك حين صور ومقاطع لفّقها الذكاء الاصطناعي باستخدام أدوات سهلة لتوليد مواد تبدو حقيقية قبل التدقيق.
وزعم الاحتلال أن عناصر المقاومة الفلسطينية “قطعوا رؤوس أربعين رضيعاً”، وعرض صورة طفل متفحم على أنه أحد “الضحايا”، لكن الصورة لم تكون سوى فبركة بالذكاء الاصطناعي.
ونشرت الدعاية الإسرائيلية صورة تُظهر جنديّاً يحمل بين يديه رضيعَين “أنقذهما”، بعد أن “اختطفتهما” حماس، قبل أن يتضح أن الصورة ملفّقة بالذكاء الاصطناعي