الشيخ رائد صلاح: الأقصى المبارك هو حقنا الإسلامي العروبي الفلسطيني الابدي الثابت ولا يوجد لغيرنا حق فيه حتى قيام الساعة (شاهد)
طه اغبارية
في ظل توجه الحكومة الإسرائيلية إلى فرض تقييدات على دخول الفلسطينيين من الداخل والقدس والضفة إلى المسجد الأقصى المبارك، أكد الشيخ رائد صلاح، أن علاقة المسلمين في المسجد الأقصى المبارك مقدسة استنادا إلى آيات القرآن الكريم والسنة النبوية وأنه “لا يمكن لأي إنسان أي يملك الحق في أن يحدّد جيل من يجوز له الدخول إلى المسجد الأقصى المبارك”.
جاءت تصريحات الشيخ رائد، في كلمة متلفزة لموقع “موطني 48″، اليوم الثلاثاء، حيث قال: “ونحن على أعتاب شهر رمضان المبارك، أؤكد أنّ المسجد الأقصى آية في القرآن الكريم ونجد ذلك في قول الله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾. وما دام الأقصى آية في القرآن الكريم فيجب أن نحافظ عليه كما نحافظ على القرآن الكريم، وكما أنّ علاقتنا مع القرآن الكريم هي علاقة مقدسة، كذلك علاقتنا مع المسجد الأقصى المبارك هي علاقة مقدسة”.
وأضاف “ويوم أن نقرأ في القرآن الكريم، فنحن -بحمد الله- نتعبد إلى الله في هذه القراءة، ويوم أن نشدّ الرّحال إلى المسجد الأقصى المبارك، فإننا نتعبد إلى الله بشدّ الرّحال إلى المسجد الأقصى المبارك، ويوم أن ننظر إلى الأقصى، فإننا نتعبد الى الله سواء نظرنا إلى القرآن الكريم أو نظرنا إلى المسجد الأقصى المبارك”.
وأوضح الشيخ رائد أنه “غني عن البيان أنّ كل واحد فينا له أن يقرأ في القرآن الكريم سواء كان عمره عاما أو عمره 5 أعوام أو عمره 40 عاما أو أكثر من ذلك أو أقل. نحن لنا الحق الأبدي الشرعي الثابت أن ندخل إلى المسجد الأقصى المبارك، سواء كان الواحد منّا طفلا أو كان شابا أو كان رجلا أو كان عجوزا، ولا يمكن لأي إنسان أي يملك الحق في كل الكرة الأرضية أن يحدّد جيل من يجوز له الدخول إلى المسجد الأقصى المبارك. لا يجوز لأي إنسان أي يسمح لنفسه أن يفكر بذلك، وإلا فسيقع عليه حكم الله تعالى، وسيتحول في حكم الله إلى أظلم الظالمين، ونجد ذلك في قول الله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، فنحن بحمد الله رب العالمين لنا الحق الأبدي أن نصلي في المسجد الأقصى المبارك في كل وقت يرتفع فيه الأذان في الأقصى المبارك، سواء كان أذان الفجر أو الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء. موقفنا نستمده من توجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي يقول لنا: إذا سمعتم النداء فلبوا. ويقصد أي نداء من أي مسجد في الأرض، فما بالنا إذا صدر الأذان من الأقصى المبارك، ما بالنا إذا قيل لنا من المسجد الأقصى المبارك “حيّ على الصلاة، حي على الفلاح”، ما بالنا إذا صدر الأذان من الأقصى المبارك في لحظات الفجر الصادق. هذا واجبنا الذي نستمده من توجيهات رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهي توجيهات أبدية، هي إيمانية، هي ثوابت من انتمائنا لإسلامنا، لا يمكن لأي إرادة في الأرض، لإرادة أي انسان مهما كان منصبه، مهما كانت لغته، ومهما كانت قوته أن يلغي هذه الثوابت الدينية التي تربطنا مع القرآن الكريم ومع السنة النبوية”.
وتابع الشيخ رائد: “نقولها بشكل واضح، المسجد الأقصى حق لنا كما أن القرآن الكريم هو قرآننا، وكما أنّ القرآن الكريم لا تجوز عليه القسمة، فلا تجوز القسمة على المسجد الأقصى المبارك، وكما أنّ القرآن الكريم لا يقبل تقسيما زمانيا ولا تقسيما مكانيا، كذلك المسجد الأقصى المبارك، لا يقبل تقسيما زمانيا ولا مكانيا. كل المسجد الأقصى، هو مسجد أقصى مبارك، كل ذرة تراب فيه هي جزأ من هذا المكان الذي اسمه الأقصى المبارك والذي لا يقبل القسمة. كل دقيقة تمرّ على الأقصى هي دقيقة من زمن الأقصى الذي لا يقبل القسمة. كل ساعة تمرّ على الأقصى هي جزأ من هذا الزمن الذي يمر على الأقصى والذي لا يقبل القسمة. الأقصى هو الأقصى، صيفا وشتاء، وربيعا، وخريفا. الأقصى هو الأقصى، على توالي مرور الزمان منذ مئات القرون الماضية وفي الحاضر وفي المستقبل إلى أن نلقى الله سبحانه وتعالى. هذه أبجديات من ثوابتنا التي تربطنا مع الأقصى المبارك، وكل أمر يصادمها هو أمر باطل. نؤكد ونقول بلا تلعثم: المسجد الأقصى المبارك هو حقنا الإسلامي العروبي الفلسطيني الأبدي الثابت، ولا يوجد لغيرنا حق فيه حتى قيام الساعة. هكذا نحن، وهكذا المسجد الأقصى المبارك، وهكذا علاقتنا مع الأقصى حتى نلقى الله سبحانه وتعالى”.