أخبار رئيسيةالضفة وغزةومضات

كيف يستعد النازحون للعمليات العسكرية “الوشيكة” في رفح؟

يزداد الحديث الإسرائيلي عن تنفيذ عمليات عسكرية واسعة في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة التي تضمم أكثر من 1.5 مليون فلسطيني جلهم من النازحين.

ويأتي ازدياد تداول الأنباء عن عملية وشيكة في رفح وبعض المخيمات في المنطقة الوسطى من القطاع مع المفاوضات الجارية حول صفقة تبادل الأسرى.

وفي رصد لكيفية تعامل النازحين مع هذه الأخبار وما التدابير التي يتخذونها.

يقول أبو محمد (67 عاما) إنه لن يتحرك من مكانه من أجل نزوح جديد، مؤكدا أن “اليهود كاذبون، أول شي قالوا روحوا جنوب الوادي وبعدها ضلوا يدفعوا فينا لورا لغاية ما صرنا على الحدود المصرية”.

ويضيف أبو محم أنه لو عاد به الزمان إلى وقت الإخلاء لما أقدم عليه، موضحا أن “لنا قرايب في غزة لسة عايشين وفي ناس استشهدت، بكل الأحوال هم أحسن منا حتى لو فش أكل، اللي ضل بغزة يا بضل جنب بيته بدون مرمطة وبهدلة يا بموت وبرتاح من هذه القصة”.

ويوضح: “لوين بدنا نروح؟ الدير والنصيرات بحكوا بدهم يدخلوها وهاي رفح كمان، يا بطلع من هنا أرجع على داري يا ما بروح مكان وبصير اللي يصير”.

بدوره، يقول فادي (36 عاما) إنه قرر البقاء في رفح مع تخزين مواد غذائية تكفي لحصار أسبوعين، وقال: “تحاصرنا سابقا وكنا يدوب بنلاقي شي ناكله، والصغار ما بفهموا إنه فش أكل”.

ويضيف فادي أنه “لولا ارتفاع الأسعار الكبير ونقص المواد الغذائية كنت سأخزن أكثر لضمان بقاء عائلتي لفترة أطول، وإن شاء الله يكون كل هذا ضغط علشان مفاوضات الهدنة مش تهديد فعلي”.

ويؤكد: “أنا أصلا من سكان رفح وسكنت غزة بسبب ظروف عملي، وبحسب خريطة إسرائيل بيتنا لا يقع ضمن ما يسميه “المنطقة الإنسانية” لكن هذه المسميات كذبة إسرائيلية علشان المجتمع الدولي”.

من ناحيته، يكشف أحمد (41 عاما) أنه قرر استباق الاجتياح الإسرائيلي لمحافظة رفح من خلال التوجه مسبقا باتجاه مدينة دير البلح عند بعض معارفه هناك.

ويقول أحمد: “وقت الاجتياح تصبح كل المناطق مزدحمة جدا ولا تتوفر وسائل النقل ويضطر الشخص لترك كل أمتعته والنزوح سيرا على الأقدام، زمان ما كانت تفرق معنا، لكن الآن شوية الأواعي اللي عنا والطحين هو كل ما نملك، حرفيا”.

ويضيف: “أفهم أنه يمكن أن يضربونا في الطريق أو حتى يضربونا هناك، من أول الحرب ما في قرار صح بشكل تام أو خطأ بشكل تام، لكن إحنا بنحاول نتجنب أصعب المواقف مثل الاعتقال والمرور عبر الحلابات (الحواجز)”.

ويشير إلى أنه علم بما حدث عن من اعتقلهم الاحتلال سواء خلال الاجتياح أو خلال المرور عبر الحواجز، مضيفا أن “معارفي وقرايبي صار معم هيك.. بهدلة وذل ما بتمناه لحد والله”.

أما عبد السلام فيقول إنه عمل على توضيب أغراضه ووضعها في حقائب وأكياس وصناديق كرتونية، ويقول: “أنا من الذين خرجوا من مقر الصناعة في خانيونس خلال الأسابيع الماضية، وتركت خلفي سيارتي الفارغة من الوقود والكثير من الطحين والملابس وأسطوانة الغاز، وهذه الأمور كلها صعبة إن لم تكن مستحيلة التدبير خلال الحرب”.

ويضيف: “تمكنت بعد ذلك من جر سيارتي إلى رفح والآن عملت على تزويدها بصعوبة بالغة بالوقود ووضبت بها أهم أغراضي وأنا مستعد للمغادرة في أي وقت، صراحة أنا لا أريد الموت مع أولادي، ومش حكون عقبة سهلة قدامهم رح أضل في هذه البلاد قد ما أقدر وأتحمل”.

ويقول: “المكان الآمن كذبة والمنطقه الإنسانية كذبة، أنا كنت في مقر أممي وانضرب واستشهدوا فيه العشرات، في بعد هيك؟ بطلنا نصدق أي شيء”.

وفي حصيلة غير نهائية، خلف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، أكثر من 28176 شهيدا و67,611 جريحا، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، إذ يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والإنقاذ من الوصول إليهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى