“الفتاوى الشاذة وأثرها في الاحكام الشرعية”.. د. محمد عايش إمام مسجد “البحر” في يافا يحصل على اللقب الثالث في العلوم الإسلامية
طه اغبارية
بين المملكة الأردنية ومدينة يافا، تنقل د. محمد عايش (46 عاما) إمام مسجد “البحر” في يافا، طلبا للعلم، فحصل مؤخرا على اللقب الثالث (الدكتوراة) من جامعة العلوم الإسلامية في الأردن.
ناقش عايش أطروحته بعنوان: “الفتاوى الشاذة وأثرها في الأحكام الشرعية: دراسة تطبيقية في باب العبادات”، يوم الأحد الماضي (4/2/2024).
للاطلاع على المسيرة العلمية والسيرة الذاتية للشيخ محمد عايش، كان لموقع “موطني 48” هذا اللقاء معه:
موطني 48: مسيرتكم العلمية وصولا إلى اللقب الثالث وجانب من سيرتكم الدعوية والذاتية؟
عايش: “أولا بارك الله فيكم على هذه اللفتة، وعلى الصعيد المهني أقوم على إمامة مسجد البحر منذ نحو 14 عاما، إلى جانب انخراطي في العمل الإسلامي والاصلاحي والاجتماعي في مدينة يافا، انا متزوج ورزقني الله بـ 10 أبناء (8 بنات وولدين). أمّا فيما يخص المسيرة العلمية، فقد بدأتها في كلية الدعوة والعلوم الإسلامية في مدينة أم الفحم ونلت منها اللقب الأول في العلوم الشرعية، ثمّ تابعت بعد ذلك دراستي لنيل اللقب الثاني (الماجستير) في جامعة العلوم الإسلامية بالأردن وحصلت على الماجستير عبر إجراء “الامتحان الشامل” ما أعفاني عن كتابة رسالة، وفي نفس الجامعة أكملت دراستي على مدار 4 سنوات لنيل الدكتوراة التي ناقشت أطروحتها يوم الأحد الفائت، وبفضل الله تعالى حصلتُ على اللقب الثالث”.
موطني 48: موضوع الدراسة؟
عايش: “كانت الأطروحة بعنوان: “الفتاوى الشاذة واثرها في الاحكام الشرعية: دراسة تطبيقية في باب العبادات”. ولقد ناقشت الفتاوى الشاذة في باب العبادات والتي خالفت الضوابط والأصول التي وضعها العلماء للفتاوى المعتبرة. مثال على ذلك: اختلف العلماء بخصوص المرأة الحامل أو المرضع، إن كان عليها قضاء أو قضاء وفدية، في حال أفطرت في رمضان، بعض العلماء ذهب أنه ليس عليها شيء، وهذه فتوى شاذة. مثال آخر: بخصوص المسح على الجورب الرقيق، وقد نقل عدد من العلماء الإجماع أنه لا يجوز المسح على الجورب الرقيق، بالتالي فإن القول بجواز المسح، هو رأي شاذ، لأن أحد معايير الفتوى الشاذة مخالفتها للإجماع”.
موطني 48: الفائدة المرجوة من البحث؟
عايش: “هذا البحث يعتبر بابا مهما في حياة الإنسان المسلم، فيما يخص العبادات، لا سيّما العبادات اليومية، مثل: الطهارة، الصلاة، والصيام، الزكاة والحج. والهدف أن يُحسن المسلم عبادته، وفق مراد الله سبحانه وتعالى. وما دام المسلم يدور في باب الفتاوى المعتبرة والعلماء المعتبرين، لا توجد إشكالية، ولكن الإشكالية تكون لمّا تشتهر فتاوى غير معتبرة ويعدها العلماء شاذة. لذلك دورنا يكون في توضيح هذه المسائل للناس بهدف تصحيح عبادتهم”.
موطني 48: دوافعك وأنت الداعية الناشط في تحصل المزيد من الدرجات العلمية؟
عايش: “الدافع الأول -بطبيعة الحال- هو مرضاة الله تعالى، لأن مرضاة الله تتحقق بعمق من خلال معرفة مقاصد خلق الإنسان، وهذه لا تكون إلا بتحصيل المزيد من العلم. ثم أنه لا ينفع أن أبني منهجي الفكري والدعوي والعقائدي والفقهي إلا من خلال العلم. لذلك سعيت لتحصل العلوم الشرعية في بداياتي من كلية الدعوة والعلوم الإسلامية بأم الفحم بالرغم من عدم الاعتراف بها رسميا في الداخل الفلسطيني، ولكن سبب توجهي إليها كان بسبب ثقتي بالمنهجية العلمية الصحيحة التي قام ويقوم عليها الأساتذة والمشايخ فيها، من أمثال: الدكتور عبد الرحيم خليل، الدكتور مشهور فواز، الدكتور رائد فتحي، الدكتور حسين وليد، الدكتور موسى البسيط، الدكتور أحمد فواقه. وهم علماء كان لهم -بعد فضل الله تعالى- الأثر الكبير عليّ في تحصيل العلم الشرعي وفق المنهجية العلمية الصحيحة. كذلك فإن معرفة قيمة العلم تجعل المرء في شغف دائم لا ينقطع أبدا لطلب العلم، وكما قال الإمام أحمد بن حنبل “مع المحبرة الى المقبرة””.
موطني 48: نشاطاتك الدعوية الأخرى؟
عايش: “اتشرف بالانتماء إلى عضوية المجلس الإسلامي للإفتاء في الداخل برئاسة الأستاذ الدكتور مشهور فواز، كما أنشط في مدارس العلوم الشرعية مع الأستاذ الدكتور عبد الرحيم خليل، وفيها نعمل مجانا في تقديم دورات تعليمية بالعلوم الإسلامية لعامة الناس. في مدينتي الحبيبة يافا، انشط في تقديم الدروس والمحاضرات في المناسبات المختلفة إلى جانب انخراطي في العمل الإصلاحي بين الناس”.
موطني 48: لمن تهدي درجتك العلمية الأخيرة؟
عايش: “إلى والدتي حفظها الله تعالى، فقد ربتني يتيم الأب وكان عمري 9 أشهر، فهي نعم الوالدة والصديق والحبيب والسند، هي كل شيء في حياتي. كما أهدي لقبي إلى والدي رحمه الله تعالى، وكم تمنيت أن تجمعني فيه ولو صورة فوتوغرافية واحدة، وهو أمر لم يتيسر. كذلك أهدي هذا النجاح إلى شيخي وأستاذي عبد الرحيم خليل حفظه الله تعالى”.
موطني 48: نصائح توجهها؟
عايش: “أنصح عامة الناس بقول الله تبارك تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ..)، لأننا بالعلم والقراءة نرتقي، ودون ذلك نبقى متخلفين في كل الجوانب. كذلك أنصح إخواني من المشايخ والدعاة ببذل المزيد من الجهود في إطار العمل الإسلامي، حيث نشهد في السنوات الأخيرة تراجعا في هذا الجانب، فحذار من فتور الهمم عند الدعاة وطلبة العلم والمصلحين”.