أخبار رئيسيةالضفة وغزةمنوعات

العلاج بصناعة الدمى.. فنان فلسطيني يسعى لإخراج أطفال غزة من أجواء الحرب

يسعى الفنان التشكيلي والمختص النفسي والاجتماعي يوسف الهندي إلى رسم البسمة على شفاه أطفال مخيم الشاطئ بمدينة غزة مع استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع، وذلك عبر صناعة دمى من صفيح الخيام وعجين الورق، ومن ثم تقديم عروض الأطفال لإخراجهم من أجواء الحرب والقصف والدمار.

ودمى الماريونيت، هي مجسمات اصطناعية يتحكم في حركاتها شخص، إما بيده أو بخيوط أو أسلاك أو عصي. وقد تمثل الدمية شخصا أو حيوانا أو نباتا أو شيئا من الأشياء. وتتقمص هذه الدمى أدوارا في مسرحيات تعرف باسم عروض العرائس، أو فن الأراغوز.

وصنع الهندي دمية تجسد شخصية الطفل “يوسف”، والذي قتلته إسرائيل خلال حربها على قطاع غزة التي اندلعت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ليوصل رسالة معاناة أطفال غزة للعالم.

“يوسف شخصية الطفل البريء الذي لم يرتكب أي ذنب، لكن الجيش الإسرائيلي قتله دون أي رحمة”، بهذه الكلمات يتحدث الفنان التشكيلي الفلسطيني عن شخصية دمية الماريونيت التي يصنعها.

ويتابع الهندي “أنا في مرحلة التصنيع حاليا، وبعد أيام سيكون للدمية شكل واضح، وسيكون يوسف صاحب الشعر الكيرلي الجميل والشعر الأبيض واضح المعالم”.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لأم فلسطينية كانت تبحث عن ابنها في أحد مستشفيات مدينة غزة، وهي تقول للمسعفين إن ابني “شعره كيرلي (مجعد) وأبيضاني (بشرته بيضاء) وحلو”.

وبعد رحلة بحث بين مستشفيين وغرفتي إنعاش، يخبر الطبيب والد الطفل باستشهاد يوسف، وكانت أول عبارة قالها بعد رؤية جثمان ابنه “الحمد الله”.

ويحاول الهندي إيصال رسائل عدة للعالم من أبرزها أن آلاف الأطفال الأبرياء قتلوا في هذه الحرب، وأن حقوقهم تنتهك بشكل وحشي بالقصف والنزوح والحصار.

إسعاد الأطفال رغم التحديات
ويمسك الهندي النازح من مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غربي مدينة غزة، مجسم دمية الماريونيت بكلتا يديه، ويشكل جسدها المصنوع من مواد خام يصعب إيجادها أو توفيرها من الأسواق مع استمرار الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة.

ويقول الهندي، “أحاول حاليا صناعة هذه الدمية لتكون قادرة على إرسال رسائل إلى العالم بحقوق أطفال شعبنا الفلسطيني، ولا سيما حقهم في الحياة بكرامة”.

ويضيف الفنان الذي يوجَد في مخيمات النزوح‏ في مدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة، “موهبتي وإرادتي وفكرتي ورغبتي في إسعاد الأطفال جعلتني أستمر في طريق صناعة الدمى متحديا كل الصعوبات”.

وبينما ينحت الهندي جسد الدمية، يؤكد إصراره على صناعة دمية الماريوت بأبسط الإمكانيات والمواد المتوفرة في ظل شح المواد الخام والمواد الأولية، مؤكدا عزمه الاستمرار في تصنيعها حتى إنجازها، لتنفيذ عروض للدمى في مخيمات النزوح تستهدف الأطفال، لإخراجهم من أجواء الحرب والقصف والدمار.

ويسعى الفنان التشكيلي والمختص النفسي والاجتماعي إلى “رسم البسمة على شفاه الأطفال الذين هم منبع الأمل”، مشيرا إلى أنه خسر أدواته ومنزله وكل ما يملك في القصف الإسرائيلي، مما اضطره إلى توفير وصناعة معدات وأدوات جديدة حتى يتمكن من صناعة الدمى.

وحول المواد الخام التي يستخدمها حاليا، يقول الهندي “بدأت الفكرة بأن تكون من صفيح الخيام ليكون الأساس في عملي، فدمجته مع عجينة ورق أشبه بعجين الخبز في صناعة الجسد”.

ويؤكد أن الأمر لم يكن سهلا في البداية، فالحصول على المواد الخام كانت مهمة صعبة للغاية، “حاولت قدر الإمكان كذلك أن استخدم المواد الموجودة في البيئة، فاستخدمت الفلين والحديد والنايلون وكل ما توفر لديّ”.

أنقذوا أطفال غزة
وعلى الصعيد الشخصي، يروي الفنان الفلسطيني رحلة المعاناة والصعوبات الكبيرة التي مر بها عند نزوحه من مخيم الشاطئ غرب غزة إلى مدينة خان يونس جنوب القطاع قبل النزوح مرة أخرى باتجاه مدينة رفح.

ويؤكد الهندي أن هذه الرحلة ومعاناتها عاشها معظم سكان قطاع غزة، هربا من المجازر والإبادة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة والشمال وخان يونس والمحافظة الوسطى، وبحثا عن الأمان المفقود.

ويدعو العالم أجمع إلى التدخل بشكل فوري لوقف الحرب على غزة وإنقاذ الأطفال وإغاثة ما بقي من الحياة.

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة، خلفت حتى الأحد 27 ألفا و365 شهيدا، و66 ألفا و630 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في “دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب الأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى