أخبار رئيسيةمحلياتمرئياتومضات

في جلسة الاستماع الأولى لشهود الدفاع: الشيخ كمال خطيب يدلي بشهادته أمام المحكمة الصلح مفندّا مزاعم اتهامه بـ “بالتحريض على العنف”..

طه اغبارية

بدأت صباح اليوم الاثنين، في محكمة الصلح في مدينة الناصرة، جلسات الاستماع لشهود طاقم دفاع الشيخ كمال في ملف محاكمته، على خلفية اعتقاله خلال هبة الكرامة في أيار/ مايو 2021 واتهامه بـ “التحريض على العنف”.

ويمثّل خطيب في الملف، مركز عدالة ومؤسسة ميزان لحقوق الإنسان.

وحضر جلسة المحكمة، اسنادا لخطيب، عدد من القيادات والنشطاء، من بينهم الشيخ رائد صلاح رئيس لجان إفشاء السلام في الداخل الفلسطيني.

وقال خطيب في مستهل شهادته: “أرفض لائحة الاتهام ولا اقبلها واعتبرها ملاحقة سياسية يراد من خلالها التضييق عليّ وعلى دوري وتحركاتي في المجتمع”.

وأضاف في تفنيد لدعوى تحريضه على العنف “دوري في مكافحة الجريمة والعنف كان ضمن الدور الكبير الذي تقوم به لجنة المتابعة التي كنت أتحرك تحتها ومواقفي تنسجم معها، لذلك أرفض تهمة العنف والتحريض لأنها غير صحيحة وتتعارض مع نهجي في الحياة، وأنا لا أدعو للعنف فعلا وقولا، وكما قلت منذ 40 سنة لم تقدم ضدي لائحة اتهام”.

وعن منشوراته عبر “فيسبوك” التي اتهم من خلالها، قال “منذ العام 2014 لي صفحة شخصية على الفيسبوك ونشرت أكثر من ١٥٠٠ منشور وليس فقط هذه المنشورات الثلاث التي اتهم فيها”.

وتابع خطيب: “منذ العام 1984 وحتى 2015 كنت عضوا في الحركة الإسلامية ومنذ حظرها ولن انتمي إلى أي تنظيم آخر والغريب انه خلال 37 يوما في الاعتقال لم أسأل ولو سؤالا واحدا عن علاقتي بأي تنظيم”. في إشارة إلى اتهامه بالانتماء إلى تنظيم محظور”.

وعن مجمل نشاطه الأدبي والسياسي والدعوي والاجتماعي، أوضح خطيب: ” خلال 41 سنة ألقيت 2100 خطبة جمعة، وألقيت 4000 محاضرة في مختلف القرى والمدن من شمال البلاد إلى جنوبها اي بمعدل محاضرتين كل اسبوع، كتبت في الصحف المحلية، في صحيفة الصنارة لمدة 10 سنوات، وكتبت في صحيفة صوت الحق والحرية، والقبس، وحديث الناس. وإلى الآن اكتب مقالا أسبوعيا في ثلاث صحف (المدينة، القبس، حديث الناس). جمعت في 28 كتابا هذه المقالات والكتاب الـ 29 سيصدر بعد اسبوع، قسم من الكتب أُصدر في البلاد وقسم أُصدر خارج البلاد، 7 من هذه الكتب هي من جزأين. خلال دوري في الحالة العامة والمجتمع العربي ألقيت عشرات المحاضرات في المدارس وفي الجامعات (حيفا، تل أبيب، القدس، بئر السبع) ودعيت لإلقاء محاضرات خارج البلاد- دعيت إلى 21 دولة في العالم من أمريكا غربا حتى الهند شرقا”.

وأكمل “أشرفت وأسست مؤسسات تعليمية وثقافية واعتبر أنني أسست اول معهد لتعليم الحاسوب مجانا في كفركنا، واقمنا عيادات صحية ليلية ومكتبة عامة وهذا كله من الحالة الاجتماعية التي ساهمت فيها”.

وتابع “كفركنا القرية التي انا إمام في مسجدها تتميز انه يسكنها مسلمون ومسيحيون وكان من مهمتي التي اعتقد أنني نجحت فيها ان اجعل البلدة نموذجا للتعايش وقد أصبحت كذلك. خلال وجودي في كفركنا لم يكن دوري يقتصر على المسجد، بل كان لي دور في الكثير من القضايا خارج المسجد”.

وزاد في الحديث عن مسيرته بالقول: “في العام 1984 كنتُ أحد مؤسسي الحركة الإسلامية ومن يومها وحتى العام 2015 وتحديدا في 17/11/2015 هذا التاريخ الذي حظرت فيه الحركة الإسلامية وتم إخراجها عن القانون. وهذا القرار اعتبره ظالما إلى درجة أن البروفسور كليمنسر كتب مقالا في صحيفة “هآرتس” رفض هذا القرار وفنّد ادعاءاته القانونية”.

وتطرق إلى مشاريع وأعمال الحركة الإسلامية قبل حظرها، على صعيد العمل الخيري في مختلف المجالات من خلال جمعيات قانونية.
وأكد أن كل ما تحدث به يأتي في سياق التشديد على توجهه الدائم لما فيه مصلحة المجتمع العربي، مشيرا إلى عضويته في لجنة المتابعة التي تمثل كل المجتمع العربي.

ولفت الشيخ كمال خطيب في شهادته، إلى أن “لجنة المتابعة خلال هذه الفترة انشغلت في قضية طرأت على مجتمعنا وهي قضية العنف وتفشي الجريمة الأمر، وطالبت المتابعة في كثير من اجتماعات المتابعة الشرطة بأخذ دورها. اعتز أنني كنت خطيب صلاة الجمعة التي دعت إليها لجنة المتابعة وبلدية ام الفحم واللجنة الشعبية هناك خلال الفعاليات التي نظمت في أم الفحم ضد استفحال العنف والجريمة”.

وحول اعتقاله خلال أحداث هبة الكرامة، واصل خطيب: “اعتقلت في 14/5/2012، وما تحدثت عنه في خطبة الجمعة في آذار في أم الفحم هو التأكيد مني على التركيز على الجريمة والعنف ومواجهتها، وهذا ما كان في أغلب خطب الجمعة في المسجد والمحاضرات التي كنت القيها في القرى والمدن العربية لأنني اعتبر هذه القضية حالة مرضية وتجندت لأن اكون ممن يساهم في منع الجريمة وهذا دوري كان ضمن الدور الكبير الذي قامت به المتابعة”.

وأوضح “مع بداية شهر رمضان عام 2021 ومع مظاهر التصعيد في البلاد وسببه كان ما حصل في المسجد الأقصى وسياسة الشرطة وطبعا التحريض الذي كان يقوم به بن غفير، هذا جعل لجنة المتابعة تواكب هذا الموضوع خاصة انه كان له انعكاس على الداخل الفلسطيني. المتابعة اجتمعت على الأقل 4 مرات في رمضان وكانت توجه رسائلها وبياناتها إلى ضبط النفس وتحميل الشرطة المسؤولية من أجل أن تأخذ دورها. قامت المتابعة بزيارة الأقصى والشيخ جراح وزارت مدينة اللد في أعقاب الأحداث التي جرت هناك. هذا كان الحال قبل اعتقالي، وكنا على قناعة في المجتمع العربي أنّ الأجواء التي سادت وهي لا شك لا ترضي اي انسان عاقل لكن لاعتبارات حزبية وتحديدا من عضو الكنيست بن غفير -الأمر الذي جعل من المفتش العام للشرطة شباتاي يقول بشكل واضح ان المسؤول عن هذه الأوضاع هو بن غفير نفسه اعتقلت يوم الجمعة 14/5/2021، بعد الساعة 4 عصرا فوجئت بطريقة الاعتقال عبر إرسال وحدة خاصة يلبسون أقنعة على وجوههم خلعوا أبواب البيت وكان بالإمكان دعوتي للشرطة وأكثر من مرة دعيت إلى الشرطة واستجبت. في هذا اليوم تم اعتقالي بدون قرار محكمة وبعد اعتقالي تم البحث عن منشورات “تحريضية”، وحتى أنني قلت للضابط الذي قيدني انه كان يجب أن لا تصل الأوضاع إلى هنا فردّ علي وقال انتم العرب لا تفهمون إلا هذه اللغة وأشار بإصبعه واحتراما للقاضية لن أكرر ماذا فعل معي بإصبعه. المدهش أن توقيت الاعتقال كان في يوم الجمعة وبعد خطبة جمعة بـ 5 ساعات بين الاعتقال والخطبة. هذه الخطبة تحدثت فيها بشكل واضح أمام 2000 مصل وعلى البث المباشر في الفيسبوك عن الاعتداء على رجل يهودي مسن في كفركنا ورفضت هذا السلوك، وقلت لو كنت هناك في المكان حيث قام بعض الشبان بالاعتداء عليه وبعض آخر وهم الأكثرية قاموا بمساعدته، وانا قلت لو كنت مكان هؤلاء لفعلت مثلما فعلوا، لأنني أرفض هذا السلوك الغريب”.

في اعقاب جلسة المحكمة، أكد المحامي حسن جبارين مدير مركز عدالة، أنه من خلال إفادة الشيخ كمال خطيب أمام المحكمة، تبلورت الصورة في أن المحور المركزي لمحاكمة خطيب هو مكانة الأقصى عند العرب والمسلمين.

وبيّن أن خطيب وفي المنشورات التي اتهم على أساسها، كان يدعو الناس إلى التواجد والرباط في الأقصى، وأضاف: “بالتالي سيتمحور دفاعنا المركزي في أنّ المقاومة التي دعا إليها خطيب هي التواجد والصلاة في المسجد الأقصى، بعكس ما تعتقد النيابة انها دعوات للتحريض”.

وتابع جبارين أن الملف هو سياسي بامتياز ويتعلق بالعقيدة، وأن من يحاكم ليس خطيب وإنما القرآن الكريم والأحاديث النبوية، مشيرا إلى أن العشرات من لوائح الاتهام التي وجهت إلى الشبان العرب في الفترة السابقة انطلقت من قاعدة محاكمة القرآن الكريم والسنة النبوية وهذه مرحلة جديدة لم تحدث من قبل. بحسب مدير مركز عدالة.

من جانبه شكر الشيخ كمال عقب الجلسة، المساندين لقضيته في هذه الجلسة وغيرها من جلسات التداول في ملفه خلال أكثر من عامين.

وأكد خطيب أن مجريات المحكمة تؤكد أن اعتقاله والمحاكمة سياسية تهدف إلى محاكمة العقيدة الإسلامية وتجريم حب المسجد الأقصى وأحقية المسلمين وحدهم به دون غيرهم، مشدّدا على أن المحاكمة وما يليها لن تغير من قناعاته تجاه أحقية المسلمين وحدهم في الأقصى وأنه لا حق لغيرهم فيه ولو بذرة تراب واحدة.

هذا وتستأنف يوم غد الثلاثاء، جلسات الاستماع لشهود طاقم دفاع خطيب، في محكمة الصلح في الناصرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى