الاحتلال يرفض استئناف الأسير كايد الفسفوس
رفضت المحكمة العسكرية للاحتلال في سجن “عوفر”، أمس الخميس، الاستئناف المقدم من قبل محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين للأسير المعتقل إداريا كايد الفسفوس، المضرب عن الطعام منذ 64 يوما.
وقالت “الهيئة”، في بيان صحافي مساء أمس، إن قرار محكمة الاحتلال يمثل قرار إعدام بحق المعتقل الفسفوس، خاصة بعد مرور هذه المدة الطويلة على إضرابه وتصاعد المخاطر على حياته.
وحملت سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصيره، مطالبة المستويات كافة بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ حياته ووقف جريمة اعتقاله.
بدوره، قال نادي الأسير الفلسطيني، إن قرار محكمة الاستئنافات العسكرية في “عوفر”، برفض الاستئناف، ما هو إلا دليل جديد على توجه الاحتلال وقراره باغتيال الفسفوس.
وأضاف نادي الأسير، في بيانه، الخميس، أن “قرار المحكمة يؤكّد مجددًا على الدور الذي يقوم به الجهاز القضائي للاحتلال، والذي عمل عبر محاكمه بمستوياتها المختلفة، على ترسيخ جريمة الاعتقال الإداري، لكونها تشكّل الذراع الأساس في تنفيذ قرارات مخابرات الاحتلال (الشاباك)، كما وعملت هذه المحاكم على ابتكار مسارات، وأدوات للالتفاف على قضايا المضربين عن الطعام، والتنصل بشكلٍ ممنهج من اتخاذ أيّ قرار قد يفضي إلى تحقيق مطلبهم”.
وأكد نادي الأسير مجددًا، أنّ “استمرار المعتقلين بالتوجه لمحاكم الاحتلال تحديدًا في قضايا المعتقلين الإداريين، لا فائدة منه، وهذا ما أثبتته كل التجارب السّابقة، والراهنّة، خاصّة أنّ هذه المحاكم كانت وما تزال مجرد محاكم صورية، تجري دون علم المعتقل الإداري، أو محاميه بالتهم الموجهة له، وبإدعاء الاحتلال بوجود ملف سرّي، والمطلوب اليوم فقط هو تدخل من المستويات كافة، لإنقاذ حياة المعتقل كايد الفسفوس قبل فوات الأوان، محمّلا الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته”.
وفي هذا الإطار، جدد نادي الأسير دعوته، إلى “ضرورة إعادة تقييم استمرارية التعاطي مع الجهاز القضائي للاحتلال، وتحديدًا في قضية الاعتقال الإداري، وضرورة إيجاد إستراتيجية وطنية نحو مقاطعة شاملة، حيث شكّل الجهاز القضائي، وما يزال أداة أساسية في ترسيخ الجرائم ضد المعتقلين والأسرى، إلا أنّ الإمعان في ذلك تصاعد بشكلٍ لافت في السنوات القليلة الماضية، وتحديدًا في هذا العام مع وجود حكومة يمينية فاشية، وذلك من خلال المتابعات التي أجرتها المؤسسات، ومن خلال قراءة المئات من قرارات هذه المحاكم التي تؤكد أنها تنفّذ قرارات سياسية، وتحديدًا في قضية الاعتقال الإداري الشاهد الأبرز على صوريّة محاكم الاحتلال”.
ويعاني الفسفوس الذي يقبع في ما تسمى “عيادة سجن الرملة” من أعراض صحية خطيرة، تتمثل باختناق مستمر وضيق تنفس، وآلام حادة في المفاصل والظهر، وصعوبة في النوم، وعدم القدرة على القيام بالمهام الإنسانية الأساسية كالاستحمام وغيرها، علمًا أنه قد فقد من وزنه 30 كغم منذ بداية الإضراب، ويرفض الفسفوس الخضوع للفحوصات الطبية، وأخذ المدعمات، وذلك وفقا لمحامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين الذي تمكن من زيارته، يوم أمس الأربعاء.
يذكر أن الأسير كايد الفسفوس (34 عاما) من بلدة دورا جنوب الخليل، أعاد الاحتلال اعتقاله في الثاني من أيار/ مايو الماضي، إداريا، وهو أسير سابق أمضى نحو 7 سنوات في سجون الاحتلال، وقد بدأت مواجهته للاعتقال منذ عام 2007.
وخاض الفسفوس إضرابا عن الطعام في نهاية شهر أيار/ مايو وبداية حزيران/ يونيو المنصرم، استمر لمدة 9 أيام، كما أنه خاض سابقا عام 2021 إضرابا ضد اعتقاله الإداري استمر لمدة 131 يوما، وهو متزوج وأب لطفلة، علما أن أشقاءه كافة تعرضوا للاعتقال، واليوم إلى جانبه أربعة أشقاء آخرين معتقلين إداريا، هم: حسن (37 عاما)، وخالد (35 عاما)، وأكرم (39 عاما)، وحافظ (40 عاما)، وقد تعرضت عائلته لعمليات تنكيل متكررة من قبل الاحتلال على مدار سنوات طويلة.