بوتين يزعم مقتل 90 ألف جندي أوكراني وقصف يخلف عشرات القتلى بخاركيف
أعلنت السلطات الأوكرانية سقوط عشرات القتلى في قصف روسي على خاركيف، كما نشرت إحصائية للمفقودين منذ بداية الحرب، في حين قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن أوكرانيا خسرت أكثر من 90 ألف جندي خلال الأشهر الأخيرة.
وتحدث بوتين -في تصريحاته اليوم الخميس خلال مؤتمر بمدينة سوتشي الروسية- عن خسائر كييف منذ بدء هجومها المضاد على القوات الروسية في أوائل يونيو/حزيران الماضي.
وقال إنها خسرت -بالإضافة إلى عشرات آلاف الجنود- 557 دبابة ونحو 1900 مركبة مدرعة.
وفي التطورات الميدانية اليوم، أفاد مسؤولون أوكرانيون بمقتل 52 شخصا على الأقل جراء قصف استهدف بلدة غروزا في مقاطعة خاركيف شمالي شرقي أوكرانيا. وتقع البلدة قرب مدينة كوبيانسك على مسافة غير بعيدة عن خط الجبهة.
من جانبه، ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالقصف، ووصفه بـ”جريمة روسية وحشية”. ونشر زيلينسكي صورة تظهر العديد من الأشخاص ممدين على الأرض من دون حراك.
في الوقت نفسه، قال حاكم المقاطعة أوليغ سينيغوبوف إن القصف أصاب متجرا للمواد الغذائية ومقهى في بلدة غروزا على بعد 30 كيلومترا غرب كوبيانسك.
ميدانيا أيضا، قال الجيش الأوكراني إنه أفشل محاولات للقوات الروسية لاستعادة مواقعها التي فقدتها على محور باخموت، وتحديدا عند بلدتي غريغوريفكا وأندريفكا في مقاطعة دونيتسك شرقي البلاد.
وأضاف الجيش الأوكراني أنه خاص 57 اشتباكا مع القوات الروسية في الساعات الـ24 الماضية على جبهات القتال كافة.
وكانت القوات الأوكرانية أعلنت في وقت سابق إسقاط 24 طائرة مسيرة من أصل 29 أطلقها الجيش الروسي باتجاه الأراضي الأوكرانية الليلة الماضية.
في المقابل، قال حاكم مقاطعة كورسك الروسية رومان ستاروفويت إن امرأة أصيبت بشظايا جراء تعرض مدينة ريلسك لقصف أوكراني بذخائر عنقودية، كما تضررت بعض المنازل والمباني والسيارات، وعثر على ذخائر غير منفجرة في موقع القصف.
على صعيد آخر، قال مستشار رئيس دونيتسك المعين من قبل روسيا إبان غاغين إن مجموعة من العسكريين الأوكرانيين يزيد عددهم عن 15 شخصا استسلموا بالقرب من دونيتسك شرقي أوكرانيا.
إحصائية للمفقودين
من ناحية أخرى، أعلنت كييف اليوم أن أكثر من 26 ألف أوكراني، من بينهم 15 ألف عسكري، فقدوا منذ بدء الحرب الروسية في فبراير/شباط 2022.
وقال ليونيد تيمتشنكو نائب وزير الداخلية الأوكراني للتلفزيون الوطني إن المفقودين “11 ألف مدني وحوالي 15 ألف عسكري”.
وأفادت الناطقة باسم الوزارة ماريانا ريفا بأن هذه التقديرات الأولية ترتبط فقط بأوكرانيين يمكن “التحقق رسميا” من بياناتهم، مشيرة إلى أن “هذا الرقم يمكن أن يرتفع أكثر”.
ولم تكشف أوكرانيا عن الأعداد الكاملة لخسائرها البشرية جراء الحرب مع روسيا.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، في تقديرات نشرتها مؤخرا، أن 70 ألف جندي أوكراني قتلوا وما بين 100 ألف و200 ألف جرحوا منذ بدء الحرب، وذلك نقلا عن مسؤولين أميركيين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم.
سياسيا، اتهم الكرملين -في أحدث تصريحاته بشأن الحرب- القوى الغربية بمواصلة استخدام الأوكرانيين “جنودا رخيصين”.
وأضاف الكرملين أن الغرب لا يخفي نيته القتال حتى آخر أوكراني، حسب تعبيره.
اجتماع غرناطة
في غضون ذلك، عقد القادة الأوروبيون اليوم اجتماعا في غرناطة جنوبي إسبانيا مع جيران الاتحاد الأوروبي لمناقشة قضايا عدة، من بينها الحرب الروسية في أوكرانيا والوضع في إقليم ناغورني قره باغ.
وأعرب مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن أمله في أن تتراجع الولايات المتحدة عن موقفها بشأن دعم أوكرانيا، مؤكدا أن أوروبا لا يمكنها سد الفراغ الذي سيحدث في حال عدم استمرار الدعم الأميركي.
وقال بوريل للصحفيين “علمنا أن الكونغرس الأميركي لم يدرج دعم أوكرانيا في الميزانية الأخيرة حتى يتجنب الإغلاق (لمؤسسات الحكومة الفدرالية). نأمل ألا يكون هذا موقفا محددا للولايات المتحدة”.
وتابع “أملي وأمل الأوكرانيين أن نبحث عن طرق تمكّن الولايات المتحدة من مواصلة دعم أوكرانيا. من المؤكد أن أوروبا لا تستطيع أن تحل محل الولايات المتحدة”.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لدى وصوله إلى اجتماع غرناطة، إن الأولوية القصوى لبلاده هي تعزيز دفاعها الجوي.
وأضاف “من المهم جدا بالنسبة لأوكرانيا أن يكون لديها درع دفاعي لفصل الشتاء، لأنه في الشتاء ستكون هناك هجمات كثيرة من أنواع مختلفة من الصواريخ الروسية”.
وفيما يتعلق بالمساعدات الأميركية، قال زيلينسكي “نعمل على الحصول على دعم الحزبين (الديمقراطي والجمهوري)، وأعتقد أن هذا مهم بالطبع”.
من ناحية أخرى، نقلت وكالة رويترز عن مصدر حكومي إسباني أن مدريد تنوي تزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي جديدة وأنظمة مضادة للطائرات المسيرة من أجل حماية البنية التحتية للطاقة والموانئ.
وأضاف المصدر أن الجيش الإسباني سيدرب القوات الأوكرانية على استخدام هذه الأنظمة الجديدة، كما سيمدها بالمزيد من معدات إزالة الألغام.