اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. بين التوتر الأمني وأمل العودة
أعادت الاشتباكات المتكررة بين حركة فتح وفصائل إسلامية في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان تسليط الضوء على الصراع الأمني والسياسي في المخيمات المكتظة على الأراضي اللبنانية.
ومساء الخميس توصلت الفصائل المتقاتلة الى اتفاق وقف اطلاق النار بعد اسبوع من الاشتباكات اسفرت عن مقتل 17 شخصا وأكثر من 150 جريحا، منذ 7 سبتمبر/ أيلول الماضي .
وفي نهاية يوليو/ تموز الماضي، بدأت هذه الاشتباكات في عين الحلوة؛ إثر قيام عنصر من الأمن الوطني الفلسطيني في المخيم بقتل عنصر من جماعة إسلامية تُدعى “الشباب المسلم”؛ على خلفية قضية اغتيال حدثت في مارس/ آذار الماضي.
وآنذاك، ارتفعت حدة الاشتباكات بين عناصر من “فتح” و”الشباب المسلم”؛ ما أسفر عن مقتل 14 شخصا، بينهم قائد الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا (جنوب)، القيادي في “فتح”، العميد أبو أشرف العرموشي، مع 4 من مرافقيه.
وعلى خلفية اشتباكات متكررة شهدها مخيم عين الحلوة على مدار السنوت منذ تأسيسه في 1948، نزح الآلاف من سكانه إلى مناطق مجاورة، في مأساة جديدة لهؤلاء اللاجئين المنكوبين.
اللاجئون والمخيمات
وبحسب أحدث إحصاء لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا )، فإن العدد الإجمالي للاجئي فلسطين المسجلين لديها في لبنان بلغ 489 ألفا و292 لاجئا.
إلا أنه وفقا لتقديرات في 2023، يبلغ عدد المقيمين حاليا حوالي 250 ألف لاجئ، بالإضافة إلى 31 ألفا و400 أتوا من سوريا عقب حرب أهلية بدأت في الدولة المجاورة في 2011.
وتفيد تقديرات “أونروا” بأن 45 بالمئة من لاجئي فلسطين يعيشون في 12 مخيما مكتظا باللاجئين في لبنان، ويحصل حوالي 200 ألف لاجئ فلسطيني سنويا على خدمات الوكالة في لبنان.
فيما أجرت الحكومة اللبنانية، ممثلة في لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، في 2017 إحصاءً خلص إلى وجود 174 ألف لاجئ فلسطيني.
ووفقا للوكالة، فإن معدلات الفقر بين لاجئي فلسطين مرتفعة، إذ تفيد تقارير بأن 80 بالمئة منهم يعيشون تحت خط الفقر.
وكانت “أونروا” تشرف على 16 مخيما رسميا للاجئين الفلسطينيين في لبنان، لكن جرى تدمير 3 منها أثناء الحرب الأهلية (1975-1990) وتحديدا بين 1974 و1976.
والمخيمات الثلاثة المدمرة هي: مخيم النبطية (جنوب)، ومخيما دكوانة (تل الزعتر) وجسر الباشا في العاصمة بيروت. فيما يوجد مخيم رابع هو مخيم جرود في بعلبك تم نقل سكانه إلى مخيم الرشيدية في منطقة صور (جنوب).
ويقيم أكثر من نصف اللاجئين في 12 مخيما منظما ومعترفا بها لدى “أونروا”، وذلك على أمل تنفيذ حق العودة إلى فلسطين، وللحفاظ على الهوية الفلسطينية وتعزيز الروابط الثقافية والاجتماعية بين اللاجئين.
ولا يدخل الجيش أو القوى الأمنية اللبنانية إلى المخيمات، بموجب اتفاقية القاهرة لعام 1969 التي أوكلت مهمة حفظ الأمن داخل المخيمات إلى منظمة التحرير الفلسطينية، بينما يفرض الجيش اللبناني إجراءات مشددة حولها.
وتخضع المخيمات لمراقبة مُحكمة من الجيش والأجهزة اللبنانية الأخرى التي ترصد حركة الداخلين والخارجين منها عبر حواجز ونقاط تفتيش تحيط بالمخيمات.
وفي ما يلي أبرز تفاصيل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والفصائل المسلحة داخلها:
1- عين الحلوة
يقع على بعد 3 كلم جنوبي شرقي مدينة صيدا (جنوب)، وتأسس من جانب الصليب الأحمر بين عامي 1948 و1949 على أرض كانت معسكرا للجيش البريطاني في الحرب العالمية الثانية (1939-1945).
وفي 1952، بدأت “أونروا” عملياتها في المخيم البالغة مساحته 290 دونما (الدونم يساوي ألف متر مربع)، ويسكنه حوالي 50 ألف نسمة بحسب سجلات الوكالة العام الجاري، وهو أكبر المخيمات في لبنان من حيث السكان والمساحة.
2- المية ومية
يوجد على أطراف قرية المية ومية على تلة تبعد 4 كلم إلى الشرق من صيدا، وأُنشئ في 1954 على مساحة 54 دونما وأرضه مؤجرة لصالح “أونروا”، ويسكنه نحو 4500 نسمة.
3- الرشيدية
أُسس في 1948، ويقع جنوب مدينة صور الساحلية على ساحل البحر المتوسط، وتبلغ مساحته 248.4 دونما وتستأجر “الأونروا” أرضه التي يسكنها حوالي 27500 نسمة.
4- البرج الشمالي
يقع شرق صور، وأُنشئ في 1955، وتبلغ مساحته 134 دونما، وتعود ملكية أرضه إلى القطاع الخاص اللبناني وهي مؤجرة لصالح “أونروا”، ويبلغ عدد سكانه قرابة 19500 نسمة.
5- البص
في مدخل مدينة صور الشمالي على ساحل البحر المتوسط، وأُسس في 1949 على مساحة 80 دونما، وتستأجر “أونروا” أرضه من القطاع الخاص، ويوجد فيه حوالي 9500 نسمة.
6- برج البراجنة
يقع في الضاحية الجنوبية لبيروت، وأُنشئ في 1948 على مساحة 104 دونمات، وتستأجر “أونروا” أرضه ويسكنه نحو 16000 نسمة.
7- ضبية
أُسس في 1956، ويقع على بعد 12 كلم شرقي بيروت على تلة تشرف على طريق بيروت-طرابلس الدولي، وتبلغ مساحته 83.6 دونما، وأرضه مؤجرة لصالح “أونروا”، ويسكنه نحو 4591 نسمة.
8- مار الياس
يقع في جنوب غربي بيروت، وأُنشئ في 1952، وتبلغ مساحته 5.4 دونمات وأرضه وقف لكنيسة الروم، ويسكنه قرابة 600 نسمة.
9- شاتيلا
أُنشئ في 1949، ويقع في وسط بيروت، وتبلغ مساحته 39.5 دونما، وقسم من أرضه منها مؤجر لصالح “أونروا” والآخر ملك لمنظمة التحرير الفلسطينية، ويبلغ عدد سكانه حوالي 8500 نسمة.
10- نهر البارد
يقع على بعد 15 كلم شمال مركز مدينة طرابلس (شمال) على البحر المتوسط، وأُسس في 1949، وتبلغ مساحته نحو 200 دونم، وتعود ملكية أرضه إلى القطاع الخاص وتستأجرها “أونروا”، وبسكنه نحو 27000 نسمة.
11- البداوي
على بعد 7 كلم شمال طرابلس، وأُنشئ في 1957، وتبلغ مساحته حوالي 200 دونم، وتستأجر “أونروا” أرضه من القطاع الخاص، ويعيش فيه 16500 نسمة.
12- ويفل (الجليل)
يوجد في البقاع الشرقي ويعتبر مدخل مدينة بعلبك الجنوبي، ويقع على بعد 90 كلم شمال شرق بيروت، وأُسس في 1949 على مساحة 43.44 دونما، وأرضه مؤجرة من السلطات لصالح “أونروا”، ويسكنه حوالي 8000 نسمة.
ومن أصل 12 مخيما، توجد 5 مخيمات منزوعة السلاح وهي: نهر البارد وضبية والجليل في بعلبك، بالإضافة إلى المية ومية، كما يوجد مخيم مار الياس الذي يقتصر السلاح فيه على حراسات الشخصيات السياسية ومكاتب المنظمات، وهو سلاح متفق عليه مع الجهات الأمنية اللبنانية.
المنظمات المسلحة
1- علمانية
فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، مثل حركة “فتح” (الأكثر نفوذا في المخيمات)، الجبهة الشعبية، الجبهة الديمقراطية، جبهة النضال الشعبي، جبهة التحرير الفلسطينية، الجبهة العربية وحزب الشعب.
2- فصائل إسلامية
مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والجهاد الإسلامي، والحركة الإسلامية المجاهدة، وهي ذات علاقات وثيقة مع جماعة “حزب الله” اللبنانية.
3- فصائل متشددة
تتبنى فكر تنظيم القاعدة وهي: عصبة الأنصار، جند الشام، الشباب المسلم، فلول فتح الإسلام، كتائب عبد الله عزام وبقايا أنصار أحمد الأسير (سلفي).
4- أخرى
تكتل من 3 منظمات هي الصاعقة، الجبهة الشعبية– القيادة العامة وفتح الانتفاضة، وهي منظمات ضعيفة جدا في مخيمات الجنوب اللبناني.