أخبار رئيسيةمقالاتومضات

غرفة الطوارئ لمواجهة العنف

الشيخ رائد صلاح

 خلال هذه الفواجع المتنقلة التي حلّت بنا في أكثر من بلدة في الداخل الفلسطيني، والتي آلمنا فيها مقتل البعض من رجالنا ونسائنا وأطفالنا، والتي كان آخرها في الطيرة وحيفا وكفر- قرع والفريديس وإكسال وسخنين وتل-السبع وبسمة طبعون وأبو سنان والجديدة- المكر، خلال كل هذه الفواجع كانت لجنة المتابعة العليا تواصل عقد زيارات أو لقاءات طارئة في هذه البلدات، وقد أسفرت هذه الجولة من النشاطات المتواصلة عن تشكيل (غرفة الطوارئ لمواجهة العنف)، وحول هذه الغرفة أؤكد ما يلي:

1- هذه الغرفة تعمل تحت سقف لجنة المتابعة العليا إلى جانب لجان إفشاء السلام ولجنة مكافحة العنف وهيئة الإصلاح القطرية وهي مكملة لدور كل هذه الأجسام وليست بديلا عنها.

2- تتكون (غرفة الطوارئ) من رئيس لجنة المتابعة العليا، وممثل عن كل من: اللجنة القطرية للسلطات المحلية العربية ولجان إفشاء السلام ولجنة مكافحة العنف وهيئة الإصلاح القطرية واللجنة الشعبية القطرية ولجنة أولياء الأمور والمنتدى الحقوقي، وهي قابلة أن يزداد عدد أعضائها وفق الحاجة الراشدة التي تقدر بقدرها، حيث أن المطلوب ليس زيادة عدد أعضائها لمجرد الزيادة، بل زيادة عدد أعضائها زيادة نوعية تثري قدراتها وتسند دورها، مع التأكيد أنَّ لجنة المتابعة العليا اختارت لرئاسة (غرفة الطوارئ) رئيس بلدية أم-الفحم د. سمير محاميد.

3- تعتبر (غرفة الطوارئ) دورها مستديما بلا توقف على اعتبار أنها في حالة انعقاد مستمر بلا توقف لجلساتها، وستبقى تواصل سياسة التشبيك بين كل الأجسام الممثلة فيها، وستتحمل مهمة تطبيق قرارات لجنة المتابعة العليا المصيرية المتعلقة بمواجهة العنف سواء على الساحة المحلية أو الساحة العالمية وصولا إلى هيئة الأمم المتحدة.

4- الخطوط العامة التي ستُميز دور (غرفة الطوارئ) هي القيام بخطوات تدريجية تصاعدية وصولا إلى (العصيان المدني) وإلى جانب ذلك القيام بخطوات جادة ومؤثرة وصولا إلى طلب الحماية الدولية، وإلى جانب ذلك القيام بخطوات سياسية مدروسة لتدويل فاجعة العنف التي تعصف بنا في الداخل الفلسطيني وصولا إلى هيئة الأمم المتحدة وعقد لقاء مع سكرتيرها العام.

5- (غرفة الطوارئ) مطالبة بعد انتهاء انتخابات السلطات المحلية العربية أن تتواصل مع كل الرؤساء المنتخبين وأن تحثّهم على إقامة (لجنة حراسة) تحت سقف كل سلطة محلية عربية، وأن تحظى هذه اللجنة بدعم مالي من السلطة المحلية العربية وأن توفر لها مركزا لعقد جلساتها وأن يكون هذا المركز منطلقا لكل نشاطاتها، وإلى جانب ذلك فإن (غرفة الطوارئ) مطالبة أن تحثّ كل سلطة محلية عربية أن تقيم مكتبا محليا للإصلاح وأن توفر لهذا المكتب كل ما يحتاج إليه من أثاث وأدوات، وأن تُعيّن موظفا مناسبا لإسناد لجنة الإصلاح المحلية وتنشيط دورها، واستقطاب أكبر عدد من المتطوعين للانضمام إليها.

6- (غرفة الطوارئ) مطالبة الآن للتحرك الفوري والسعي إلى إطفاء أية نار فتنة في مهدها قد تثور في أية بلدة من بلداتنا في الداخل الفلسطيني على خلفية انتخابات السلطات المحلية العربية، وما أعلمه أن عدد هذه الحالات قليل جدا.

7- (غرفة الطوارئ) مطالبة الآن بالقيام بكل خطوة جماهيرية أو سياسية أو إعلامية أو إصلاحية أو تعليمية من شأنها أن تسهم في لجم فاجعة العنف إلى جانب إفشاء السلام والتراحم والتسامح والإصلاح، وما أكثر الاقتراحات في هذا الصدد، والمطلوب من (غرفة الطوارئ) دراسة كل هذه الاقتراحات ثمَّ تنفيذ ما تراه مناسبا منها، بأقصى سرعة، لأننا في سباق مع العنف، وإن لم نحاصره فسيحاصرنا.

8- اقترح البعض صياغة وثيقة دولية تتضمن تصريحات كبار من المسؤولين في المؤسسة الرسمية الإسرائيلية، اعترفوا فيها أن يد الشرطة الإسرائيلية مكبلة، ولا تستطيع مطاردة عصابات الإجرام لأنها تحظى بحماية من جهاز المخابرات الإسرائيلي، واعترفوا فيها أنَّ وحدة (سيف) التي أقامتها حكومة (بينت -لبيد) لمواجهة العنف في الداخل الفلسطيني لم يكن لها، دور إلا شرب القهوة والبحث عن ترقيات وزيادة الراتب الشهري. وكان في مقدمة هذه الاعترافات اعتراف أردان أنَّ 90% من السلاح الأعمى الذي أغرق مجتمعنا في الداخل الفلسطيني مصدره من معسكرات الجيش الإسرائيلي، ثم اعتراف يعلون قبل أسابيع الذي قال فيه إن المسؤولين الرسميين الذين يروجون العنف الأعمى في الداخل الفلسطيني هدفهم الأخير هو ترحيل مجتمعنا في الداخل الفلسطيني إلى الشتات، ولذلك المطلوب جمع كل هذه التصريحات في هذه الوثيقة ثمّ إرسال هذه الوثيقة إلى كل السفراء والمؤسسات الحقوقية الإنسانية وصولا إلى الإتحاد الأوربي وهيئة الأمم المتحدة.

9- اقترح البعض مقاطعة كل البضائع الإسرائيلية التي تغرق أسواق مجتمعنا في الداخل الفلسطيني يوميا كمنتجات تنوقا واوسم وعليت وغيرها.

10- اقترح البعض تبني بعض أساليب الحرمان الاجتماعي ودعوة كل مجتمعنا في الداخل الفلسطيني للالتزام بها كترك أي عرس فورا إذا أطلق فيه الرصاص بادّعاء إظهار الفرح والبهجة. إلى جانب التفكير الجاد بإعلان مقاطعة الضالعين في العنف والجريمة.

11- اقترح العض القيام بمظاهرة أسبوعية في كل بلدة، تنتهي عند المدخل الرئيس لكل بلدة.

12- اقترح البعض التركيز على زيارة المدارس في هذا العام الدراسي وإجراء حوار مع الطلاب يدعو إلى إفشاء السلام والتراحم والاحتكام إلى لغة الحوار ونبذ العنف والتنمر.

13- اقترح البعض التركيز على إفشاء ثقافة الممانعة الدينية والممانعة الوطنية والممانعة القيمية وإفشاء ثقافة رفع الهمم وخطاب التفاؤل والصمود، وذلك يحتاج إلى إقامة مهرجانات شعبية في أكثر من بلدة في الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية (عكا وحيفا ويافا واللد والرملة).

14- اقترح البعض إقامة صندوق مالي لدعم ضحايا العنف، ويقوم هذا الصندوق على صدقات بعض رجال الأعمال الأثرياء في الداخل الفلسطيني.

15- بل إن البعض أرسل إليَّ ورقة عمل بعنوان (خطوات نحو تنفيذ العصيان المدني وتحقيق أهدافه)، وقد كتب بالتفصيل الخطوات العملية، المطلوب تنفيذها وصولا إلى العصيان المدني.

16- لقد تعمدت أن أكتب أهم الاقتراحات التي سمعتها أو قيلت لي خلال هذه الأيام الماضية القريبة العاصفة، وهذا يعني أنَّ مجتمعنا في حالة ترقب وتأهب وانتظار لدور(غرفة الطوارئ) ولأنني عضو في هذه اللجنة فنحن مقبلون على امتحان صعب جدا، ومصيري جدا، ويشكل مفترق طرق في مسيرة مجتمعنا في الداخل الفلسطيني، ولكن لا حاجة للفزع من هذا الامتحان، فإن لكل مشكلة حلا، ولا نعترف بمشكلة لا حل لها كما قال أحد المصلحين، ولنتمسك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تداووا عباد الله فإن لكل داء دواء).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى