قمة كامب ديفيد الثلاثية.. ما تأثيراتها؟ وكيف يراها خصوم واشنطن؟
قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور خليل العناني إن القمة الثلاثية المنعقدة في منتجع كامب ديفيد بمثابة تدشين لتحالف دفاعي ونواة لناتو آسيوي جديد، يمكن أن تنضم له دول أخرى في مراحل مقبلة.
وأوضح أن هذا التحالف هو تحول نوعي في التوازنات الإستراتيجية بتلك المنطقة من شرقي آسيا، ويمكن في ظل التوترات والتشاحنات الحاصلة بين الصين والولايات المتحدة أن يؤدي إلى تصعيد جديد في تلك التوترات، ربما يؤدي إلى اندلاع مواجهة عالمية ثالثة.
وجاء حديث العناني خلال الحلقة التي خصصها برنامج “ما وراء الخبر” لتأكيد واشنطن أن القمة الأميركية اليابانية الكورية الجنوبية المنعقدة في منتجع كامب ديفيد ليست موجهة ضد أي دولة، وأن هدفها تعزيز الاستقرار والأمن الإقليميين.
من جانبها دعت بكين في تعليقها على القمة، التي تعتبر الأولى من نوعها ويعتقد أنها ذات صلة بسياسة الصين وكوريا الشمالية، إلى عدم تحويل منطقة آسيا والمحيط الهادي إلى ساحة منافسة جيوسياسية.
رسائل القمة
وتساءلت حلقة “ما وراء الخبر” عن الرسائل التي تريد قمة كامب ديفيد توجيهها، ومدى دقة حديث واشنطن عن أنها لا تستهدف دولة محددة، ومغزى الانزعاج الصيني من هذه القمة، ومدى نجاح الولايات المتحدة في تحييد الصين من حرب روسيا على أوكرانيا.
وفي حديثه لـ”ما وراء الخبر”، يرى العناني أنه رغم تأكيد واشنطن أن القمة ليست ضد أي دولة، فإن التحالف المرتقب سيستهدف احتواء الصين في ظل صعودها الاقتصادي والأمني، ثم ردع كوريا الشمالية وأنشطتها المهددة لليابان وكوريا الجنوبية.
وذهب كذلك إلى أنه تحالف ثلاثي ضد ما قد يظهر كتحالف مقابل يجمع الصين وروسيا وكوريا الشمالية، لافتا إلى أنه من الممكن أن تنضم دول أخرى لهذا التحالف كتايوان وماليزيا وربما أستراليا كذلك.
واعتبر العناني حديث بايدن عن استعداده للقاء الزعيم الكوري الشمالي عرضًا غير جاد ومجرد خطاب سبقه إليه رؤساء سابقون، مشيرا إلى أن لقاء الرئيس السابق دونالد ترامب مع الزعيم الكوري لم يسفر عن شيء، حيث استمرت كوريا الشمالية فيما تقوم به.
حقبة جديدة
بدوره، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جونز هوبكينز الدكتور إدوارد جوزيف إن هذه القمة تاريخية وتدشن لحقبة جديدة، معتبرا قبول اليابان وكوريا الجنوبية بالانضمام لهذا التحالف، رغم خلافاتهما السابقة، يعكس ثقة واضحة في الولايات المتحدة.
وأضاف، في حديثه لما وراء الخبر، أن هذه القمة تعكس كذلك فقدان البلدين الثقة في الصين، وهذا الأمر سيحدد الخطوات التالية والالتزامات التي ستحكم هذا التحالف ضد أي عدوان من دول خارجية.
وفي هذا السياق، يرى جوزيف أن الجميع يخشى الخطر الصيني، الذي دفع تلك الدول للبحث عن هذا التحالف للعمل على إيقاف عدم مسؤولية بكين إزاء العديد من الملفات وخاصة دعمها لكوريا الجنوبية وإساءتها للأقليات الدينية في بلدها.
في المقابل، يرى رئيس الجمعية الصينية للدراسات الدولية فيكتور غاو أن هذه القمة “خطوة خطيرة” أرسلت رسالة خاطئة للأطراف الأخرى، وأنها من شأنها أن تصعد التوترات الحاصلة، وجاءت في وقت كان الأولى بواشنطن أن تهتم فيه بتحدياتها الداخلية.
واعتبر، في حديثه لما وراء الخبر، أن هذا التوجه الأميركي يعني أن واشنطن تسعى لتحقيق أهدافها دون اكتراث لمصالح شعبها أو مصالح الشعوب الأخرى، مؤكدا أن بكين لن تواجه هذه القمة إلى بدعوة كل الأطراف للسعي إلى السلم بدل تشجيع الحرب.