كيف اعتمدت روسيا على “الخلايا النائمة” لتنفيذ مهام تجسس عبر العالم؟
قالت صحيفة “الغارديان” إن عديد الدول وجهت اتهامات لعدد من الأشخاص من الذين “يعيشون حياة غير ضارة” بأنهم عملاء استخبارات روسية، منذ بداية الحرب في أوكرانيا في 24 شباط/ فبراير 2022.
وجرى اعتقال زوجين أرجنتينيين يعيشان في سلوفينيا، ومصور مكسيكي-يوناني يدير متجرا للغزل في أثينا، إضافة إلى ثلاثة بلغاريين في بريطانيا، وذلك على مدار العام الماضي فقط.
وجرى اتهام آخرين بنقل معلومات إلى روسيا، بما في ذلك حارس أمن في السفارة البريطانية في برلين، إذ حُكم عليه بالسجن 13 عامًا، وأكثر من عشرة أشخاص اعتقلوا في بولندا بتهمة تنفيذ مهام مختلفة للمخابرات الروسية، بحسب “الغارديان”.
وقالت الصحيفة إنه “منذ أن شن بوتين غزوه الشامل لأوكرانيا، اضطرت موسكو إلى اللجوء إلى أساليب تجسس أكثر خطورة وأقل تقليدية، ويرجع ذلك أساسا إلى طرد العديد من الجواسيس الذين وضعتهم تحت غطاء دبلوماسي من أوروبا”.
وأضافت أن جميع أجهزة الأمن الروسية قامت بنشر عملائها في الخارج تحت غطاء دبلوماسي، كما استخدموا عملاء ينتحلون صفة رجال أعمال أو سائحين أو صحفيين روس.
ونقلت عن مسؤول استخبارات أوروبي قوله: “كانت الفترة التي أعقبت الحرب، معكل عمليات الطرد، وقتا مصيريًا لنظام المخابرات الروسي وقد حاولوا استبداله بأشياء مختلفة”.
ويقدر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن أكثر من 450 دبلوماسيا طردوا من السفارات الروسية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب، معظمهم من دول أوروبية.
ومنذ اندلاع الحرب، أصبح من الصعب جدًا على أي مواطن روسي الحصول على تأشيرات للسفر إلى بريطانيا أو منطقة شنغن.
وتم الكشف خلال العام الماضي عن ما لا يقل عن سبعة أشخاص غير قانونيين مزعومين في الغرب، في النرويج والبرازيل وهولندا وسلوفينيا واليونان.
وتمكن البعض من الفرار ويفترض أنهم عادوا إلى روسيا؛ ولا يزال آخرون رهن الاعتقال في الغرب، بحسب ما قالت الصحيفة.
وألقت روسيا في آذار/ مارس الماضي، القبض على مراسل صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، إيفان غيرشكوفيتش، بتهمة التجسس، في أول واقعة من نوعها تطال صحفيا أمريكيا منذ الحرب الباردة.
وقال جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، حينها: إن غيرشكوفيتش “كان يتصرف بناء على أوامر الولايات المتحدة، لجمع معلومات حول أنشطة إحدى الشركات التابعة للمجمع الصناعي العسكري الروسي والتي تشكل سرا من أسرار الدولة”.