تسريح المستوطنين المشتبهين بقتل الشهيد قصي معطان
طالبت الشرطة الإسرائيلية اليوم، الأربعاء، بتمديد اعتقال المستوطنين، يحيئيل إيندور وإليشاع يار، بـ 12 يوما، وهما مشتبهان بقتل الشهيد قصي معطان في قرية برقة، يوم الجمعة الماضي. لكن قاضي المحكمة، تسيون سهاراي، قرر الإفراج عن المستوطنين وتحويلهما إلى الاعتقال المنزلي، بادعاء أن أدلة الشاباك التي قُدمت أمس، “لا تستوفي الحد الأدنى من السقف المطلوب لإنشاء مخالفة ولا يبرر إبقائه قيد الاعتقال”.
وقال مندوب الشرطة خلال جلسة محكمة الصلح في القدس إنه صدر تقرير باللغة العربية حول تشريح جثمان الشهيد معطان، أمس، وأن الشرطة تلقت نسخة عنه، ويشمل معلومات جديدة حول إطلاق النار على الشهيد، وأن الشاباك نقل إلى الشرطة “معلومات مخابراتية جديدة تغيّر صورة الوضع” وتبرر طلب تمديد الاعتقال لفترة تعتبر طويلة نسبيا.
وكانت المحكمة قد مددت اعتقال المستوطنين لخمسة أيام، نهاية الأسبوع الماضي، ونسبت الشرطة إليهما حينها التسبب بالموت عمدا أو بتهور، القتل بدافع عنصري وعدائي، القيام بأعمال شغب تسببت بأضرار، التآمر على ارتكاب جريمة، تشويش إجراءات قضائية ومخالفات بدافع عنصري.
ونسبت الشرطة اليوم للمستوطنين اتهاما جديدا هو إضرام نار على خلفية قومية.
وكانت المحكمة العليا قد أصدرت قرارا، صباح االيوم، يقضي بإرجاء تحويل المستوطن إليشاع يارد إلى الاعتقال المنزلي، وأمرت بإبقائه قيد الاعتقال إلى حين جلسة محكمة الصلح.
وكانت المحكمة المركزية قد قررت، أمس، الإفراج عن المستوطن وتحويله إلى الاعتقال المنزلي، بعد أن اعتبرت القاضية تمار بار آشر أن الأدلة التي تم جمعها حتى الآن لا تؤسس لاشتباه معقول بضلوعه في القتل.
وطلبت الشرطة تأخير الإفراج عن المستوطن حتى صباح اليوم، فيما استأنفت النيابة إلى المحكمة العليا على قرار المحكمة المركزية.
وخلال جلسة المحكمة العليا، قدم الشاباك مواد سرية، لكن القاضية روت رونين امتنعت عن الحسم في المواد السرية، وفق ما ذكر موقع صحيفة “هآرتس” الإلكتروني.
واعتبرت القاضية بار آشر، أمس، أن الأدلة التي قدمتها الشرطة لإثبات عرقلة يارد لمجرى التحقيق في استشهاد معطان ذات “قوة ضئيلة جدا”، وأنها لا تبرر استمرار اعتقاله.
يشار إلى أن المستوطن يارد يقطن في البؤرة الاستيطانية العشوائية “رما تمغرون”، وهو متحدث سابق باسم عضو الكنيست ليمور سون هار ميلخ، من حزب “عوتسما يهوديت”. ويعتبر يارد “هدفا مركزيا” لجهاز الشاباك.
والمشتبه الآخر بقتل الشهيد معطان هو المستوطن يحيئيل إيندور، الذي أصيب لاحقا بحجر في رأسه خلال تصدي أهالي برقة للمستوطنين ويرقد في المستشفى ووصفت إصابته بالمتوسطة. وستنظر المحكمة في تمديد اعتقاله في وقت لاحق من اليوم. وهو المشتبه المركزي بإطلاق النار الذي أدى إلى استشهاد معطان، فيما يارد مشتبه بأنه أخفى المسدس الذي استخدم في الجريمة.
واعتقلت قوات الاحتلال أربعة مواطنين من برقة بادعاء تصديهم للمستوطنين ويرجح النظر في تمديد اعتقالهم بعد عدة أيام.
وأفادت مصادر محلية في قرية برقة بأن المستوطنين اقتحموا، مساء يوم الجمعة الماضي، مناطق في النواحي الغربية والشمالية الغربية من القرية بحماية قوات الاحتلال، فيما هب أهالي القرية للدفاع عن أراضيهم. وأعقب ذلك، وقوع مواجهات أصيب خلالها الشهيد بجراح خطيرة، بالإضافة إلى اثنين على الأقل أصيبا بالحجارة.
وذكرت المصادر أن المستوطنين أحضروا خلال الاقتحام عددا من المواشي في مؤشر على نيتهم الاستيلاء على أراضي في القرية لإقامة “مستوطنة رعوية”. وأشارت المصادر إلى أن المستوطنين أحرقوا خلال الهجوم سيارتين على الأقل.
ويقطن المستوطن القاتل يارد في البؤرة الاستيطانية العشوائية “رمات مغرون”، وكان قد اعتقل في آب/أغسطس الماضي بعد سرقة فلسطينيين واقتحام مبنى والتآمر على خلفية عنصرية.
ونشر المستوطن القاتل في أعقاب اعتداءات المستوطنين على بلدة حوارة، وكان متحدثا باسم عضو الكنيست من “عوتسما يهوديت” في حينه، شريطا مصورا بعنوان “لماذا يجب محو قرية حوارة”.