كاتب أمريكي: الجمهوريون يفتكون بكل من يتجرأ على انتقاد “إسرائيل”
قال الكاتب الأمريكي إيشان ثارور، بمقال في صحيفة واشنطن بوست، إن الجمهوريين راديكاليون في دعم دولة الاحتلال، ولا يسمحون لأحد بإطلاق أي تصريحات من شأنها انتقاد “إسرائيل”.
ولفت ثارور، إلى أن الجمهوريين في مجلس النواب أجروا تصويتا على دعم أمريكي لا يتزعزع لصالح الاحتلال، ورفضوا إطلاق وصف الفصل العنصري عليها، وكانوا يهدفون لخلق صدع داخل الديمقراطيين، ومعاقبة من يتجرأ على نقد إسرائيل.
وقال إن الجمهوريين في الكونغرس ضبطوا معايير أجندتهم، بناء على حركة الاستيطان المتطرفة والجماعات المتطرفة المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة. وربما كانوا واضحين في دعمهم غير المشروط وملء الفم لإسرائيل، لكن المخفي في خطابهم أكثر دلالة.
فمع عودة التظاهرات المناهضة للإصلاحات القضائية، ومحاولة نتنياهو استخدام هامشه في الكنيست لحرمان المحكمة العليا من استقلاليتها، لم يظهر أي جمهوري دعما لحركة العمل المدني في إسرائيل.
وعندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين، فلطالما احتقر الحزب الجمهوري فكرة حل الدولتين، ولا يمكن للتيار السائد الاستماع لأي حديث عن حق ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي، ذلك أن الحزب غير مستعد للاعتراف بحقيقة الاحتلال.
ففي مشروع قرار تقدم به الجمهوريون هذا العام لتهنئة إسرائيل على مرور 75 عاما على إنشائها، جرد من أي لغة تدعم حل الدولتين، في تحرك أثار دهشة الديمقراطيين.
وأفرط أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي بوصفهم قرار إدارة بايدن وقف تمويل مشاريع بحث معينة في مستوطنات إسرائيلية- غير قانونية، حسب القانون الدولي، بأنه معاد للسامية. وفي الوقت نفسه، يهيمن على حكومة نتنياهو حفنة من المتطرفين الرافضين للدولة الفلسطينية، ويدعون لمشروع استيطاني وضم للضفة الغربية، بناء على فكرة التفوق اليهودي، وهي أمور رفضتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة، على الأقل نظريا إن لم يكن بالعمل.
وفي منبر للمسيحية الصهيونية عقد في خارج واشنطن هذا الأسبوع، تسابق المرشحون الجمهوريون الذين يأملون بتمثيل الحزب في انتخابات الرئاسة العام المقبل بالتأكيد على إيمانهم ودعمهم لرؤية إسرائيل المتفوقة. ورفض حاكم فلوريدا، رون دي سانتيس، علنا حل الدولتين بناء على حدود عام 1967، بما فيها عاصمة فلسطين في القدس.
وقال إنه لا يعتقد أن الضفة الغربية “محتلة”، وفي خطاب بالقدس بداية العام الحالي، وصل فيه لحد إنكار وجود الشعب الفلسطيني. وقدمت نيكي هيلي، ممثلة الولايات المتحدة السابقة في الأمم المتحدة، وكذا مايك بنس، نائب الرئيس السابق، سجلها الداعم لإسرائيل ولجمهور من الإنجيليين الأمريكيين.
والمجموعة التي دعت للمؤتمر “المسيحيون المتحدون من أجل إسرائيل” أنشأه القس التكساسي جون هاجي، الذي يرى في هيمنة اليهود على الأرض المقدسة خريطة الطريق لعودة المخلص. وهذا تلخيص عن المدى الذي غير فيه الجمهوريون موقفهم، فقد اضطر المرشح الجمهوري جون ماكين لرفض دعم هاجي في عام 2008، عندما علم أن القس تحدث عن أن الرب أرسل هتلر لكي يجبر اليهود على العودة إلى الأرض التوراتية.
واليوم لا يريد أي من الجمهوريين الدخول في السباق الرئاسي دون دعمه. ويعتقد الكاتب أن الوضع الراهن للحزب الجمهوري أصبح راسخا نتيجة للرئيس السابق دونالد ترامب، الذي قدم التنازلات لنتنياهو مثل الحلوى، وقدم رؤية لحل النزاع في الشرق الأوسط حرمت الفلسطينيين من سيادتهم على أرضهم.
وتقرب ترامب من المانحين اليهود الأمريكيين المتطرفين، وعين سفيرا مؤيدا للمستوطنين في إسرائيل، واعترف أن الدافع جاء للحصول على دعم القاعدة الإنجيلية، وليس اليهود الأمريكيين الذين يصوتون عادة للديمقراطيين.