تحذيرات حقوقية من تدهور أوضاع مرضى السرطان في الشمال السوري
حذرت منظمات حقوقية من تدهور أوضاع مرضى السرطان في الشمال السوري، مع ارتفاع عدد حالات الوفاة بينهم بسبب عدم تلقيهم العلاج المناسب، خصوصا مع صعوبة الوصول إلى الأراضي التركية.
وفي هذا السياق، قالت اللجنة السورية لحقوق الإنسان إن طفلا مصابا بالسرطان توفي في شمال غرب سوريا قبل أيام، “لينضم لعشرات المرضى المصابين بالسرطان الذين توفوا خلال الأشهر الماضية لعدم تمكنهم من الحصول على العلاج المناسب في مشافي الشمال السوري، وعدم قدرتهم على دخول الأراضي التركية لتلقي العلاج في مشافيها”.
وأوضحت اللجنة في بيان تلقت “عربي21″ نسخة منه أن هناك أكثر من ثلاثة آلاف مريض بالسرطان مسجلين لدى الجهات الطبية في شمال غرب سوريا، 65 في المئة منهم أطفال ونساء، و”نصف هؤلاء المرضى تقريباً يتوفر علاجهم في المشفى الوحيد الذي يقدم خدماته مجانا، ويعمل بإمكاناته المتواضعة في منطقة ذات كثافة سكانية عالية، ويفتقر لمعظم الجرعات مرتفعة الثمن”.
اقرأ أيضا: ما هو الداء “السرطاني” النادر الذي ظهر في شمال سوريا؟
لكن هناك 608 مرضى ينتظرون حاليا إذنا بالدخول إلى الأراضي التركية، كحالات جديدة لم يسبق لها أن تلقت العلاج في تركيا، منهم 91 طفلاً وطفلة، و235 رجلا، و282 امرأة.
وقالت اللجنة إنه بعد زلزال 6 شباط/ فبراير 2023 الذي ضرب تركيا والشمال السوري توقفت السلطات التركية عن منح الإذن للمرضى السوريين المصابين بالسرطان من الشمال السوري بالدخول إلى تركيا لتلقي العلاج في المشافي التركية.
وفي 3 حزيران/ يونيو 2023 سُمح للمرضى الذين سبق أن دخلوا قبل الزلزال بالدخول مجددا لتلقي العلاج، في حين ما زالت السلطات تمنع دخول حالات جديدة.
كان فيهم يعيشوا .. ساعدونا لإنقاذهم ..
أكثر من 3000 مريض سرطان بحاجة للعلاج في مناطق شمال غربي سوريا منهم 608 مرضى بمراحل متقدمة ويجب أن يدخلوا حالاً للعلاج ..
أوصلوا صوتهم .. علّنا نخفف آلامهم.. pic.twitter.com/cC1rp71wnM
— هادي العبدالله Hadi (@HadiAlabdallah) July 18, 2023
ويأتي هذا بينما “تعاني المنظومة الصحية في مناطق شمال غرب سوريا أوضاعا كارثية بعد التدمير الممنهج وشبه التام الذي قامت به قوات الأسد والمليشيات الداعمة لها إضافة إلى القوات الروسية والإيرانية، ثم ليأتي الزلزال بعدها على ما تبقى من تلك المنظومة”، بحسب اللجنة.
وأضافت اللجنة: “يجد آلاف المرضى أنفسهم وحيدين أمام فقر مدقع وحرمان من الأمن الطبي والغذائي، لتأتي ثالثة الأثافي بعدم تجديد مجلس الأمن الدولي آلية إدخال المساعدات الطبية والإغاثية إلى شمال غرب سوريا نتيجة للفيتو الروسي”.
وطالبت اللجنة المجتمع الدولي بتحمّل “المسؤولية القانونية والأخلاقية عن حياة أولئك المرضى الذين تُركوا وحدهم ليلاقوا مصيرهم”، كما أنها طالبت السلطات التركية بالسماح الفوري بدخول المرضى لمشافيها لتلقي العلاج، ومنظمة الصحة العالمية واليونيسف والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين وغيرها من المنظمات الإنسانية ذات الصلة “بتأمين الأدوية والعلاجات اللازمة لمرضى السرطان شمال غرب سوريا، وبناء مركز أورام متكامل يحوي كافة المعدات الطبية اللازمة وخاصة جهاز المعالجة الشعاعية الضروري لعلاج الكثير من الحالات”.
وسبق أن أطلق ناشطون وعاملون طبيون وعاملو إغاثة قبل أشهر؛ حملة “أنقذوهم” لتوفير المعدات والعلاجات اللازمة لمرضى السرطان في الشمال السوري، الذين تضاف إليهم يوميا ثلاث حالات جديدة، بمجموع يصل إلى 1100 حالة جديدة سنويا، بحسب مصادر طبية في المنطقة.