للمرة الأولى.. وفد مغربي في إسرائيل للمشاركة بنشاط تكنولوجي
استكمالا لمسار التطبيع المغربي الإسرائيلي، شارك 23 رائد أعمال من المغرب في دورة عقدت في مدينة حيفا تناولت الابتكار الإسرائيلي وريادة الأعمال والتكنولوجيا، وسط إعلان إسرائيلي عن مواصلة تعزيز علاقات الشراكة مع الدول المطبّعة، والعمل على توسيع دائرة السلام والتطبيع.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، كشف أن “وفدا من رواد الأعمال من المغرب شاركوا في دورة “الابتكار وريادة الأعمال الاجتماعية” بمركز تدريب الكرمل في مدينة حيفا، وقد حضروا من المغرب لأول مرة، وضمّ الوفد 23 رائد أعمال من القطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والهيئات الحكومية، وقد شاركوا في التدريب الخاص لمدة أسبوعين بقيادة وكالة التنمية الإسرائيلية- موشاف المعروفة باسم (مركز التعاون الدولي)، بهدف التعرف على النظام البيئي الإسرائيلي عن كثب في ما يتعلق بالابتكار والتكنولوجيا”.
وأضاف في تقرير، أن “الوفد المغربي قام بزيارة الجامعات الرائدة في إسرائيل، بما فيها معهد التخنيون ومراكز التكنولوجيا العالية مثل Start-Up Nation Central وغيرها من الشركات الناشئة الناجحة، التي ساهمت في التعلم بشكل مباشر عن إسرائيل طريقة العمل في هذا المجال، وأعرب خريجو البرنامج عن تقديرهم العميق لدولة الاحتلال، ومساهمتها ببعض أهم الابتكارات العالمية، ورغبتهم في تطوير العلاقات التجارية مع الشركات الإسرائيلية”.
مدير عام وزارة الخارجية رونين ليفي، الذي يعتبر أحد عرّابي التطبيع، زعم في الحفل الختامي للدورة، أنه “بتوجيه من وزير الخارجية إيلي كوهين، تعمل دولة الاحتلال على تعزيز العلاقة مع المغرب من خلال دورة الابتكار، وهذه خطوة أخرى في الخطوات التي نتخذها حتى نتمكن مع شركائنا من تبادل المعرفة وثمار التطبيع، سنواصل تعزيز العلاقات مع المغرب، من خلال الشراكة الإضافية لاتفاقات التطبيع، وسنعمل على توسيع دائرتها بشكل أكبر لصالح الرخاء والاستقرار الإقليميين”.
وأضاف أن “موشاف تعمل منذ 65 عامًا لتعميق علاقات إسرائيل مع دول العالم، وهي تقوم بذلك من خلال الاستفادة من المعرفة الإسرائيلية والابتكارات والتقنيات لبناء القدرات والتنمية الاقتصادية الضرورية لهذه الدول، وإعطاء العلاقات مع دولة الاحتلال أهمية خاصة”.
وتشكل هذه المبادرة الإسرائيلية استكمالا لسلسلة طويلة من المشاريع المشتركة مع المغرب، بما فيها تسيير وفود تعليمية من وإلى الجانبين، ومزيد من العلاقات الثنائية المشتركة، فالسياحة بينهما تتمثل بزيارة قرابة الـ45 ألف إسرائيلي سنويا إلى المغرب، فيما يصل عدد المغاربة الذين يزورون إسرائيل سنويا إلى 35 ألفا. وفي مجال الزراعة، هناك تعاون يتمثل في توفير المغرب لإسرائيل منتجات زراعية كأسماك السردين والزيوت، فيما تصدر الأخيرة للمغرب العلوم المعرفية والتكنولوجية الزراعية مثل منظومات الري المعروفة باسم “التفتوف” و”الحمامات الزراعية” الخاصة بإنتاج التمور والزيوت واللوز والحمضيات.
وعند الحديث عن التعاون في المجالات الثقافية والفنية، فإن الجانبين ينظمان مهرجانات سينمائية وموسيقية وثقافية، ويجريان أبحاثا دراسية، وقد وصلت إلى دولة الاحتلال عدة وفود مغربية وبعض ممثلي المجتمع المدني، ممن يديرون حوارات مع نظرائهم الإسرائيليين، وقامت وفود إسرائيلية بزيارة المغرب في السنوات الأخيرة للمشاركة في عدة فعاليات، مثل قمة المناخ الدولية في مراكش، وبطولة الجودو بأغادير، واجتماع البرلمانيين لدول البحر المتوسط في الرباط.