إدانة قصي عباس من عكا بمحاولة قتل يهودي خلال أحداث هبة الكرامة
أدانت المحكمة المركزية في حيفا اليوم، الخميس، الشاب قصي عباس (23 عاما) من عكا بمحاولة قتل سائق يهودي، وذلك بعد اعتقاله يوم 30 أيار/ مايو 2021 على خلفية أحداث هبة الكرامة.
وأدان قضاة المحكمة بالإجماع عباس بـ”مخالفات وأعمال إرهابية” و”محاولة قتل مور غاناشفيلي في أيار 2021″، بـ”دوافع عنصرية” خلال أحداث هبة الكرامة. ورفضت المحكمة ادعاء محامي الدفاع بأن غاناشفيلي وصل إلى المكان لتنفيذ عملية دهس، وأن عباس لم يقصد قتله.
واتهمت النيابة العامة تسعة شبان من عكا بـ”المشاركة في الاعتداء”، وأدانت المحكمة اثنين منهم، بيد أن لائحة الاتهام ضد عباس هي الأخطر.
وكانت المحكمة المركزية قد قدمت لائحة اتهام ضد عباس في شهر تموز/ يوليو 2021، إذ نسبت إليه تهمة محاولة قتل مواطن يهودي عمدا خلال أحداث هبة الكرامة.
وقال المحامي رمزي إكتيلات، الموكل بالدفاع عن المعتقل عباس، إنه “خرجنا، الآن، من جلسة الاستماع لقرار الحكم بقضية معتقل هبة الكرامة قصي عباس من عكا، حيث أصدر القاضي قرارا يدين الشاب بمحاولة قتل مور غاناشفيلي الذي أتى إلى مدينة عكا على ضوء أحداث هبة الكرامة، حيث إنه يتبنى أفكار إيدولوجية عنصرية ضد العرب”.
وأضاف أنه “خلال مجيئه لعكا في أحداث هبة الكرامة، قاد سيارته بشكل جنوني باتجاه الشباب العرب الذين تواجدوا في المكان، ودهس أحد الشبان العرب من مدينة عكا، وهذا ما أدى لردة فعل من الشبان العرب بسبب التصرف العنيف من قبل المشتكي، والنيابة للأسف الشديد على الرغم من أنه ثبت خلال جلسة المحكمة بأنه يحمل أفكارا عنصرية عنيفة تجاه العرب فإنها تحاول الدفاع بكل ما أوتيت من قوة عن نهجه وفعله، وتقول بأن نهجه غير مقصود”.
وختم المحامي إكتيلات بالقول إنه “أثبتنا وقلنا إنه، حتى لو قبلنا ادعاء النيابة بأن تصرف المشتكي غير مقصود، إلا أنه ظهرت أمام الشبان الذين تواجدوا في المكان هذه الحالة، والتي تشير إلى أنها عملية تخريبية من قبل يهودي تريد استهداف العرب، ولذلك لم تتشكل عند الشبان فكرة أو رغبة القتل مع سبق الإصرار كما ادعت النيابة. ونحن سندرس القرار بعمق، ولن نقبل هذا القرار، وسنستأنف للمحكمة العليا، حيث بقيت أمامنا مرحلة إصدار قرار الحكم النهائي، وننتظر انتهاء هذه المحكمة لتقديم الاستئناف”.
وفي سياق متصل، فرضت المحكمة المركزية في مدينة اللد، أمس الأربعاء، الحبس لمدة 4 سنوات على الشاب مسلم حسونة (30 عامًا) من مدينة اللد، وذلك بعد أن أدانته بإطلاق نار خلال أحداث هبة الكرامة في أيار/ مايو 2021، وإصابة مستوطن وصفت بجروح تراوحت بين متوسطة وطفيفة.
وكانت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (الشاباك) قد نفذا حملة اعتقالات ضد مئات الشبان من المجتمع العربي على خلفية الاحتجاجات ضد العدوان على غزة واقتحام المسجد الأقصى ومحاولات تهجير سكان حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، واعتداءات المستوطنين على مواطنين عرب في البلاد، في شهر أيار/ مايو 2021.
وأعلنت النيابة العامة الإسرائيلية، العام الماضي، عن تقديم 397 لائحة اتهام ضد 616 متهما، غالبيتهم العظمى من العرب، ورُبعُهُم قاصرون، على خلفية أحداث هبة الكرامة في أيار/ مايو 2021، والتي جاءت احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على غزة في العملية التي سُميت إسرائيليا بـ”حارس الأسوار”، والتي سبقتها اعتداءات قوات الأمن الإسرائيلية في القدس في رمضان من العام ذاته.
وذكرت النيابة العامة في التقرير أن المتّهمين الـ616 والذين تبلغ نسبة العرب من بينهم 89%، قد اعتُقِلوا منذ نيسان/ أبريل 2021 ولغاية اليوم، لافتة إلى أنه “خلال الفترة المذكورة، تمّ تقديم لوائح اتهام بشأن 108 أحداث ضدّ 239 متهمًا في ظروف مشددة لعمل إرهابيّ أو دوافع عنصرية، 85% منهم (عرب) و 15% يهود”.