الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع جنوبي لبنان إثر مزاعم إطلاق صاروخ
اعترف الجيش الإسرائيلي، اليوم، الخميس، بأن صاروخا واحدا على الأقل أطلق من جنوبي لبنان باتجاه إسرائيل، وذلك في أعقاب الأنباء عن سماع دوي انفجارين في محيط بلدة كفرشوبا الحدودية، وذلك في أعقاب نفي مصادر عسكرية إسرائيلية إطلاق أي قذائف مشيرة إلى أن “ما جرى هو انفجار خلف السياج الأمني” بالقرب من قرية الغجر.
وأفادت مصادر لبنانية بأن مدفعية الجيش الإسرائيلي قصفت منطقة مفتوحة في محيط بلدة كفرشوبا الحدودية اللبنانية، وذكرت التقارير أن مصدر القصف المدفعي الإسرائيلية من منطقة مرابض الزاعورة يستهدف المنطقة الواقعة بين كفرشوبا وحلتا.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن تحقيقا أوليا أجراه حول الأنباء عن انفجار بالقرب من قرية الغجر، كشف “إطلاق صاروخ من الأراضي اللبنانية انفجر بالقرب من الحدود، في الأراضي الإسرائيلية”، على حد تعبيره؛ وردا على ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي “مهاجمة منطقة الإطلاق داخل لبنان”.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه “لا توجد تعليمات خاصة للجبهة الداخلية”، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق 15 قذيفة مدفعية تجاه بلدة كفرشوبا اللبنانية، ردا على الإطلاق الصاروخ من جنوبي لبنان.
وفي وقت سابق، نقلت وكالة “رويترز” عن ثلاثة مصادر أمنية مطلعة (لم تسمها)، أن “صاروخين أطلقا من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل”، وأضافت مصادر الوكالة أن أحد هذين الصاروخين سقط في الأراضي اللبنانية والثاني بالقرب من قرية الغجر.
كما نقلت وكالة “الأناضول” التركية عن مصادر أمنية لبنانية وصفتها بـ”المطلعة”، صباح اليوم، قولها إن عناصر مجهولة أطلقت صاروخا واحدا من إحدى المناطق اللبنانية الحدودية باتجاه إسرائيل.
وذكرت المصادر الأمنية اللبنانية أنه “لم يعرف مكان إطلاق الصاروخ بعد إلا أنه بحسب المعلومات الأولية فإنه سقط في الأراضي الفلسطينية المحتلة”. وأضافت أن “إسرائيل قامت بإطلاق فذيفتين سقطتا في سهل قرية المجيدية اللبنانية على الحدود”.
وأفادت مصادر ميدانية بأن عناصر من الجيش اللبناني انتشر على الفور في منطقة كفرشوبا جنوبي لبنان للبحث عن منصات إطلاق صواريخ.
كما ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام (رسمية) أنه “أُطلق صاروخ من الأراضي اللبنانية وتحديدًا محلة بسطرة بين كفرشوبا والماري في الجنوب، باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسقط في الأراضي اللبنانية”.
وفي البداية، نفى الجيش الإسرائيلي أي إطلاق صاروخي في المنطقة، وقال إن الانفجار ناجم عن “لغم أرضي قديم”.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر في الجيش الإسرائيلي قوله إنه “لم يتم إطلاق أي صاروخ”، وأضاف أن ما جرى على الحدود ناجم عن “انفجار لغم”.
وأكد الجيش الإسرائيلي، في بيان مقتضب صدر عنه، الأنباء حول الانفجار في المنطقة، وقال إنه وقع على الجانب اللبناني “خلف السياج الأمني بالقرب من قرية الغجر”، ولم يذكر أي تفاصيل بشأت إطلاق صاروخ من جنوب لبنان.
وشدد الجيش الإسرائيلي في بيانه على أنه “لا يوجد حدث (أمني) داخل إسرائيل”، وأضاف أن “التفاصيل قد الفحص”، كما أكد مصدر في جيش الاحتلال أنه “لم تُرصد تحركات غير عادية على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان”.
كما أكد المصدر العسكري الإسرائيلي أنه “لم يتم إطلاق أي أعيرة نارية”.
وأفادت تقارير وردت من جنوب لبنان، صباح اليوم، بسماع دوي انفجارين “لم يتحدد بعد طبيعتهعا”، ووفقا للتقارير فإن أصوات الانفجارات سمعت بمحاذاة الجزء السوري لقرية الغجر وفي محيط مزرعة بسطرة اللبنانية.
في المقابل، قال مصدر في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، تحدث لصحيفة “العربي الجديد”، أن “التحقيق جارٍ في إطلاق صاروخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل”.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ؛ ولم يرد تعليق بعد سواء من الجيش اللبناني أو قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان (اليونيفيل).
ويسيطر “حزب الله” على منطقة جنوب لبنان الحدودية، التي تشهد في الآونة الأخيرة تصاعدا للتوتر عقب اتهامات متبادلة بين الحزب وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، بتسخين الأجواء.
“حزب الله”: ندعو الدولة والشعب إلى التحرك لمنع تثبيت احتلال بلدة الغجر
على صلة، أصدر حزب الله اللبناني، بيانا اتهم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي بـ”اتخاذ إجراءات خطيرة في القسم الشمالي من بلدة الغجر الذي تعترف به الأمم المتحدة باعتباره جزءا من الأراضي اللبنانية لا نقاش فيه ولا نزاع حوله”.
وتمثلت هذه الإجراءات، بحسب حزب الله، بـ”انشاء سياج شائك وبناء جدار إسمنتي حول كامل البلدة شبيه بما تقوم به على الحدود بين لبنان و فلسطين المحتلة، مما فصل هذه القرية عن محيطها الطبيعي التاريخي داخل الاراضي اللبنانية”.
وأضاف حزب الله أن قوات الاحتلال “فرضت سلطتها بشكل كامل على القسمين اللبناني والمحتل من البلدة واخضعتها لإدارتها بالتوازي مع فتح القرية أمام السياح القادمين من داخل الكيان الصهيون”.
وشدد حزب الله على أن “هذه الاجراءات الخطيرة والتطور الكبير هو احتلال كامل للقسم اللبناني من بلدة الغجر بقوة السلاح وفرض الأمر الواقع فيها وهو ليس مجرد خرق روتيني مما اعتادت عليه قوات الاحتلال بين الفينة والأخرى”.
و”إزاء هذا التطور الخطير”، دعا حزب الله “الدولة اللبنانية بكافة مؤسساتها لا سيما الحكومة اللبنانية، وندعو أيضا الشعب اللبناني بكافة قواه السياسية والأهلية إلى التحرك لمنع تثبيت هذا الاحتلال وإلغاء الإجراءات العدوانية التي أقدم عليها والعمل على تحرير هذا الجزء من أرضنا وإعادته إلى الوطن”.