تنديدًا بالعدوان.. القدس تنتصر لجنين
رغم ما تشهده القدس المحتلة من اعتداءات إسرائيلية متواصلة وأوضاع صعبة، إلا أنها لم تكن بمنأى عما يجري في مدينة جنين ومخيمها من عدوان إسرائيلي مستمر لليوم الثاني على التوالي، بل آثرت إلا وأن تنتقض في وجه الاحتلال، نصرةً لجنين.
ومنذ صباح اليوم الثلاثاء، والإضراب الشامل يعم المدينة المقدسة ومحيطها، تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي المستمر على جنين ومخيمها، والذي أسفر عن استشهاد 10 مواطنين وإصابة العشرات.
واعتبرت القوى الوطنية والإسلامية بالقدس، هذا اليوم، يوم تصعيد وإضراب شامل ضد قوات الاحتلال ومستوطنيها في كافة مناطق المحافظة.
ودعت القوى في بيان لها شرائح الشعب الفلسطيني كافة إلى ضرورة الخروج والتصعيد والتصدي للاحتلال، والإضراب الشامل في مناحي الحياة، حدادًا على أرواح شهداء جنين.
ومساء الاثنين، شهدت بلدات وأحياء مقدسية مختلفة، مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، إسنادًا ونصرةً لمخيم جنين، تخللها إطلاق وابل كثيف من الرصاص المطاطي، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، باتجاه الشبان المنتفضين، دون وقوع إصابات.
وأشعل شبان مقدسيون الإطارات المطاطية قرب البرج العسكري التابع للحاجز على مدخل مخيم شعفاط شمال شرقي القدس وفي بلدة كفر عقب، وألقوا الزجاجات الحارقة والمفرقعات والحجارة باتجاه قوات الاحتلال.
وأعلن جيش الاحتلال عن إصابة جنديين بشظايا عبوة محلية الصنع أُلقيت خلال مواجهات وقعت في بلدة أبو ديس شرق القدس، وتم نقلهما إلى مستشفى “شعاري تسيديك” للعلاج.
ووفقًا للمواقع العبرية، فقد وقعت مواجهات في حوالي 25 موقعًا مختلفًا في الضفة الغربية والقدس، شملت إطلاق نار على معبري شعفاط وقلنديا، وإلقاء حجارة وعبوات ناسفة وزجاجات حارقة.
تضامن حقيقي
الناشط المقدسي ناصر الهدمي يقول إن ما يجري في القدس من مواجهات وإضراب شامل يمثل تعبيرًا حقيقيًا عن التضامن والتكاتف مع أبناء شعبنا الفلسطيني في مدينة جنين ومخيمها، لأنّ الجرح والاستهداف واحد.
ويضيف الهدمي، في تصريحات صحفية، أن أبناء الشعب الفلسطيني بهذه الوحدة والتضامن، يتكاتفون فيما بينهم بالمشاعر والرفض لجرائم الاحتلال، ويُخففون عن بعضهم البعض، في ظل ما يتعرضون له من اعتداءات وممارسات إسرائيلية بشعة لا تتوقف.
ويؤكد أن المعركة مع الاحتلال واحدة، فالقدس ككل مدن الضفة الغربية، وحين يتم الاعتداء عليها ومقدساتها تنتفض الضفة نصرةً للقدس والأقصى، وتُشاطرها الألم والمعاناة وتقف إلى جانبها، كما حدث في معركة البوابات الإلكترونية، والشيخ جراح، وغيرها من الأحداث التي شهدتها المدينة المقدسة.
ووفقًا للهدمي، فإن “الاحتلال لا يفتأ عن استهداف الشعب الفلسطيني في كل ظرف ومناسبة، وارتكاب الجرائم بحقه، بل عمل أيضًا على التفريق بينه، والاستفراد في مدن فلسطينية وأبنائها دون أخرى”.
ويتابع “رغم ذلك شاهدنا حجم التضامن مع أهالي الشيخ جراح ضد قرارات الإخلاء من منازلهم، وانتفاض الشارع الفلسطيني، نصرةً للمسجد الأقصى في معركة البوابات الإلكترونية، مما أدى لتراجع الاحتلال عن قراراته”.
وحدة الساحات
ويؤكد أن عناصر قوة الشعب الفلسطيني ووحدته وثباته قادرة على لجم الاحتلال والتصدي لعدوانه المتواصل على جنين ومخيمها، لأن شعبنا عصي على الانكسار والانهزام، ومتمسك بأرضه.
وتشكل وحدة ساحات شعبنا وعناصر قوته سر نجاح كل المعارك والمواجهات مع الاحتلال، الذي يعيش حالة ضعف وعجز، ويعاني من أزمات داخلية، لكنه بالنهاية سيزول عن أرضنا. وفق الناشط المقدسي
ويوضح أن جنين مدينة محاصرة ليست لديها جيش ولا إمدادات، وقدرة على مواجهة أعتى جيش في المنطقة، لكنها بالروح الثورية والمعنوية أثبتت أن الاحتلال لم يستطيع حسم الصراع مع الشعب الفلسطيني، الذي بقي يشكل تهديدًا وجوديًا وندًا لهذا الاحتلال، رُغم الفرق في القدرة والقوة العسكرية.
غليان وتوتر
أما الناشط المقدسي خالد أبو تايه فيقول إن القدس تعيش حالة من الغليان والتوتر، نتيجة استمرار الاحتلال في اعتداءاته على المقدسيين ومقدساتهم، ولاسيما المسجد الأقصى المبارك، ورغم ما تُعانيه إلا أنها ارتأت أن تنتصر لجنين وأهلها، وأن تنتفض في وجه الاحتلال.
ويوضح أبو تايه، في حديث معه، أن العديد من أحياء وبلدات المدينة شهدت، مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، ردًا على عدوانها المتواصل على جنين، وتنديدًا بالجرائم التي ترتكبها بحق المدنيين.
ويشير إلى أن الاحتلال أطلق خلال المواجهات، الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع باتجاه المنازل والشبان المنتفضين.
ويفيد بأن المدينة شهدت منذ الصباح، إضرابًا شاملًا، شمل إغلاق كل المحلات التجارية، ومناحي الحياة، حدادًا على أرواح شهداء جنين، ودعمًا وإسنادًا لأهلها في مواجهة جرائم الاحتلال.