النظام السوري يستمر بمجازره بالغوطة وعدد القتلى الأعلى منذ 2013
يستمر النظام السوري في قصف منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة في تصعيد لأعمال العنف والقتل ضد المدنيين، الذين وصل عدد القتلى منهم منذ مساء الأحد إلى ما لا يقل عن 250 شخصا.
وبحسب إحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن هذه الأرقام هي الأعلى منذ 2013، أي منذ هجوم الكيماوي الذي نفذه النظام على المنطقة المحاصرة التي تعد آخر معقل كبير للمعارضة قرب العاصمة دمشق.
ويلقى التصعيد من النظام السوري حملة إدانة دولية. فقد وصفت فرنسا، العضو الدائم في مجلس الأمن، قصف النظام بأنه انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني.
وقال المرصد إن أكثر من 106 أشخاص قتلوا في قصف الثلاثاء على الغوطة الشرقية.
جرائم حرب
وندد منسق الأمم المتحدة لشؤون سوريا، بانوس مومتزيس، الثلاثاء أيضا، بقصف خمسة مستشفيات في الغوطة الشرقية، وقال إن الهجمات المتعمدة على منشآت طبية “ربما تصل إلى جرائم الحرب”.
وفي واشنطن قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر ناورت، إن واشنطن “قلقة للغاية” من تصاعد العنف في الغوطة.
وأضافت أن “الحصار الذي يفرضه نظام الأسد وأساليب التجويع… تزيد من الكارثة الإنسانية هناك”.
وتابعت بأن الولايات المتحدة تدعم دعوة الأمم المتحدة لوقف العمليات القتالية لمدة شهر للسماح بإرسال مواد إغاثة والقيام بإجلاء طبي للمدنيين المصابين. ودعت روسيا إلى الكف عن دعم حكومة الأسد.
تنديد واسع
وفي بروكسل أبلغ رئيس وفد المعارضة السورية نصر الحريري الاتحاد الأوروبي بأن تصعيد الهجمات يمثل “جريمة حرب” ودعا إلى مزيد من الضغط الدولي على الأسد كي يتوقف عن ذلك.
وفي جنيف عبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) عن غضبها الشديد من سقوط قتلى وجرحى من أطفال الغوطة، قائلة إن الكلمات تعجز عن وصف ما حدث.
وذكر المرصد أن ثمة 58 طفلا بين القتلى الذين سقطوا منذ بدء التصعيد يوم الأحد. وأضاف أن 1200 شخص آخرين أصيبوا بجروح.
طائرات حربية في السماء
وفي التفاصيل ميدانيا، قال عمال إغاثة إن الغارات الجوية توجد “حالة من الرعب” بين سكان الغوطة الشرقية حيث يعيش من تقول الأمم المتحدة إنهم قرابة 400 ألف شخص. وتحاصر الحكومة الجيب المكون من بلدات ومزارع منذ 2013.
وقالت خدمة الدفاع المدني في الغوطة الشرقية إن طائرات قصفت كفر بطنا وسقبا وحمورية وبلدات عدة أخرى.
وقال سراج محمود وهو متحدث باسم الدفاع المدني في الغوطة فيما دوت الانفجارات في الخلفية إن الطائرات الحربية تحلق في السماء طوال الوقت.
أما روسيا حليفة الأسد فلم تعلق على القصف الجديد للغوطة الشرقية والمستمر، والذي يستهدف المدنيين.
وألقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بمسؤولية الأوضاع في الغوطة على “استفزازات مسلحة” من جبهة النصرة التي كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة.
وقال إن موسكو وحلفاءها “قد يطبقون خبراتهم في تحرير حلب.. على الوضع بالغوطة الشرقية”.
تكرار حلب.. وسوء التغذية
وحذر مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا، من أن تصعيد المعركة في الغوطة قد يتحول إلى تكرار معركة حلب الدموية، التي استعادت دمشق السيطرة الكاملة عليها في أواخر 2016 بعد أعوام من القتال.
وقالت لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة إغاثة: “هذه مخاوف لها ما يبررها”. وأضافت أن سوء التغذية متفش فيما أغلقت مدارس الغوطة منذ أوائل كانون الثاني/ يناير بسبب الهجمات.
وقال مدير المنظمة في الشرق الأوسط، مارك شنيلباكر: “سكان الغوطة الشرقية مذعورون. لم يعد هناك مكان آمن يلجأون إليه”.
(وكالات)