أهم دول جنوب شرق آسيا تغلق أبوابها في وجه إسرائيل
يبدو أن الأبواب مازالت مغلقة أمام إسرائيل في دول في جنوب شرق آسيا، وقطار “التطبيع” الذي اخترق دولا عربية، لا يجد له محطات في دول كإندونيسيا وماليزيا وغيرها وهي من أهم دول تلك المنطقة.
ويرى مراقبون أن الحرية التي تتمتع بها شعوب تلك الدول -إلى حد ما- وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني، ساهم في منع انتقال عدوى “التطبيع” إلى هذه الدول.
في حديثه أوضح أيمن يوسف أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية برام الله، أن هناك “ممانعة شعبية فيما يتعلق بمسألة التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، خاصة شعوب جنوب شرق آسيا في ماليزيا وأندونيسيا حتى في سنغافورة والتجمعات الإسلامية هناك، ومازالت ترفض أي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل”
وأشار إلى أن الدور الأهم في هذا التوجه هو “دور الحركات الإسلامية ودور العاطفة الدينية الجياشة وكذلك وسائل الإعلام التي توصل رسائل وصور الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية”، مشيرا إلى أن حالة “الانتفاضة والهبة الشاملة تجعل هذه الدول أمام نموذج مختلف من ناحية العلاقة مع دولة الاحتلال”، لافتا إلى أن هذه الدول ممكن ألا تدخل في علاقات سياسية مباشرة ولكن يمكن أن يكون هناك تواصل ربما على مستوى الاقتصاد والثقافة والرياضة، كمخرج لهذه الدول من الإحراج أمام المجتمع الدولي.
وأكد يوسف أن هناك قناعة شعبية أن “إسرائيل وجدت كدولة احتلال ودولة مستعمرة، وهذه القاعدة تترسخ يوما بعد يوم بفعل الاعتبارات الدينية والتاريخية وبحكم عوامل الظلم والقهر الواقع على الشعب الفلسطيني، ومن جهة ثانية لا يمكن إنكار دور الحركات والأحزاب الإسلامية في الترويج لمثل هذه القناعات والتوجهات، وهناك عوامل أخرى مرتبطة بالنقابات والحركات الشعبية والاجتماعية والتي تلعب جميعها دورا مهما في هذا المجال”.
ونوه إلى وجود “ضغوطات دولية على ماليزيا واندونيسيا لإجبارها على التطبيع مع الاحتلال، وخاصة من الدول العربية التي طبعت مع الاحتلال، مستبعدا رغم هذه الضغوطات أن نشهد تطبيعا للعلاقات بين هذه الدول والاحتلال في المدى المنظور”.
وأوضح أن دول جنوب شرق آسيا رغم أنها “ليست دول ديمقراطية كاملة لكن فيها هامش جيد من الحريات والتي من خلالها يعبر الناس عن آرائهم، كما أن طبيعة الأنظمة السياسية والمساحة الموجودة للرأي العام وتطور وسائل الاتصال والمواصلات و(السوشال ميديا) هي عوامل تسهم في بلورة آراء هذه المجموعات حول قضية التطبيع”.
بدوره يعتقد شريف أبو شمالة رئيس “مؤسسة القدس” (مستقلة) في ماليزيا أن “حالة الرفض الشعبي للاحتلال حالة واسعة وجماهيرية كبيرة، وهذا الأمر ناتج عن معرفة هذه الشعوب بطبيعة الاحتلال، إلى جانب النشاط المناصر لفلسطين تجاه القضية الفلسطينية سواء لدعم الفلسطينيين أو ضد التطبيع”. مؤكدا على أهمية هذه من العوامل وتأثيرها في تنامي الرفض الشعبي للتطبيع مع الاحتلال.
ويرى أبو شمالة أن نشاط المؤسسات الإسلامية والمؤسسات التي تتبنى قضية فلسطين لها “دور بازر في منع حكوماتها من الانزلاق لمثل هذه العلاقات، خاصة دول كماليزيا التي فيها حركات مجتمع مدني قوية وكبيرة، وتشكل حالة من الرقابة الشعبية التي تمنع أي نوع من العلاقات مع الاحتلال، وقد رأينا كيف تم رفض ومنع مشاركة رياضيين إسرائيليين في مباريات على الأراضي الماليزية والاندونيسية، ورفض منحهم التأشيرة ودخولهم لهذه البلدان”. مؤكدا أنه كلما كان “هامش الحرية أكبر في أي دولة كانت فرص الاحتلال أقل في التطبيع مع هذه الدول”.
وكشفت أوساط سياسية إسرائيلية أن أعضاء وفد إسرائيلي في “مؤتمر دولي يعقد بمدينة بالي لن يشاركوا فيه، بعد إبلاغهم بأن هناك حساسية في الدولة بشأن مشاركة الاحتلال”.
وقبل شهر أن طرد وفد إسرائيلي رياضي وتم منعه من المشاركة في الألعاب الشاطئية في بالي.
ويرى مختصون بالشأن الإسرائيلي أن الاحتلال يضع تطبيع علاقاته مع إندونيسيا على رأس جدول أعماله، سواء لكونها أكبر دولة إسلامية، أو بسبب موقعها الجيو-سياسي، أو لما تحتويه من موارد طبيعية هائلة.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن 70% من الإندونيسيين ينظرون لدولة الاحتلال بصورة سلبية، لتكون واحدة من أكثر التصورات سلبية تجاهها في آسيا.