هل يتغير سلوك طرفي الصراع في السودان بعد العقوبات الأميركية؟
لا يرى ضيوف حلقة برنامج “ما وراء الخبر”أن العقوبات الأميركية على طرفي النزاع في السودان يمكن أن يكون لها تأثير كبير في تغيير سلوكهما وإنهاء القتال، غير مستبعدين عودتهما للمفاوضات.
ووصف السفير ديفيد شن مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون أفريقيا العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالخطوة المتواضعة التي لن يكون لها تأثير كبير، خاصة أن الشركات المستهدفة لا ترتبط بالولايات المتحدة الأميركية.
وكانت واشنطن قد أعلنت فرض عقوبات تستهدف شخصيات من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وكذلك مؤسسات وشركات تابعة أو داعمة أو متعاملة معهما.
وقالت واشنطن إنها ستتخذ خطوات إضافية لوقف القتال وإعادة المسار الديمقراطي. يأتي ذلك بعد تعليق البلدين الراعيين (واشنطن والرياض) مباحثات جدة واشتراطهما الالتزام الجاد بمخرجاتها لاستئناف جلساتها.
وعن سبب لجوء واشنطن إلى خيار العقوبات ما دامت لن تؤثر على طرفي الصراع في السودان، أوضح شن أن العقوبات هي من الخطوات القليلة التي لا تزال الإدارة الأميركية تمتلكها بشأن التعامل مع ما يحدث في السودان.
ورأى المسؤول الأميركي السابق أن تعليق مفاوضات جدة لا يعني أنها انتهت، ويمكن العودة إليها إذا أراد الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ذلك، مؤكدا على ضرورة المضي قدما في وقف إطلاق النار، وأن الطرفين المتصارعين وحدهما من يتخذان القرار ولا قوة خارجية يمكنها أن تجبرهما على ذلك.
أما الكاتب والمحلل السياسي أحمد عمر خوجلي فأكد أن العقوبات الأميركية لن تؤثر على الجيش السوداني، بحجة أن لديه تجربة طويلة في التعامل مع الحصار، مبينا أن قوات الدعم السريع هي التي ستتأثر في المقابل، لأن عقيدتها قائمة على بيع الذهب والمصالح المالية، كما قال المتحدث.
مصير الصراع
وفي الطرف المقابل، أكد الكاتب والمحلل السياسي حافظ كبير أن الجيش السوداني هو الذي سيتضرر من العقوبات الأميركية، باعتبار أن لديه مصالح ومؤسسات تحتاج إلى تعاون دولي، في حين أن تأثير هذه العقوبات سيكون أقل بالنسبة لقوات الدعم السريع، لأنها لا ترتبط بالدولة وليس لديها علاقات خارجية، بالإضافة إلى أن الشركات المستهدفة تتبع لأشخاص وليس لقوات الدعم.
وتستهدف العقوبات الاقتصادية العديد من الشركات في قطاعات الصناعة والدفاع والتسلح، بينها شركة “سودان ماستر تكنولوجي” التي تدعم الجيش، وشركة الجنيد للمناجم التي تدير مناجم ذهب عدة في إقليم دارفور وتوفر تمويلا لقوات الدعم السريع.
وبينما قال إن العقوبات الأميركية تهدف إلى تعديل سلوك طرفي الصراع في السودان أشار الكاتب والمحلل السياسي إلى أن الجيش بدأ يغير سلوكه، وهو اليوم يتبنى موقفا جديدا.
وبشأن مصير الصراع ميدانيا في ظل تعليق المفاوضات وغياب الهدن، توقع حافظ كبير عدم حدوث تغيير كبير على الأرض، لكنه لم يستبعد إمكانية عودة طرفي الصراع إلى المفاوضات، وربما سيعلنان التزامهما بالعديد من النقاط الواردة في اتفاق جدة.
في المقابل، توقع خوجلي أن يدخل الجيش في المعركة بالقوة التي تؤهله لصد ما سماه العدوان وتحجيم قوات الدعم السريع، مشيرا إلى أن التزام الجيش بالهدن وبالمفاوضات وخوفه على حياة الناس جعلاه يؤخر انتصاره العسكري.
يذكر أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية توسطتا للتوصل إلى عدة هدن سمحت بإيصال المساعدات الإنسانية، وذلك على الرغم من عدم احترام طرفي القتال وقف إطلاق النار، وكررا إلقاء اللوم على بعضهما البعض في انتهاك الاتفاقات.