اعتُقل في مثل هذا اليوم.. محكمة الصلح في الناصرة تستأنف الأربعاء جلسات محاكمة الشيخ كمال خطيب على خلفية اعتقاله خلال هبة الكرامة
طه اغبارية
تستأنف محكمة الصلح في مدينة الناصرة، يوم الأربعاء المقبل (التاسعة صباحا) جلسات محاكمة الشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات في الداخل الفلسطيني ضمن ملف اتهامه بـ “التحريض على العنف” على خلفية اعتقاله خلال أحداث هبة الكرامة في الداخل الفلسطيني في أيار/ مايو 2021.
وقال المحامي رمزي كتيلات من طاقم الدفاع عن خطيب، إن المحكمة ستواصل على مدار جلستين، الأربعاء والخميس المقبلين، الاستماع إلى شهود النيابة العامة في ملف الشيخ كمال، مشيرا إلى أنه من المقرر الاستماع لشهادات عناصر من المخابرات الإسرائيلية في الجلستين المذكورتين.
وتوقع كتيلات أن تمتد جلسات محاكمة خطيب لأشهر عديدة قادمة، وأشار إلى أن مرحلة سماع شهود طاقم الدفاع ستبدأ في شهر تموز/ يوليو المقبل. علما أنّ مؤسسة “ميزان” لحقوق الإنسان، ومركز “عدالة” الحقوقي يترافعان في الملف.
يشار إلى أنه جرى اعتقال الشيخ كمال خطيب في مثل هذا التاريخ 14/5/ عام 2021، وذلك في يوم جمعة (ثاني أيام عيد الفطر المبارك)، حين اقتحمت قوات كبيرة من الشرطة والوحدات الأمنية الإسرائيلية المختلفة، بلدة كفر كنا ثمّ داهمت منزل الشيخ كمال خطيب وقامت باعتقاله وسط قمعها للمحتجين على هذا الاعتقال التعسفي، ما أدى إلى اعتقال العديدين وإصابة العشرات من أهالي كفر كنا وصفت حالات بعضهم- حينها- بالخطيرة.
وبعد اعتقال دام 37 يوما تضمن لائحة اتهام بالتحريض، جرى إطلاق سراح الشيخ كمال خطيب بتاريخ 20/6/2021، وإبعاده بشروط مقيدة إلى مسقط رأسه العزير لمدة 45 يوما.
ما أشبه اليوم بالأمس
بالعودة إلى شريط الذكريات يوم اعتقاله والملابسات، يقول الشيخ كمال خطيب في حوار مع “موطني 48”: “كما يقال “ما أشبه اليوم بالأمس”، فالأجواء التي سادت في أيار عام 2021 تشبه ما يحدث اليوم، حيث دعت-حينها- الجماعات اليهودية المتطرفة- أواخر شهر رمضان المبارك- إلى اقتحام الأقصى في 10 أيار (2021) الموافق 28 رمضان، وتنظيم مسيرة الأعلام، وهذا تماما ما يجري هذه الأيام تحديدا، من استعداد لمسيرة الاعلام وكذلك لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى المبارك”.
وأضاف: “جاء اعتقالي بعد حملة تحريض على أبناء شعبنا في الداخل، تشرفتُ- عشية اعتقالي- أنني كنت أحد المرابطين في المسجد الأقصى المبارك، ووصلتني رسالة كآلاف الشباب موقّعة من جهاز المخابرات الإسرائيلية مفادها أنه “تمّ رصدك في محيط الأقصى وستتم محاسبتك”، وسبق يوم اعتقالي عام 2021، استشهاد الشاب موسى حسونة من اللد يوم 10/5/2021، وكنّا يوم 11/5/ قد شاركنا في تشييع جثمانه، ثمّ ما حصل من هجمة واسعة على أهلنا في اللد وسائر بلداتنا العربية، في النقب والمثلث والجليل والمدن الساحلية، على أهلنا في اللد واطلاق النار على المسجد العمري وما حصل في باقي بلداتنا في النقب والمثلث والجليل والمدن الساحلية”.
وتابع خطيب: “صباح اليوم الأحد، وأنا في ساحة المحكمة في الناصرة- لإسناد عائلة الشهيد ديار عمري خلال محاكمة القاتل- حيث جرت وتجري كل جلسات محاكمتي، استحضرتّ ملف اعتقالي والتهم التي وُجّهت إليّ، وأدركتُ تماما أنّ قضية الشهيد ديار العمري هي نتاج لحملة التحريض الرعناء التي تمارس ضد أبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني، الأمر الذي سهّل على المجرم إياه أن يطلق النار على الشهيد ديار عمري، تماما كما فعل من قتل الشهيد موسى حسونة ومن قتل لاحقا- خلال احداث هبة الكرامة- الشهيد محمد كيوان ابن مدينة أم الفحم”.
مدّ إجراءات المحاكمة لمواصلة الملاحقات
وحول أسباب مدّ إجراءات محاكمته وغيرها من المحاكمات لأبناء شعبنا الذين اعتقلوا على خلفية أحداث هبة الكرامة، يؤكد الشيخ كمال خطيب أن طول المحاكمات ليست إجراء روتينيا بقدر ما أن السلطات الإسرائيلية تتعمد ذلك بهدف الإبقاء على أبناء شعبنا في دائرة الاستهداف والملاحقات السياسية، موضحا “وكأنهم يريدون أن يقولوا “إياك أن تذهب بعيدا في نشاطك وتصريحاتك فأنت ملاحق ولديك ملف في الشرطة”، وأنا أقول لهم: لا يمكن بحال من الأحوال- رغم الملف الظالم المفتوح- والتهم الملفقة ضدي بالعنف والتحريض، أن يحول ذلك بيننا وبين استمرار حفاظنا على ثوابتنا ومواصلة خدمة شعبنا ومقدساتنا مهما كان الثمن”.
مرحلة راهنة ليست سهلة
ويرى خطيب أنّ “المراقب للمشهد السياسي عبر وجود حكومة يقف في رأسها، بن غفير وسموتريتش وغيرهما من المحرضين والفاشيين، يقرأ أننا أمام مرحلة ليست سهلة على الإطلاق، فنحن نعيش في ظل حكومة يتنفس قادتها التحريض على قتل العرب كما يتنفسون الهواء. حين حرّض هؤلاء علينا في الماضي، كانت الظروف والسياسات تضبطهم إلى حد ما، لكنهم اليوم هم من يوجهون ويديرون سياسات التحريض ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل وفي كل مكان. بالتالي ما حصل مع الشهيد ديار العمري، وما يحصل كل يوم يشير إلى خطورة المرحلة المقبلة. ولكن أقول للحكومة الإسرائيلية “لن تفلحوا” لأن شعبنا خياره واحدا ووحيدا وهو الثبات والرباط والصبر على كل ما يلقاه، ولا خيار لنا إلا البقاء على أرضنا أعزة كرماء أو أن ندفن في بطنها”.
وعشية ذكرى النكبة الفلسطينية، ختم الشيخ كمال خطيب حديثه لـ “موطني 48″، بالقول: “شعبنا إلى العودة أقرب، وإلى الفرج أقرب إن شاء الله”.