تلعب دورا بارزا بتمرير سياسة الاحتلال.. ما هي حركة “إم ترتسو” المتطرفة؟

نشر “المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية” تقريرا عن حركة “إم ترتسو” اليمينية، التي تأسست عام في العام 2006 بمبادرة شخصيات يمينية بارزة، كان في مقدمتها رونين شوفال الذي لا يزال يترأسها حتى اليوم.

وأشار التقرير إلى أن اليمين في إسرائيل سعى خلال العقدين الماضيين إلى تكريس وترجمة تفوقه البرلماني في إحداث تأثيرات وفرض تغييرات جوهرية في المجتمع، وقد كانت حركة “إم ترتسو” من أهم أدوات هذا التأثير.

ما هي حركة “إن ترتسو”؟

وتُعرّف “إم ترتسو” عن نفسها بأنها منظّمة يمينية صهيونية محافظة تسعى لتعزيز “القيم الصهيونية” في “إسرائيل”، والحفاظ على “دولة إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي”.

وتسعى الحركة اليمينية المتطرفة إلى تجديد الخطاب والفكر والأيديولوجيا الصهيونية في المجتمع الإسرائيلي، وفي أوساط جيل الشباب، ليكون مؤهلاً لقيادة الدولة في المستقبل.

وتشتهر الحركة في الأوساط الإسرائيلية بدورها الكبير في نشر تقارير دورية عن الجمعيات والمنظمات الإسرائيلية التي تُصنّفها “مُعادية لإسرائيل” و”خائنة” للقيم اليهودية- الإسرائيلية و”مُعادية للسامية”، تحت مسوّغات عديدة، في حملات مُناهضة لإسرائيل دولياً تعمل على نزع شرعية إسرائيل ونفي مكانتها “كدولة قومية للشعب اليهودي”.

وتلاحق حركة “إم ترتسو”، والتي تعني بالعربية “إن شئتم”، كافة الجمعيات والمنظّمات الفلسطينية والعالمية العاملة في هذه المجال. ولا تُخفي الجمعية رغبتها في تقويض أي خطاب للتيارات، السريّة والعلنية، التي تُصنّف “ما بعد صهيونية” في الخطاب الاجتماعي والسياسي والثقافي والإعلامي في إسرائيل، ومحاربتها من خلال إطلاق خطاب مُضادّ؛ مُنحاز لقيم اليمين الإسرائيلي وخطابه وتوجّهاته الفكرية والأيديولوجية المحافظة.

وتشنّ الحركة حملات تشويه وتحريض عنيفة على جمعيات إسرائيلية تصفها باليسارية، وجمعيات حقوق الإنسان المُناهضة لإسرائيل أو للاحتلال وممارساته في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.

وبحسب موقع حركة “إم ترتسو”، فإنها تُعدّ أكبر حركة يمينية في “إسرائيل”، وأصبحت تُدير في العام 2022 أكثر من 20 فرعاً تتوزّع في جميع أنحاء “إسرائيل”، بما يشمل فروعها في الجامعات الإسرائيلية.

وتعمل “إم ترتسو” مع عائلات القتلى اليهود، والجنود في الجيش، وكل أنصار اليمين والمهاجرين الجدد، وفي الأوساط الجامعية بشكلٍ خاص، لتثبيت مكانتها كلاعب مؤثّر وبارز في الخطاب السياسي والإعلامي في إسرائيل.

وتقود الحركة منذ تأسيسها صراعات واسعة النطاق، وتنشر تقارير تكشف فيها “تورّط” المنظّمات التي يتم تمويلها من قِبَل “صندوق إسرائيل الجديد” وبعض الحكومات الأجنبية في أعمال “مُعادية لإسرائيل” وللديمقراطية فيها.

وترتبط الحركة مع نُخب اليمين المتطرف لدى الاحتلال، الذين يحضرون اجتماعاتها السنوية والدورية التي تُقدّم فيها أوراق سياسية وتصورات للقضايا الهامة التي تنشغل بها.

محاربة الجمعيات غير الإسرائيلية

أطلقت “إم ترتسو” منذ تأسيسها “حملات” إعلامية وسياسية شنّت خلالها حرباً على الجمعيات غير الإسرائيلية التي تراها “مُعادية” لإسرائيل، بالإضافة إلى الجامعات الإسرائيلية، حيث تدّعي الحركة أن هناك تحيّزاً ضد الصهيونية في الأوساط الأكاديمية الإسرائيلية يقوده الفلسطينيون في الداخل من خلال نشاطات الطلبة والمدرّسين في الجامعات.

وترى أنه من المحظور أن يتم إعطاء مساحة أو هامش للفلسطينيين للتعبير عن هويتهم القومية والذاكرة الفلسطينية الجمعية، وقد أصدرت الحركة مؤخراً كتيباً أطلقت عليه بالعبرية “نكبة خرطا” لتفنيد رواية النكبة الفلسطينية والمجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية خلال حرب النكبة ومجازر التطهير العرقي في العام 1948.

وتتركّز حملات “إم ترتسو” بشكل أساس في المجالات الأكاديمية، القضائية، التربية، والثقافة والفنون، كما أنها تنشغل بشكل رئيس في 4 توجهات؛ “حماية أراضي إسرائيل”، “قسم الأبحاث العربية ومكافحة الإرهاب”، “قسم الأكاديميا”، و”قسم التفكير الصهيوني”.