أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةتقارير ومقابلاتعرب ودولي

السودان.. قتال متواصل رغم الهدنة وتحركات دولية لخفض التصعيد والوضع الصحي ينذر بكارثة

مع دخول الهدنة الخامسة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حيز التنفيذ تواصلت التحركات الأفريقية والدولية في محاولة لخفض التصعيد وإقناع طرفي النزاع بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الصحي في البلاد.

وأفادت مصادر صحفية بسماع دوي انفجارات عنيفة نتيجة قصف جوي على الأجزاء الجنوبية الغربية من مدينة الخرطوم بحري، وقال إن اشتباكات وقعت في محيط القصر الجمهوري صباح اليوم الجمعة، كما سقطت قذائف في جزيرة توتي وسط الخرطوم.

وردت مضادات الدعم السريع على نيران طائرات الجيش شرقي الخرطوم بحري مع أولى ساعات الهدنة الخامسة.

وفي مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور أطلقت منظمات ناشطة اليوم الجمعة جرس الإنذار بشأن الوضع في دافور حيث تدور معارك دامية منذ 5 أيام، ولا سيما قرب الحدود التشادية.

وفيما ألمحت الأمم المتحدة إلى “توزيع أسلحة على المدنيين” في دارفور، تحدثت هيئة محامي دارفور عن ظهور مقاتلين مزودين برشاشات وقذائف “آر بي جي” (RPG) ومضادات للطائرات في المدينة قاموا بإطلاق قذائف على المنازل، وطالبت الهيئة البرهان وحميدتي بوقف فوري “لهذه الحرب العبثية”.

من جانبها، قالت نقابة الأطباء السودانية في بيان إن هناك “عمليات نهب وحرق واسعة طالت الأسواق والمرافق الحكومية والصحية ومقرات منظمات طوعية وأممية والبنوك” في الجنينة. وذكرت أن “الأحداث الدموية لا تزال جارية” في المدينة مخلفة عشرات القتلى والجرحى.

من ناحية أخرى، قالت هيئة علماء السودان (حكومية) إن قوات الدعم السريع “ارتكبت جرما وعدوانا غير مسوغ بغدرها للجيش السوداني وإن الجيش أدى واجبه بالتصدي للعدوان الذي بدر من الدعم السريع”.

وطالبت الهيئة، في بيان صحفي، أفراد وضباط الدعم السريع “بالامتثال لنداء رئيس مجلس السيادة بالسودان عبد الفتاح البرهان بالاستسلام وتسليم أنفسهم ووضع السلاح”، وطالبت بتكليف قوات الشرطة بمساندة الجيش في مهام الحراسة خوفا من المخربين.

كما دعت إلى تشكيل حكومة تصريف أعمال غير حزبية واستكمال هياكل السلطة مدتها عام ومحاكمة كل من تورط في إشعال الحرب لمحاكمة عادلة ومنع حملة الجوازات المزدوجة من الانخراط في العمل السياسي.

 

تحركات سياسية

وعلى صعيد الجهود السياسية، دعا آزالي أسوماني رئيس دولة جزر القمر، والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، كُلا من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) لوقف القتال بشكل فوري واحترام حياة المدنيين السودانيين والرعايا الأجانب.

كما دعا أسوماني الطرفين، إلى بدء المفاوضات فورا للوصول إلى حل سلمي للأزمة الراهنة، وحثّ “الجهات الفاعلة في المجتمع الدولي” على دعم جهود الاتحاد لإعادة السلام والاستقرار إلى السودان.

بدوره، قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إنه أجرى، محادثات هاتفية مع البرهان وحميدتي، تناولت تسوية الخلافات وديا وتحقيق الاستقرار في السودان.

وكان قائد قوات الدعم السريع حميدتي قد قال في تغريدة، إنه ناقش الأزمة في السودان، مع رئيس الوزراء الإثيوبي الذي أكد أهمية إيجاد حل للأزمة من أجل استقرار السودان والمنطقة، وأبدى استعداد أديس أبابا للمساعدة في حل الأزمة.

من جهته، ذكر إعلام مجلس السيادة أن رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان تلقى اتصالات من رئيس دولة جنوب السودان ورئيس الوزراء الإثيوبي ورئيس الحكومة الانتقالية في تشاد ونائب رئيس دولة الإمارات، وأن بعض المتصلين أكدوا ضرورة عودة الأوضاع إلى طبيعتها في السودان.

وأصدرت الآلية الثلاثية المكونة من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، والمجموعة الرباعية المكونة من السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة، بيانا رحبوا فيه بإعلان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تمديد الهدنة لمدة 3 أيام.

كما رحب البيان بإبداء كل من القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع استعدادا للدخول في حوار لوقف القتال بشكل دائم وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

وذكر البيان أن الترتيبات الإنسانية ستسهم في تطوير خطة خفض التصعيد الواردة في بيان الاتحاد الأفريقي في العشرين من الشهر الجاري والذي أقرته الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والشركاء الدوليون.

من جهته، دعا وزير الإعلام بدولة جنوب السودان مايكل مكوي لويث الأطراف المتحاربة في السودان للاستماع إلى الأسرة الدولية ودول المنطقة للجلوس إلى طاولة المفاوضات.

في السياق نفسه، قال سفير النرويج في السودان إندرو ستيانسن إنه يجب دفع الأطراف السودانية إلى وقف إطلاق نار حقيقي. وأضاف، في تصريحات للجزيرة، أنه يجب على أي وساطة أن تربط الوضع الراهن بما كان قائما من عملية سياسية انتقالية.

الوضع الإنساني

على الصعيد الإنساني، أعلنت نقابة أطباء السودان ارتفاع عدد القتلى المدنيين منذ بدء المعارك إلى 387 والإصابات إلى 1928 شخصا، كما ذكرت النقابة أن نحو 75 شخصا قتلوا بمدينة الجنينة في غرب دارفور، مشيرة إلى أن كل المستشفيات بالمدينة أصبحت خارج الخدمة، وإلى وجود كثير من الإصابات هناك.

وذكرت النقابة أن 59 مستشفى من أصل 86 في العاصمة والولايات متوقفة عن الخدمة، وقالت إن 15 مستشفى تم قصفها، بينما تعرض 19 مستشفى للإخلاء القسري.

وأضافت أنه تم الاعتداء على مستشفى الجنينة في دارفور للمرة الثانية، إذ جرى نهب المستشفى وبنك الدم، وأشارت إلى أن قسم الأطفال بمستشفى “إبراهيم مالك” بالخرطوم تعرض للقصف، رغم توقفه عن العمل وخلوه من المرضى.

ونشر ناشطون سودانيون صورا تظهر الدمار في المستشفى وانهيار أجزاء منه وتضرر أقسام أخرى، من بينها قسم الأطفال، نتيجة الاشتباكات يوم أمس الخميس.

وقالت النقابة إن 6 عربات إسعاف تعرضت للاعتداء من قبل قوات عسكرية وغيرها ولم يسمح لهم بالمرور لنقل المرضى.

بدوره، قال مسؤول بوزارة الصحة السودانية للجزيرة إن قوات من الدعم السريع سيطرت على مستشفى الخرطوم الذي يعتبر أكبر مستشفى في البلاد، وأضاف أن قوات الدعم السريع طردت طواقم تأمين المستشفى وكل الكوادر الصحية، وأدخلت إليه أسلحة وناقلات جند، على حد قوله.

وحذّر المسؤول السوداني من استغلال المؤسسات الصحية كمرافق عسكرية وقال إن ذلك يلحق أضرارا كبيرة بتلك المؤسسات.

في غضون ذلك، بدأ برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة توزيع مواد غذائية لمساعدة اللاجئين السودانيين الذي وصلوا إلى تشاد في الأيام الأخيرة.

ومع توقع استمرار تدفق اللاجئين ناشد البرنامج الدول المانحة تقديم تمويلات إضافية لمساعدته على تقديم خدماته الإنسانية.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى