تهنئة ووصية ومباركة…مقدمة من الشيخ أحمد على حماد رئيس هيئة الدعوة في أم الفحم
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على إمام المرسلين سيّدنا محمّد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين ورضي الله عنهم أجمعين.
الحمدُ لله حمدًا طيّبًا مطيّبًا، بعدد ما صام الصائمون وقام القائمون وسبّح المسبّحون، الحمد لله عدد ما أعتقت من النيران رقاب وفتّحت للجنّة أبواب، لك الحمد ربّ الأرباب غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، لا إله الا أنت تبارك اسمك وتمت نعمتك.
بإسمي واسم هيئة الدّعوة في أم الفحم يطيب لي أن أتقدّم بأجمل التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الفطر المبارك لأهلنا في أم الفحم والداخل الفلسطيني ولشعبنا وأمتنا، سائلا المولى جلّ في علاه ان يعيده علينا وعلى الأمّة الاسلاميّة جمعاء باليُمن والبركات.
أهلنا أحبابنا إنّه لحريّ بنا أن نثني على المولى جلّ وعلا ونشكره أعظم الشكر لإن المقام الذي تفضّل علينا به ليس باليسير فطُوبى ثمّ طُوبى للصّائمين القائمين، طوبى لمن صلّى وصام وتصدّق وأحسن وقام.
هنيئًا لك أيّها الصائم وحُسن مآب، غدًا قريبًا يفتح لك باب الريان، وينادى بالصائمين أن سلام عليكم بما صبرتم، سلام عليكم طبتم فادخولها خالدين، يوم أن تشرق الأرض بنور ربها، ونجتمع عند الحوض مع النبيّ المصطفى ننهل منه فنروي ظمأنا فلا نظمأ بعدها أبدا وينادى في عظيم الجنّات أن كُلوا واشربوا هنيئًا بما كنتم تعملون.
فأبشروا يا كرام واعلموا أنّكم قدِمتم على كريم سيُعظّم أجركم هناك تبين الليالي وتحمد عين سهره هناك تتذكرون عظم الجزاء ها نحن ودّعناه ومضى بأيّامه الجميلة ولياليه العطرة الفوّاحة، ودّعناه ومضى ولا ندري سندركه في العام القادم أم ستنتهي آجالنا دونه؟!
وها هو العيد هديّة الله قد أقبل فأذكّركم بما الله أوصاكم أن تكونوا إخوانا في الله متحابّين متعاطفين متآزرين، أزيلوا ما بينكم من الشحناء والبغضاء وتجاوزوا واعفوا عما نزغ الشيطان بينكم وتآلفوا وأظهروا التراحم حتى يتجلّى الله عليكم بالرحمة، فالراحمون يرحمهم الله، وأعلوا البسمة وأوثقوا رباط الألفة والمحبّة واجبروا خواطر أهل العفّة والفاقة ومن ضاقت بهم الأيام من المتعففين والأيتام وأدخلوا السرور على قلوبهم.
وتحللوا عباد الله من مظالم العباد واتقوا الله في حقوق العباد فمن كان لأخيه مظلمة فليتحلل منها قبل أن يأتي يوم لا ينفعك فيه درهم ولا دينار، وصلوا الأرحام وأحسنوا إليها وإيّاكم وقطيعة الأرحام، فمن كان للرّحم قاطعا فهذا أوان الوصال، صلوا أرحامكم وإن قطعتكم، وبادروا وإن ظلمتم، واعفوا مهما كان الجرح غائرا، فما أجمل أن تكون هذه الأيام فرصة لالتئام الجراح وصلة ما تقطّع من الأرحام ليرضى الله عنّا ويفتح علينا بركات السماء والأرض.
واوصيكم بالمسجد الأقصى خيرًا ورباطًا وليكن فيه عيدكم وإليكم ترحالكم فإنه فضل وكرامة اختصّنا الله بها من دون خلقه وأمانة حملناها فلنحسن حملها.
مجددًا أبارك لكم أهلنا عيدنا وأسال الله أن يكتب أجوركم ويتقبّل منّا ومنكم ويوفقّنا وإيّاكم لما يحب ويرضى.
أخوكم أحمد علي حمّاد
رئيس هيئة الدعوة – أم الفحم