كيف تدفع الولايات المتحدة الهند للاشتباك مع الصين؟
سافر وزير الداخلية الهندي أميت شاه، إلى جبال الهيمالايا في ولاية أروناتشال براديش الحدودية، والتي تعتبرها الصين جزءًا من أراضيها؛ حيث أطلق برنامجًا لتحسين الحياة في القرى الجبلية، سيكلف 585 مليون دولار، وسيضع حدًّا لتدفق السكان من المنطقة، ولن يسمح الجنود الهنود بالتدخل من الخارج.
ونشرت صحيفة “نيزافيسيمايا” الروسية تقريرًا، قالت فيه إن بكين اعترضت بشدة على زيارة الوزير واعتبرتها انتهاكًا لسيادة الصين، فيما يخشى المراقبون من تصاعد التوترات على طول الحدود غير المرسومة؛ حيث بدأت الولايات المتحدة في نقل المعلومات إلى دلهي حول تحركات القوات الصينية.
وأوضحت الصحيفة أن أروناتشال براديش، الواقعة شرق خط السيطرة الفعلية، أصبحت نقطة ساخنة جديدة بين بكين ودلهي؛ حيث صبت الصين الزيت على الماء عندما أصدرت خريطة الأسبوع الماضي اعتبرت ولاية أروناتشال براديش باسم التبت الجنوبية، كما أنها أعطت 11 مكانَا حدوديَّا أسماء صينية.
ونقلت الصحيفة عن شاه، وهو سياسي مقرب من رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، قوله إن القرية التي زارها كانت فارغة؛ حيث أصبحت الآن – بفضل شجاعة المحاربين الهنود – مكانًا يمكن للسكان النوم فيه بسلام. فيما أعلن وانغ وين بين، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، عن اتصاله بولاية جنوب التبت الهندية (زانغنان) معتبرًا أن رحلة الوزير الهندي لا تسهم في السلام والهدوء على الحدود.
ونسبت الصحيفة إلى صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” قولها إن الولايات المتحدة بدأت في إرسال معلومات استخباراتية في الوقت الحقيقي حول نشر القوات الصينية في جبال الهيمالايا إلى الهند، وذلك منذ العام الماضي حيث تمكن الجنود الهنود – بفضل هذا – من منع غزو صيني محتمل لخط الترسيم. فيما كتبت مجلة “يو إس نيوز آند وورلد ريبورت” الأمريكية – نقلاً عن مسؤولين أمريكيين لم تسمهم – أن هذا فاجأ القادة الصينيين، وأعطى الهند فرصة للاستعداد بشكل أفضل لأفعال الجانب الآخر.
وأفادت الصحيفة بأن تصرف البنتاغون هذا تم دعمه من مجلس الشيوخ الأمريكي، الذي اتفق الديمقراطيون والجمهوريون فيه على قرار يهدف إلى إعادة التأكيد على أن أروناتشال براديش جزء لا يتجزأ من الهند. ولم يقتصر الأمر على القرارات ونقل المعلومات الاستخبارية؛ فبحسب صحيفة “هندوستان تايمز”، كان من المفترض أن تبدأ وحدات القوات الخاصة الأمريكية والهندية مناورات مشتركة في الهند هذه الأيام.
وذكرت الصحيفة أن الهند بصفتها رئيسة مجموعة العشرين هذا العام؛ تلعب دورًا متزايد الأهمية في الساحة الدولية؛ حيث لجأت كييف إليها أيضًا للحصول على المساعدة، فقد قال نائب وزير الخارجية الأوكراني أمين دشاباروفا إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يريد التحدث عبر الهاتف مع مودي ويدعوه لزيارة كييف، ولكن دلهي لم ترد.
وبحسب الصحيفة؛ فقد قالت دراسة أجراها مركز الأبحاث تشاتام هاوس في لندن، إن الصين لديها ما ترد به بشأن التقارب بين الولايات المتحدة والهند؛ حيث يُزعم أنه قام ببناء منشآت عسكرية في جزر كوكوس، في الجزء الشمالي الشرقي من خليج البنغال، التابعة لميانمار؛ فقد تم بناء مهبط للطائرات ومنشآت أخرى هناك للسماح بمراقبة جزر أندامان ونيكوبار القريبة المملوكة للهند وتعتبر قواعد عسكرية هندية، فيما وصفت الصين تقرير الوكالة البريطانية بأنه “هراء محض”، وصنفت حكومة ميانمار الدراسة بنفس الطريقة تقريبًا.
رغم ذلك؛ فإن سواران سينغ، الأستاذ في جامعة كولومبيا البريطانية في كندا، قال إن ميانمار لا تملك الموارد ولا الحافز لبناء مثل هذه المنشآت على الجزر، وقد تمكنت الصين من الوصول إليها على مدار الثلاثين عامًا الماضية، وهذا جزء من خطة الصين لتوسيع وجودها في المحيط الهندي.
واختتمت الصحيفة التقرير بما قاله فاسيلي كاشين، الباحث البارز في المدرسة العليا للاقتصاد، في تصريحات صحفية: “في وقت سابق؛ تم الإبلاغ أيضًا عن قيام الصينيين ببناء قواعد أو منشآت عسكرية في ميانمار. الموضوع حساس، ولهذا لم يتم الاعتراف بالرسائل؛ فيما تشعر الهند بالقلق بشأن التغلغل الصيني في جنوب آسيا…
ولا يمكن استبعاد أن تكون القوى الثالثة تلعب على هذه المشاعر وتؤجج التهديد الصيني. أما بالنسبة للأمريكيين الذين يزودون الهند بمعلومات استخباراتية، فهذا مرجح للغاية. وكما تظهر الأحداث في أوكرانيا، فإنه يمكن أن يكون لهذه المساعدة تأثير على مسار الأعمال العدائية”.