أخبار رئيسيةعرب ودولي

التسريبات تثير الخوف.. كيف وصف كاتب أمريكي وثائق البنتاغون عن أوكرانيا؟ ‎ ‎

قال الكاتب الأمريكي ديفيد أغناتيوس؛ إن التسريبات الأخيرة، من وثائق البنتاغون، بشأن حرب أوكرانيا، تثير الخوف.

واستذكر الكاتب بمقال في صحيفة واشنطن بوست، حوارا جرى مع مسؤول مكافحة الاستخبارات في المخابرات المركزية الأمريكية سابقا، جيمس جي أنغيلتون، وأبلغه بأنه من غير المهم أن يكون الجاسوس عميلا مزدوجا، ‏أو يعمل لثلاث جهات طالما كنت تعرف الفرق.‏

وأضاف أن هذا الحديث جرى وأنا في عمر 29 عاما، ولم ‏أفهم ما عنى به أنغيلتون، لكن معنى ما قاله بات واضحا في ‏التسريبات الاستخباراتية العسكرية الأخيرة المتعلقة بحرب ‏أوكرانيا. ‏

وتساءل: “هل كان الطرف المسرب لها هم الروس الذين يريدون ‏الكشف عن ضعف الأوكرانيين وتدمير معنوياتهم، كما يعتقد ‏معظم الخبراء الذين اتصل الكاتب بهم؟ أم إن الأوكرانيين هم ‏من نشروها، حسبما اقترح مدونون روس، في مؤامرة لدفع ‏الكرملين الاعتقاد أن أوكرانيا ضعيفة، وإخفاء القوة الحقيقية ‏مقدما وقبل الحملة العسكرية المتوقعة؟ ‏

وما يهم في المرايا المتوحشة التي تحدث عنها أنغيلتون، هو ‏التفريق بين الحقيقة وما تم التلاعب به. ورغم الكشف عن ‏عدد من الوثائق المزورة، إلا أن مسؤولا أخبره عن استمرار ‏فحص الوثائق المسربة وأنها تبدو صحيحة. ‏

وقال الكاتب؛ إن الاستخبارات هي عما يطلق عليه الفلاسفة ‏علم المعرفة، دراسة ما نعرفه عما نعرف. ولكن دعنا نركز ‏على بعض الحقائق الرئيسية في الوثائق، التي تحتوي على ‏معلومات منسوبة لمصادر، فمن خلال التركيز على هذا ‏المعلومات، فإننا نقصر أنفسنا على عدد من الموضوعات ‏الرئيسية، منها أن أوكرانيا تواجه نقصا في الغطاء الدفاعي ‏الجوي والمكلف في الحرب.

وهو ما دفع الولايات المتحدة ‏في الأسبوع الماضي الدفع بأنظمة دفاعية جوية وأسلحة ‏بقيمة 2.6 مليار دولار. وتضم حزمة المساعدات ذخيرة ‏ونظام هيمارس الصاروخية وبطاريات للصواريخ وتسع ‏عربات محملة بالمدافع، وعشر أنظمة ليزر مضادة للطائرات ‏المسيرة، ورادارا للرقابة وأسلحة مضادة للطائرات وصواريخ ‏غراد.

وقال إغناتيوس؛ إن الأرقام المجردة حول النقص في ‏الدفاعات الأوكرانية والمسجلة في وثيقة تعود إلى 23 ‏شباط/فبراير مخيفة. وتعتمد أوكرانيا على أنظمة سوفيتية ‏مثل أس إي-10 وأس إي-11 وبنسبة 89% من دفاعاتها ‏الجوية على مستوى 20.000 قدم. ‏

وبحسب الوثيقة، فإن صواريخ أس-11 ستنضب بحلول 31 ‏آذار/مارس، أما صواريخ أس-10 فستنتهي بحلول 2 ‏أيار/مايو، وتشير الوثيقة إلى أن الأنظمة الأخرى لا يمكن ‏أن تتناسب مع حجم الهجمات الروسية. ولأن النقص حاد، ‏فيجب البحث عن عدة طرق لتخفيف الوضع وبشكل متتابع. ‏ولو لم تملأ أوكرانيا هذا الفراغ، فإن روسيا ستسيطر على ‏الأجواء وتقوم بالضرب في أي وقت تريد. وهذا يعني عدم ‏قدرة أوكرانيا حشد قواتها البرية للهجوم المضاد. ‏

أما الأمر الثاني، فإن ترسانة الديمقراطية الغربية لا تقترب ‏من الوفاء باحتياجات أوكرانيا. فمن الناحية النظرية، يجب ‏أن يكون الدعم اللوجيستي أهم تميز لأوكرانيا على روسيا ‏التي تعاني من عقوبات كافية لشلها. ولكن هناك عدم تناسب ‏بين استخدام الأوكرانيين للصواريخ والذخيرة، وبين قدرة ‏الغرب على الإمداد. وهذا بسبب استهلاك الأوكرانيين ‏كميات كبيرة من الذخيرة، ولكن الوثائق تقول إنه بسبب ‏الجهود الحثيثة لإقناع دول مثل كوريا الجنوبية وإسرائيل ‏لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا.‏

‏ومن المفترض أن تكون هذه هي الورقة الرابحة للولايات ‏المتحدة، ففي أثناء الحرب العالمية الثانية حولت مواقع ‏التصنيع حول البلاد لصناعة الدبابات والطائرات وحاملات ‏الطائرات وجعلها تتفوق على اليابان وألمانيا. ولم يتم القيام ‏بنفس التعبئة هذه المرة، فلماذا لا؟

والتقى وزير الدفاع لويد ‏أوستن مع المتعهدين في صناعة السلاح عدة مرات، ولكن ‏لماذا لم يعين بايدن مجلسا للتصنيع الحربي كما فعل فرانكلين ‏دي روزرفلت؟ ‏

أما الأمر الثالث، فقد كانت الولايات المتحدة حذرة من ‏المخاطرة وأكثر من اللازم. وتشير وثيقة إلى أن بريطانيا ‏وفرنسا أرسلتا طائرات للحروب الإلكترونية فوق البحر ‏الأسود، في وقت أرسلت فيه الولايات المتحدة مسيرات فقط، ‏لماذا؟ الجواب لأن أمريكا لا تريد حربا مباشرة مع روسيا، ‏مثل ما حدث عندما كادت روسيا أن تسقط طائرة بريطانية ‏من نوع أر أس-135 حسب وثيقة. ‏

ويرى الكاتب أن حذر الإدارة معقول، لكن هل الإدارة ‏وأوستن حذرون أكثر من اللازم؟ فالقانون الدولي يسمح ‏لطائرات الرقابة التحليق لمسافة 12 ميلا عن الشاطئ، لكن ‏وثيقة وضعت حدا أوسع بحوالي 50 ميلا حول شبه جزيرة ‏القرم. وقرر المسؤولون الدفاعيون أن المعلومات التي تم ‏الحصول عليها من التحليق قريبا لا تساوي المخاطرة، ولكن ‏عليهم شرح هذا للرأي العام. ‏

وكشف عن أن الصحفيين منذ عدة أشهر، سمعوا في أحاديثهم ‏الخاصة مع المسؤولين أن هذا النزاع دخل مرحلة مسدودة، ‏حيث أنهكت الخسائر الفادحة الطرفين. وتقدم الوثائق صورة ‏أوضح، فتحليل أعد في 23 شباط/فبراير وصف “حملة ‏الاستنزاف الطاحنة”، التي تتجه نحو طريق مسدود.

وتراهن ‏أوكرانيا أن تعكس حملة الربيع هذا التوجه. وتدعم الإدارة ‏هذه المقامرة “كل هذا يعتمد على القتال في الربيع ومدة ‏الحرب”، كما قال مسؤول للكاتب. وقال السياسي البريطاني ‏وينستون تشرتشل عام 1943: “الحقيقة غالية، ولهذا يجب أن ‏تكون بحضور حارس من الأكاذيب”. ولكن معلومات ‏أوكرانيا الاستخباراتية صحيحة، ولهذا فهي تحكي قصة تثير ‏القشعريرة.‏

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى