تقرير: “الأقصى”.. 20 عاما من الاقتحامات الإسرائيلية
– مسؤول بالأوقاف الإسلامية: عام 2022 سجل رقما قياسيا بأعداد المقتحمين
بدأت اقتحامات متطرفين إسرائيليين للمسجد الأقصى في إبريل/نيسان 2003 بقرار أحادي من قبل الشرطة الإسرائيلية ودون موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
ومنذ ذلك الحين بدأت أعداد المقتحمين بالازدياد بشكل ملحوظ سنويا حيث سجلت أعلى الاقتحامات خلال فترة الأعياد اليهودية.
وقال مسؤول في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس للأناضول: “في الفترة ما بين الأعوام 2004 و2013 كانت أعداد المقتحمين تتراوح ما بين 6 إلى 7 ألاف سنويا”.
وأضاف، المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: “الفترة ما بين الأعوام 2014 و2016 كانت اعداد المقتحمين ما بين 11 إلى 14 ألفا أما في الفترة ما بين 2017 و2020 فإن أعداد المقتحمين تضاعفت بشكل ملحوظ حيث تراوحت ما بين 25 الفا و29 الفا”.
وتابع: “مثلا في العام 2018 كانت أعداد المقتحمين أكثر من 29 ألفا وفي العام 2022 كانت أعدادهم أكثر من 42 ألفا وهو ما يشير الى أن الأعداد تتضاعف كل عام إلى أن وصلنا الى العام 2022 الذي سجل رقما قياسيا بأعداد المقتحمين”.
وبما يدلل على الارتفاع المتتالي بأعداد المقتحمين فإن المعطيات التي حصلت عليها الأناضول من دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس تشير الى أن اعداد المقتحمين على مدى العقد الماضي كانت كما يلي
عام 2011- اعداد المقتحمين 3694
عام 2012- أعداد المقتحمين 2915
عام 20130- أعداد المقتحمين 1688
عام 20140- أعداد المقتحمين 11870
عام 2015- أعداد المقتحمين 11589
عام 2016- أعداد المقتحمين 14870
عام 2017- أعداد المقتحمين 25630
عام 2018- أعداد المقتحمين 29801
عام 2019- أعداد المقتحمين 29610
عام 2020 وهو عام انتشار فيروس كورونا كانت أعداد المقتحمين 18526
عام 2021- أعداد المقتحمين 34117
عام 2022- أعداد المقتحمين 48238
وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، أعلنت في العام 2000 عن إغلاق برنامج السياحة الأجنبية للمسجد الأقصى إثر اندلاع الانتفاضة الفلسطينية بعد اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون للمسجد الأقصى في نفس العام.
وما قبل العام 2000 كان عدد قليل من اليهود يدخلون المسجد الأقصى كسياح ويلتزمون ببرنامج دائرة الأوقاف الإسلامية ولا يتم تمييزهم عن الأخرين باعتبارهم سياح.
وتقف وراء الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى جماعات يمينية متطرفة تجاهر بالدعوة لإقامة الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى.
ففي 15 يونيو/ حزيران 1967، أقام الحاخام الأكبر للجيش الإسرائيلي شلومو غورن، وخمسون من أتباعه، صلاة دينية في ساحة المسجد.
وفي 14 أغسطس/ آب 1979، حاولت جماعة “غرشون سلمون” الاستيطانية اقتحام المسجد الأقصى، بعد أيام من طلبها من المحكمة العليا الإسرائيلية السماح بصلوات اليهود في المسجد، ولكنّ المصلين المسلمين أفشلوا الاقتحام.
وفي 13 يناير/ كانون الثاني 1981، اقتحم أفراد حركة “أمناء جبل الهيكل” المسجد الأقصى.
وفي 11 أبريل/ نيسان 1982، اقتحم الجندي الإسرائيلي هاري غودمان المسجد، وأطلق النار على المصلين ما أدى إلى مقتل فلسطينيين اثنين وإصابة العشرات.
وفي 27 يوليو/ تموز 1982، تم اعتقال أحد نشطاء حركة “كاخ” المحظورة، بتهمة التخطيط لنسف مصلى قبة الصخرة.
وفي 10 مارس/ آذار 1983، تم اعتقال مجموعة من المستوطنين، لدى محاولتهم التسلل إلى المسجد ليلا.
وفي 9 أغسطس 1989، سمحت الشرطة الإسرائيلية للمتطرفين بأداء الصلوات عند الأبواب الخارجية للمسجد الأقصى.
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 1990، قُتل 21 فلسطينيا وأصيب المئات في مجزرة داخل المسجد الأقصى، أثناء تصديهم للمستوطنين، الذين أعلنوا نيتهم وضع حجر الأساس لبناء الهيكل الثالث داخل المسجد.
وشهدت السنوات ما بين 1990 إلى 1999 العديد من الاقتحامات من قبل متطرفين، للمسجد.
وفي 25 سبتمبر/ أيلول 1996، أعلنت الحكومة الإسرائيلية افتتاح نفق أسفل الجدار الغربي للمسجد الأقصى، ما فجّر ما عُرف بـ”هبّة النفق”، في الأراضي الفلسطينية.
وعلى إثر اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون في 28 سبتمبر 2000، للمسجد، ما أدى إلى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، فقد أوقفت دائرة الأوقاف الإسلامية برنامج زيارات غير المسلمين إلى المسجد.
وفي أبريل 2003، اتخذت الحكومة الإسرائيلية قرارا أحادي الجانب بفتح المسجد الأقصى أمام اقتحامات المستوطنين رغم احتجاجات ورفض دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس.
وفي 2015 تصاعدت دعوات اليمين الإسرائيلي، للتقسيم الزماني والمكاني، للمسجد الأقصى بين المسلمين واليهود.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2016، سمحت الشرطة الإسرائيلية لمتطرفين باقتحام الأقصى، حفاة الأقدام وبلباس المتدينين.
وفي خطوة غير مسبوقة، أغلقت الشرطة الإسرائيلية يومي 14 و15 يوليو/ تموز 2017 أبواب المسجد الأقصى بشكل كامل.
وفي 11 أغسطس/آب 2019، اقتحمت الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى في يوم عيد الأضحى في خطوة غير مسبوقة لتأمين الحماية لمقتحمين.
وفي أكتوبر/تشرين أول 2021، سمحت محكمة الصلح الإسرائيلية بما سمتها “الصلاة الصامتة” في المسجد.
في إبريل/نيسان 2022 اقتحم المسجد الأقصى أكثر من 3738 مستوطن خلال فترة أيام عيد الفصح اليهودي.
وفي 22 مايو/ أيار 2022، أصدرت محكمة الصلح الإسرائيلية بالقدس، حكما أوليا بالسماح للمستوطنين بأداء صلواتهم التلمودية بـ”صوت عالٍ” والقيام بما يشبه الركوع أثناء اقتحامهم لباحات المسجد.
وفي 4 يناير/كانون الثاني 2023 اقتحم وزير الأمن القومي وزعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف إيتمار بن غفير المسجد الأقصى.
وتقول الحكومة الإسرائيلية إنه “لا يوجد أي تغيير في الوضع القائم في الحرم الشريف، ولا يُخطَط للقيام به”.
غير أن الهيئات والمرجعيات الدينية في القدس تقول إن الحكومة الإسرائيلية تنتهك الوضع القانوني والتاريخي القائم بالمسجد الأقصى.