3 نقاط أمنية إسرائيلية بباب العامود.. هل تشعل المواجهة في رمضان؟
تستعد شرطة الاحتلال الإسرائيلي لتعزيز تواجدها العسكري ونشر المزيد من قواتها ووحداتها الخاصة، وفرق الخيالة في منطقة باب العامود بالقدس المحتلة، مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، تحضيرًا لمحاولة قمع المقدسيين، والتنكيل بهم.
ودائمًا ما تشهد منطقة باب العامود استفزازات وساحة مواجهات مع قوات الاحتلال، وخاصة في شهر رمضان، وأثناء الاحتفال بالمناسبات والفعاليات الدينية والوطنية، تستخدم خلالها القوات القوة والعنف، والرصاص والقنابل والمياه العادمة.
وحولت سلطات الاحتلال باب العامود إلى منطقة عسكرية، وأقامت ثلاثة أبراج ونقاط أمنية يتحصن داخلها عشرات الجنود، من أجل استفزاز المقدسيين وقمعهم واعتقالهم والاعتداء عليهم، بعد رصد تحركاتهم عبر كاميرات المراقبة المنتشرة بكثافة في المكان.
وتعتبر غرف المراقبة الثلاث المحطة الأولى للتنكيل بالشبان والفتية المقدسيين، بعدما يتم احتجازهم داخلها، والاعتداء عليهم بالضرب بالهراوات وأعقاب البنادق بشكل وحشي ورشهم بغاز الفلفل، فور اعتقالهم وقبل نقلهم إلى مراكز التحقيق.
وبرمضان عام 2021، شهد باب العامود نصب قوات الاحتلال حواجز حديدية على مدرجاته، ومنع الأهالي والشبان من الجلوس والتجمهر، ما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة، أسفرت عن وقوع إصابات واعتقال عشرات الشبان.
بنية عسكرية
ويُخطط الاحتلال للتنغيص على المقدسيين وفرض قيود على حركة تواجدهم في ساحة باب العامود، في محاولة لتغيير ملامح المكان، والاستيلاء على هذا الحيز الوطني، كما يقول المختص في شؤون القدس جمال عمرو.
ويضيف عمرو، في حديث معه: “نحن أمام تطور دراماتيكي، إذ أنشأت سلطات الاحتلال بنية تحتية عسكرية في منطقة باب العامود، مزودة بثلاثة أبراج ونقاط أمنية، وبالكاميرات والمجسّات”.
ويشير إلى أن الاحتلال خصص لوزير الأمن القومي المتطرف “إيتمار بن غفير” مبلغ 9 مليارات شيكل، لأجل محاربة الفلسطينيين وقمعهم، وتشديد الإجراءات في المدينة المقدسة، إذ أعطى الضوء الأخضر لعناصر الشرطة، لقمع الشبان وإطلاق الرصاص عليهم.
ويوضح أن الاحتلال يستبق شهر رمضان، بالاستعداد لنشر الآلاف من عناصره وقواته الخاصة في مدينة القدس، وباب العامود، بالإضافة إلى أن هناك خمس فرق عسكرية تجوب المدينة المقدسة طيلة الوقت.
ويتخوف الاحتلال من تصاعد الأوضاع واندلاع مواجهات في المدينة المقدسة، وتحديدًا باب العامود، باعتباره يشكل ساحة صراع وتوتر دائمة، بفعل الانتشار الكثيف لعناصر الشرطة خلال رمضان، وأيضًا التواجد المقدسي على مدرجاته عقب الإفطار وصلاة التراويح.
ونصبت شرطة الاحتلال في رمضان الماضي، سياجًا حديديًا ومركزًا متنقلًا في منطقة باب العامود، دون أن تترك مكانًا لجلوس المقدسيين، بالإضافة إلى نشر قوات علنية وسرية بالمنطقة، و3 آلاف شرطي في أزقة البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى المبارك.
فرض السيطرة
ويؤكد المختص في شون القدس، أن الاحتلال يريد فرض سيطرته وتحكمه بقوة السلاح في المنطقة، وتوفير بنية تحتية لحماية المستوطنين الذين يدخلون من باب العامود لتدنيس المسجد الأقصى وحائط البراق بأعداد كبيرة.
ويفيد بأن الاحتلال يفرض على الشباب المقدسي قيودًا إزاء إقامة مراسم وطقوس الاحتفال بشهر رمضان، وتعليق الزينة والأضواء في باب العامود، والجلوس على مدرجاته بعد صلاة التراويح.
ولم تقتصر اعتداءات الاحتلال على ذلك، بل تقوم عناصر الشرطة بشكل شبه يومي بإيقاف الشبان والتدقيق في هوياتهم، وأحيانا كثيرة تُخضعهم للتفتيش الجسدي، ناهيك عن الاعتداءات بالضرب والتنكيل.
ويشكل الوجود الفلسطيني في باب العامود رسالة للاحتلال بأن “القدس مدينة محتلة، وليست عاصمة موحدة للكيان الإسرائيلي”، وأن هذه المنطقة تمثل عنوانًا ورمزًا للسيادة والهوية الوطنية الفلسطينية، وفق عمرو.
ويؤكد عمرو أن الشباب المقدسي أثبت نفسه وتواجده في باب العامود وعلى مدرجاته، خلال رمضان الماضي، والذي سبقه، رُغم قيود الاحتلال وإجراءاته القمعية.
ويوضح أن رمضان هذا العام سيشهد نكهة خاصة في فرض السيادة الوطنية على المنطقة، لأن الشبان سيواجهون إجراءات الاحتلال واعتداءاته بكل قوة.