خبراء أميركيون: واشنطن ستجد نفسها أمام “سيناريوهين مرعبين” لو غزت الصين تايوان الآن
حذر خبراء عسكريون أميركيون بارزون من أن الولايات المتحدة غير جاهزة لخوض حرب باتت احتمالاتها تتزايد مع الصين دفاعا عن تايوان، كما تفتقر إلى الصواريخ البعيدة المدى اللازمة لحماية القوات حول الجزيرة وفق تقرير نشرته صحيفة “التايمز” (the Times) البريطانية.
وكان قائد البحرية الأميركية الأدميرال مايك جيلداي قد حذر قبل 4 أشهر من أن الصين قد تغزو تايوان قبل بداية العام المقبل.
وأشارت التايمز إلى أن تقريرا أصدره منتدى المحيط الهادي، وهو معهد متخصص في أبحاث السياسة الخارجية الأميركية، خلص إلى أنه رغم تلك التوقعات فإن واشنطن لم تجر تقييما للتداعيات الإستراتيجية التي ستترتب على سقوط تايوان بيد بكين.
كما أشار تقرير المعهد، الذي نشر تحت عنوان “العالم بعد سقوط تايوان”، إلى أن استيلاء الجيش الصيني على تايوان سيكون له تأثير مدمر على مصداقية الولايات المتحدة في العالم، بغض النظر عن تدخلها لحماية تايبيه من عدمه.
سيناريوهات مرعبة
ونقلت الصحيفة عن إيان إيستون، الخبير في شؤون تايوان وأحد معدّي تقرير المعهد، قوله إن هناك “سيناريوهين مرعبين” لاستيلاء الصين على الجزيرة، أولهما أن تسقط تايوان بيد الجيش الصيني من دون أي تدخل من الولايات المتحدة وحلفائها.
أما السيناريو الثاني فهو أن يتمكن جيش التحرير الشعبي من اقتحام تايوان والسيطرة عليها رغم محاولة أميركا والحلفاء المتأخرة إحباط الغزو الصيني.
ويرجح إيستون أن تقرر الحكومة في تايبيه في السيناريو الأول الدخول في مفاوضات مع بكين، حيث ستجد نفسها في مواجهة غزو ساحق من قبل الجيش الصيني دون أي مساعدة دولية. ونتيجة هذا السيناريو، ستكون سيطرة الصين على تايوان بلا قتال يذكر.
وفي السيناريو الثاني، يتوقع إيستون أن تسقط تايوان بيد الصين بعد معارك ضارية تشارك فيها الولايات المتحدة وحلفاؤها، حيث ستتمكن واشنطن بعد مساع مطولة من تشكيل تحالف مكون من حلف شمال الأطلسي (الناتو) واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا للدفاع عن الجزيرة.
وحول الخسائر التي سينقشع عنها غبار المعارك بين الصين والقوى الغربية بقيادة واشنطن، يتوقع إيستون أن تسفر المعارك عن فقدان مئات الطيارين من القوات الأميركية وقوات الحلفاء فوق غرب المحيط الهادي، وأن يتمكن آلاف من مشاة البحرية الأميركية من الهبوط في تايوان، لكنهم سيضطرون إلى الاستسلام لاحقا بعد أن يسقط نحو 50% منهم في الحرب.
كما يرجح الخبير الأميركي في شؤون تايوان أن تسفر الحرب عن غرق معظم الأسطول الأميركي في المحيط الهادي.
ويخلص إيستون إلى أنه بغض النظر عن الطريقة التي ستتمكن من خلالها السلطات الصينية من الاستيلاء على تايوان، فإن النتيجة واحدة وهي أن المنطقة والعالم سيفقدان دولة ديمقراطية رائدة، وسينجم عن ذلك تغيير الهيكل الأمني للمنطقة. ويقول إن ذلك سيكون حدثًا مؤلمًا وقد يغدو كارثيًّا في تاريخ السياسة الخارجية الأميركية.